عملية “فجر الصحراء” تعتبر من أكبر العمليات العسكرية اليمنية، حيث حرر من خلالها الجيش واللجان الشعبية منطقة اليتمة بمساحة تقدر بـ 1200كيلو متر مربع وبذلك تصبح الجوف محررة كليا، مما أدى إلى جنون مملكة الرمال السعودية وشذاذ الآفاق الأمريكان، حيث تحتوي هذه المحافظة على أكبر مخزون نفطي وقد اغتنم أبطال الجيش واللجان الشعبية الكثير من الأسلحة وسقط الكثير من القتلى المرتزقة السودانيين وغيرهم ممن يقاتلون في صف التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني، فمملكة الرمال أصبحت تتخبط في إعلامها وتختلق الذرائع الواهية لتبرّر فشلها، وأصبحت تقصف بهستيريا المنشآت المدنية والصحية والجسور والطرق وتدمّر المنازل فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ بعدوانية وحقد (البعير)، فما حدث في عصر وبالذات في المدينة السكنية الليبية بالعاصمة صنعاء وكذلك في المحويت من استهداف للأطفال والشيوخ والنساء ليس سوى قطرة من مطرة، فهل هؤلاء الشهداء من الأطفال والنساء هم المسيَّرات والصواريخ المتنوعة التي يتحدثون عنها!؟ ويدعي المالكي زورا وبهتانا مشاركة حزب الله اللبناني …فالآونة الأخيرة تم ضرب المضروب وقصف المقصوف بعنجهية وعدوانية ليس لها مثيل في التاريخ، كل هذا وغيره يحدث في ظل صمت دولي وأممي فاضح .
جرائم يندى لها الجبين وتندرج ضمن جرائم الحرب حسب القانون الدولي، وهذه العملية – عملية فجر الصحراء – لم تكن سوى ردة فعل للضغط على العالم وعلى سفاكي الدماء السعودية وأمريكا وبريطانيا، لأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم .
مهما حاول آل سعود وشذاذ الآفاق التبريرات عبر اختلاق الذرائع الواهية، فما ذنب الجسور التي هي ملك الشعب اليمني أن تدمَّر ؟ وما ذنب المباني التي تسقط فوق رؤوس ساكنيها؟ وماذنب الوسائل التعليمية أن يطالها هذا القصف الهستيري؟.. أسئلة موجهة للمجتمع الدولي الصامت، وهل أصبح الدم اليمني مباح مقابل الريال السعودي؟ وهل أصبحت العاصمة وغيرها من المناطق المحررة مباحة للقنابل المحرمة دوليا والقصف العشوائي ليلا؟ وهل هذا هو السلام الأمريكي السعودي الذي يتشدقون به قصف المستشفيات وغيرها من الأعيان المدنية؟!، هذه الهستيريا الجنونية للسعودية وتحالفها جاءت بعد انتصار المجاهدين في عدة جبهات وفوز المنتخب اليمني للناشئين في كرة القدم على السعودية.
وحسب العميد سريع فإن الرد سيكون موجعا ومؤلما (السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص)، فلا يعتقد ملوك الرمال أنهم سينجون بأفعالهم الإجرامية ومن خلفهم من يسمون أنفسهم بالديمقراطيين الأمريكيين، حيث قال بايدن في أكثر من مناسبة في إطار دعايته الانتخابية إن من أولوياته إيقاف الحرب في اليمن!!!!
لكن استهداف البنى التحتية الخاصة والعامة بالقصف السعوامريكي الفرنسي البريطاني لا يزال قائما، أضف إلى ذلك استقدام المرتزقة الذين يحاربون نيابة عن السعودية، حيث دفعوا مؤخرا بالسودانيين من جديد مستغلين الفقر المستشري والمشاكل التي تمر بها السودان.
الحروب حسب القوانين الدولية لها أخلاق وقواعد، أما مرتزقة آل سعود ومنظمات حقوق الإنسان فإنهم يلهثون وراء المال المدنس، أضف إلى ذلك مرتزقة الداخل الذين يقتاتون على المال الحرام ويعيشون في فنادق الرياض وتركيا والإمارات والبحرين وغيرها.
كاتب السطور لم يقرأ في التاريخ القديم والحديث ولم يسمع عن مرتزقة باعوا الأرض والعرض ووقّعوا على استباحة دم المواطن اليمني.
سبع سنوات عجاف بما فيها من قتل وتدمير وحصار بري وبحري وجوي وانقطاع المرتبات وقصف المنشآت الصحية ومخازن المواد الغذائية ومنع دخول المشتقات النفطية، وكل ذلك من أجل إخضاع وتركيع وتجويع الشعب اليمني (سلام الاستسلام) لكن اليمنيين ذوي بأس شديد صامدون منتصرون في كافة الجبهات.
لقد استطاع الجيش واللجان الشعبية تطوير قدراتهم الدفاعية من صواريخ باليستية متنوعة وطيران مسيَّر، واستطاع تحديد الأهداف بدقة عالية ودك المواقع الحساسة داخل العمق السعودي، وهذا هو الرد المشروع على العدوان، فالسعودية حاولت احتلال مارب لكن مارب عصية على كل معتد وستتحرر كما تحررت الجوف والبيضاء وغيرهما وستتحرر اليمن من كل غاز ومن كل طامع في الثروات اليمنية البحرية والبرية، فلن ينفع أمريكا الاعتماد على أذيالها السعوديين والإماراتيين والإسرائيليين، ولا الأسلحة الأمريكية ستعيد (فيكتوريا) إلى اليمن، فما يجري اليوم في اليمن من ترويع للمواطنين إنما يدل على الإخفاقات والجنون والتخبط السعودي الذي لا يستطيع الوصول إلى غايته القذرة، أما مرتزقة الداخل فإن مصيرهم الزوال وليس لهم مكان في اليمن، بل سيظلوا (خداما) لممالك الرمال وأموالهم.. فأين سيذهب أولئك الأدوات ؟، بالتأكيد إلى مزبلة التاريخ والأيام بيننا والقادم أعظم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) صدق الله العظيم.