كان لي شرف اللقاء بسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في صنعاء السفير الإنسان حسن إيرلو .
في الحقيقة شعرت أنني أمام هامة ديبلوماسية كبيرة، تحس أنك أمام مكتبة مليئة بأحداث التاريخ يمتلك رؤية وبصيرة نافذة للمستقبل.
رغم إخلاصه الشديد لمبادئ الثورة الإسلامية في ايران إلا أنك تدرك حبه وإعجابه الشديد بالشعب اليمني الطيب الصامد بوجه تحالف بغيض حاقد تقوده أمريكا .
كان السفير يمتاز بتواضع شديد يهتم بأي شخص يقابله كأنه يعرفه من مدة طويلة .
كلامه يرفع المعنويات نتيجة لأسلوبه وحديثه حول كيف نجعل من الصراع مع الطواغيت سببا للتنمية والبناء والعزة والنصر وكيف تمكنت الجمهورية الإسلامية في ايران من بناء قدراتها وتصدر المراتب الأولى في العالم في الكثير من المجالات رغم العدوان والحصار المفروض عليها من دول الاستكبار العالمي .
عند لقائي بسعادة السفير والاستماع إليه كان يتكلم بهدوء تام، أحسست أنه يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، علمت بعد ذلك أنه نتيجة لتأثره بقصف كيماوي استخدمه صدام في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الفائت .
وكانت تلك الإصابة سببا لعدم قدرته في التغلب على إصابته بفيروس كورونا فيما بعد – رحمه الله، ورغم معاناته الصحية إلا أنه أتى لمشاركة اليمنيين صمودهم وثباتهم أمام تحالف العدوان .
سعادة السفير حسن إيرلو كان شديد الإعجاب بشخصية قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله ورعاه – وكان يرى فيه الخلاص لشعوب المنطقة من الهيمنة الأمريكية الصهيونية ما علينا إلا الثبات والالتفاف حوله .
وكان للسفير بصمات في وضع اللمسات الأولى للعديد من الاتفاقيات الثنائية التي كانت في طريقها إلى النور ..
هذه الاتفاقيات كانت ستشمل العديد من مجالات التعاون القضائي والصحي وفي مجال الكهرباء وغيرها من الخدمات التي لو تمت كان سيكون لها الأثر والفائدة الكبيرة لبلدنا.
نحن نقول هذه الخطوات التي بدأها سعادة السفير الشهيد علينا جميعا أن نعمل على استكمالها وأن تخرج إلى حيز الوجود رغم العدوان والحصار لما لها من أثر كبير في تعزيز العلاقات بين شعوب محور المقاومة ومنحها القدرة والقوة على مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة .
الرحمة والخلود للسفير الشهيد حسن إيرلو الذي يقول له الشعب اليمني ( أنت منا أهل اليمن ) .