أعراس الزكاة وأفراحها

يكتبها اليوم / وديع العبسي

 

 

ليست المرة الأولى التي يشهد فيها عمل هيئة الزكاة هذا الصوت الصاخب من قبل أعداء الإيجابية وأعداء الحياة.
فخلال السنوات الماضية، كانت هذه الطبول الفارغة تثير الجلبة على كل مشروع تنفذه الهيئة، لتيقنها بأن في المناشط التي اعتادت هيئة الزكاة صوتاً عالياً من الاعتداد وتحدي محاولات الإحباط لهذا المجتمع من واقعه، والوصول به إلى اليأس والتسليم.
الهيئة تستعد غدا ليوم استثنائي أكثر حضورا بفعل دال على التطبيع مع الواقع المحاصر من أسباب الحياة والذي أرادت من خلاله قوى العدوان تثبيط النفسيات وإعاقة أي تطلع لأمل أو تفاؤل بقادم يمكن أن يكون أفضل، يصنعه اليمنيون بأيديهم.
غدا بمجموع 4800 عريس سيرقص الحاضرون من المحتفين بهذه المناسبة «برعة» التأكيد على صلابة هذا المجتمع في وجه التحديات.
وللصوت في هذا الفعل أكثر من اتجاه، أكثر من دلالة، وأكثر من أثر، فهو الفعل الذي يأتي بعد قرابة الثمانية أعوام من الخنق والاستهداف بكل أشكال المؤامرة، وهو الفعل الذي يأتي ليؤكد ان يمني اليوم الأول من العدوان هو ذاته يمني اليوم بعنفوانه وانطلاقته للدفاع عن ارضه، وممارسته للحياة الطبيعية، كما هو الفعل الذي يقصم ظهر الامل لدى الأعداء بإمكانية النيل من هذه البلاد العظيمة منذ بدء التكوين.
وغدا سيفوح ريحان الفرح من عقود الفل وخليط «أضاميم» الورد والكاذي والمشاقر، وقد تزينت بها جنبات المكان، ممتزجة بروائح البخور اليمني الذي عبر القارات لآلاف من السنوات مضت، وكان باعث لحكايات وأعاجيز اسطورية، تماما كالذي يحدث اليوم في يمن المعجزات، حيث العمل يؤكد صدقية القول والتوجه، وحيث التسامي فوق كل الجراحات يعيد للأمم والشعوب حقيقة منبع التاريخ.. من هنا، من أرض اليمن، المهد الأول للتحرك في طريق أثبات الذات، وترويض الطبيعة القاسية.
ولعل في إطلاق العنان للتأمل في تفاصل الحدث، ما سيصل بالفطن إلى إدراك مغازي من لاك غمزا ولمزا حول هذا الفعل الفرائحي الذي يصل بتأثيره كل قرى اليمن الحر، كما وسيدرك مخازي النفوس التي اعتادت على التقوقع عند نزعة النقد ورفض كل شيء جميل، وكل شيء إيجابي.

قد يعجبك ايضا