يلقي الشتاء وبرودته بكل ثقله على كاهل اليمنيين خصوصا الأسر الفقيرة والنازحين في ظل حصار خانق وتصعيد عدواني شرس يتجدد بلا هوادة..
دون اعتبار للجوانب الإنسانية من قبل الأمم المتحدة ودول العدوان التي تمارس صلفها والعالم يتفرج.. كل هذا الفجور انسحبت معاناته على اليمنيين وتضاعفت تلك المعاناة مع الشتاء الذي يتطلب احتياجات ملحة لا سبيل إلى توفيرها في ظل الواقع المتردي.الأسرة /أفراح الهزمي
رب الأسرة عبدالوهاب شمسان / يقول: إن معاناتهم تضاعفت مع دخول الشتاء واشتداد البرد هذه الأيام، مع افتقادهم للوسائل التي تساعدهم وتقيهم من البرد من ملابس وبطانيات إضافة إلى الصعوبة التي يواجهونها في توفير الغذاء والاحتياجات المعيشية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. فهو بحاجة الى بذل مزيد من الجهد للعمل ولتوفير أبسط متطلبات العيش لأسرته المكونة من سبعة أفراد وهذا الأمر شاق عليه كونه يعاني من أمراض تمنعه من العمل المستمر وسط برد لا يرحم .
ورغم وجود العديد من المبادرات الفردية والجماعية لجمع وحشد التبرعات من البطانيات والملابس والفُرُش لمساعدة المحتاجين، إلا أن هذه الجهود غير كافية لتشمل كل المحتاجين، خاصة وأن العاصمة صنعاء استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين والأسر المعدمة، في ظل تزايد مستمر لأعداد النازحين بالتوازي مع تصعيد العدوان.
أمة السلام الدبا تقول :البرد هذا العام شديد للغاية ونحن نعاني من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية بسبب الحصار الجائر على بلادنا فبالكاد نستطيع توفير ما نتناوله من أطعمة ومشروبات دافئة لمقاومة البرد وتضيف: إلى جانب حاجتنا لتوفير بطانيات وملابس شتوية لأولادنا خاصة طلاب المدارس والملابس الشتوية أسعارها خيالية في الأسواق والمولات.. وقد اضطرينا للتوجه لسوق الحراج (الملابس المستخدمة) لنتفاجأ بأن الأسعار مرتفعة هناك أيضاً لكنها ليست بنفس الدرجة. فقد أخذت ما ستطعت بقدر ما سمحت به ميزانيتى من ملابس مستخدمة لتقي أبنائي من البرد القارس.
الوضع الإنساني
تزداد الأوضاع المعيشية والإنسانية ترديا خصوصا مع انعدام الرواتب، إلى جانب ارتفاع كلفة الحصول على وسائل التدفئة، بسبب الحصار الجائر والعدوان على بلادنا وهذه المعاناة طالت قرابة 27 مليون شخص يعانون الأمرّين.
ويمثل اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 80% من السكان، أي أكثر من 24 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.
تحذير
تحذر الأمم المتحدة من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، في ظل تأثر العمليات الإنسانية الرئيسية بسبب ضعف التمويل، الأمر الذي سيفاقم من معاناة ملايين اليمنيين ووفاة الكثيرين، في حال عدم توفير التمويل المطلوب، وقد تم إغلاق 12 برنامجًا رئيسيًّا من أصل 38 للأمم المتحدة، أو تخفيضها بشكل كبير.
ويرى مراقبون أن الدعم المقدم من المنظمات الدولية للمتضررين والمحتاجين محدود ولا يفي بنحو 60% من احتياجات المتضررين من الصقيع الأمر الذي فاقم من معاناة الكثيرين وتركهم عرضة للكثير من الجوع وكل صور الحرمان، إلى جانب جعل البعض منهم عرضة للأمراض النفسية وافتراش الشوارع، كما هو حال الكثيرين في كل مدن بلادنا.