اليمنيون يجسِّدون صور التكافل الاجتماعي والتقرب إلى الله بالإنفاق والعطاء: في رمضان .. سباق لنيل الأجر من الرحمن

 

شُرِّع الصيام من أجل تحقيق أهداف عظيمة ومقاصدٍ نبيلة ، حيث تسمو النفس عن كل مطامع الدنيا .. ويتساوى الغني والفقير في التقرب إلى الله تعالى بالابتعاد عن الطعام خلال نهار رمضان ، ليستشعر الغني معاناة الفقير، فيبادر إلى مد يد العون من خلال إخراج زكاة ماله فتدفع للفقراء لتتجسد قيم التكافل الاجتماعي في أسمى صورها في أوساط المجتمع الإسلامي وفي مقدمته الشعب اليمني الذي يتصدر تلك المجتمعات من حيث المبادرة إلى إخراج الصدقات وإغاثة المحتاجين.
وتبرز في شهر رمضان العديد من صور الخير والعطاء والمبادرات المجتمعية والمشاريع الخيرية التي تجسد مبادئ وقيم التكافل الاجتماعي وتوفير المتطلبات الضرورية للمحتاجين والأشد ضرراً في المجتمع.
وتتبوأ الهيئة العامة للزكاة الصدارة من حيث تنفيذ المشاريع الخيرية على مدار العام بصورة عامة وفي شهر رمضان الفضيل على وجه الخصوص ، من خلال المشاريع الخيرية المتعددة، مثل إفطار الصائم وتقديم السلات الغذائية للأسر المحتاجة وكذلك كسوة العيد للفقراء والمساكين وأسر وذوي الشهداء والجرحى والمفقودين.
ويحل شهر رمضان المبارك بالخير الوفير .. وتفتح فيه أبواب العطاء للفقراء والمساكين الذين ينالون نصيبهم المفروض طبقاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي جعل لهم حقاً في أموال الأغنياء في صورة من أسمى صور التكافل والتراحم في أوساط المجتمع الإسلامي فراعي حقوق الإنسان واقتطع للمحتاجين نصيباً من الزكاة التي تحصنهم من الفاقة وهو أحد المقاصد النبيلة لمصارف الزكاة.
يأتي شهر رمضان هذا العام ونحن ندلف العام الثامن من العدوان وسط أوضاع اقتصادية صعبة للغاية فرضها تحالف العدوان نظراً لاستمرار عدوانه الغاشم وحصاره الجائر على اليمن براً وبحراً وجواً ومع استمرار انقطاع صرف المرتبات بعد نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن واستحواذ مرتزقة العدوان على خيرات البلاد من موارد النفط والغاز وموارد الموانئ البحرية والمنافذ البرية والجوية.. لتفرض تلك العوامل ظروفاً صعبة على السواد الأعظم من المجتمع اليمني جراء الأوضاع المعيشية الصعبة ، ومع ذلك فإن رحمة الله محيطة بعباده، حيث يتسابق أصحاب الخير جهات وأفراداً في تجارة مع الرحمن ومد يد العون للمحتاجين خلال شهر تتنزل فيه الرحمات لتعدد صور العطاء والإحسان عبر مشاريع خيرية متعددة مثل الأفران الخيرية التي تزود آلاف الأسر برغيف الخبز وكذلك مشروع سُقيا الذي يوفر المياه للآلاف من الأسر التي تواجه صعوبات في سداد قيمة المياه بالإضافة إلى مشاريع ومبادرات مجتمعية لتوفير وجبات إفطار في الأحياء والطرقات العامة.
ولوحظ هذا العام دخول جهات جديدة سباق الخير والعطاء مثل الإدارة العامة للمرور التي بادرت إلى توفير وجبات إفطار وتوزيعها على المارة وسائقي السيارات بالتزامن مع موعد أذان المغرب ، بالإضافة إلى مبادرات مماثلة لجهات متعددة مثل مؤسسة بنيان ويمن ثبات غيرها من الجهات.
ولم يتوقف عطاء مؤسسة الشعب التي تواصل نشاطها الدؤوب لا سيما خلال شهر رمضان من خلال استهداف الآلاف من شريحة الفقراء والمساكين وإحاطتهم بالرعاية والاهتمام وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم من الغذاء والكساء ورسم البسمة على وجوه الفقراء والأيتام ، كما هو الحال بالنسبة للمبادرات الإنسانية لفروع المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية الذي يقوم بتوزيع السلال الغذائية على المحتاجين بالتنسيق مع المانحين والمنظمات الداعمة.

قد يعجبك ايضا