الباحث الفرح:
مسار طويل ومعقد في تاريخ الحروب الأمريكية على شعوب الأمة الإسلامية، يبدأ بصراع الأفكار والمصطلحات المغالية في احترام وحماية حقوق الإنسان من الناحية النظرية وهدمها ودوسها تحت مجنزرات آلات الحرب الحديثة والأحدث من الناحية الواقعية، عبر اغتيال العقول الواعية والمعرفية والعلمية بأي من طرق القتل والغدر والخيانة، وفق نظرية «الغاية، تبرر الوسيلة» التي خولت الإدارات الأمريكية المتلاحقة استخدام كل بروتوكولات السياسية الصهيونية الخبيثة، للوصول إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية على الشعوب وتحويلها من مجتمعات منتجة إلى أسواق مستهلكة..
في هذه الحلقات سنقرأ بصورة استعادية مسار الحروب الأمريكية على الشعوب الإسلامية بصفة عامة والعراق الشقيق بصفة خاصة كنموذج ناصع شهد أبشع الجرائم بحق الإنسانية.. ففي الحلقة الأولى سنسلط الضوء على ما أورده المفكر والباحث محمد محسن الفرح في كتابه (طبيعة الصراع مع أهل الكتاب) من منطلقات وأساسيات وبروتوكولات السياسة الأمريكية والإسرائيلية في حروبها المفتوحة على كل الوسائل والأدوات ضد شعوب العالم بصفة عامة والشعوب الإسلامية بصفة خاصة… إلى التفاصيل:الثورة /..
في الجزء الثاني من كتابه “طبيعة الصراع مع أهل الكتاب” وتحديدا في محور مجال الصراع الثقافي والأخلاقي والسياسي، يقول المؤرخ اليمني محمد محسن الفرح: “يتفنّن الأمريكيون والإسرائيليون والغربيون بوجه عام في ابتداع المخططات والأفكار التي تديم هيمنتهم على العالم عموماً وعلى العالم الإسلامي خصوصاً” موضحا أن تلك الخطط ترتكز على ضرب الهوية الإيمانية وتفكيك البنية الثقافية، واستغلال التناقضات في الداخل العربي والإسلامي وتأجيج الصراعات الدينية، وبثّ الفوضى والتشكيك في مقدرة المجتمعات على النهوض، وإقناع أبناء الأمة أنّهم عاجزون ومتخلفون ومتوحّشون، وبالتالي تركيعهم وإخضاعهم والتغلب عليهم، ليكون هذا المغلوب في خدمة الغالب وفي جميع الاتجاهات..
وأكد الفرح أن مخطط الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي والغربي للأمة، ليس بجديد بل هو ممتد منذ زمن طويل وتطبيقاته قائمة منذ مراحل قديمة، وهو موجود ومثبت ومستمر في مختلف الحُقب التاريخية، لما يرون في المشروع الإسلامي وفي الأمة الإسلامية من خطر وتهديد لمشروعهم الاستحواذي والاستعماري، المرتكز على أطماعهم الكبيرة في الخيرات والثروات التي تختزنها البلدان الإسلامية، وفي مقدمتها البترول وغيره، إضافة لموقعها الاستراتيجي، فضلا عن النزعة الاستعمارية والدوافع النفسية والعقدية لديهم، الكافية لاستهداف الأمة والسيطرة والقضاء التام عليها.
ويؤكد المؤرخ الفرح أن تلك الممارسات تبدأ بالترويج لنظريات يطلقها المفكرون الأمريكيون ومنها نظرية صدام الحضارات التي أطلقها المفكر هنتنجتون، التي يرى فيها أن الحضارة الإسلامية تشكل قلقاً للغرب، وتهديداً حقيقياً يشعرهم بالخوف من المشروع الإسلامي لاعتبارات متعددة، ويحاول الأمريكيون أن يعمموا هذا الخوف لدى الأمم الأخرى.
وأضاف الفرح: وفي سبيل تحقيق نواياهم المشؤومة، وأهدافهم العدوانية، اتجه الأمريكيون والإسرائيليون إلى محاربة الأمة في جميع المجالات الثقافية والأخلاقية والإعلامية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، متطرقا إلى أهم نماذج الصحوة الإسلامية التي نبهت من وقت مبكر لمخاطر السياسات الأمريكية الإسرائيلية تجاه الأمة الإسلامية، وفي صدارة تلك النماذج الواعية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه الذي قال في سياق تأصيله لقضية الصراع: ((المسألة وصلت إلى صراع شامل وليس صراعا في جانب واحد، صراع إعلامي، فكري، ثقافي، سياسي.)).
ويستطرد الفرح قائلا: ومن خلال النظر في بروتكولات حكماء صهيون ندرك شمولية الصراع مع أهل الكتاب وبالذات اليهود، وندرك سعة مجالاته وخطورة ما يسعون إلى تحقيقه، عبر أربع وعشرون بروتوكولا يرتكز الأول على إشاعة الفوضى والتحرّريّة والثورات والحروب، ويذهب البروتوكول الثاني الى السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة, مرورا بإسقاط الملكيّة والأرستقراطيّة، وتدمير الدين والسيطرة على التجارة، وتفريغ السياسة من مضمونها، والسيطرة على الصناعة والزراعة، وإشعال الحروب العالميّة، وتفريغ القوانين من مضامينها، وتدمير الأخلاق ونشر العملاء، ووضع الدساتير المخلخلة، والسيطرة العالمية، والسيطرة على النشر والإعلام ، وتغييب وعي الجماهير، ونشر الإلحاد والأدب المرضي، والانقلابات والخلايا السرّيّة، وإفساد التعليم، وتحطيم السلطة الدينيّة، وإشاعة التمرّد، وإغراق الدول في الديون، وبالقروض الداخليّة، وترتكز البروتوكولات الثاني والثالث والرابع والعشرون على محورية السيطرة على الذهب، وإفشاء البطالة، وسيطرة اليهود على العالم.
البدايات الأولى لاستهداف العراق
لم تكن البدايات الأولى لاستهداف العراق ناجمة عن قرارات ارتجالية ارتبطت بأحداث معنية تمس المصالح الأمريكية، بل كانت البدايات نتاج فترة زمنية طويلة قرنت بدراسة أهم العوامل والأسباب التي ستسهل السيطرة على العمق النفطي والبشري والحضاري في منطقة الشرق الأوسط، فكان للسياسة الأمريكية اليد الطولى في اذكاء الحرب العراقية الإيرانية تحت شعارات روجت لها بإحكام ارتكزت جلها على الصراع العربي الفارسي، وكانت ظاهرا في صف نظام صدام المدعوم من حلفائها في الوطن العربي والخليج، ومع انتهاء الحرب في العام 1990م بنتائج من توازن القوتين العراقية والإيرانية، نشب خلاف بين العراق ودول الخليج حول كلفة الحرب، بسبب رفض الكويت طلب صدام لدول الخليج المنتجة للنفط بتخفيف الإنتاج لرفع أسعار النفط وتعويض الخسائر حسب تقارير عربية ودولية، واحتدت الأزمة والأمريكان الى صف نظام صدام حسين وفق علاقات رسمية وزيارات دبلوماسية تؤكد أحقية العراق في مساهمة الكويت في تحمل كلفة الحرب، ولإحساس النظام الصدامي بنشوة خروجه من الحرب قويا، أغوته نشوة الحضور الإقليمي كدولة قوية ترى في نفسها المشروع العربي الكبير، تهور صدام حسين، واقدم على الهجوم على دولة الكويت في ليلة 2 أغسطس 1990م.
شكل هجومه بتلك الطريقة وتدخله عسكريا في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة معترف بها عربيا وعالميا، فرصة ثمينة ليس بالانقضاض على العراق بل لإضعاف مقومات دولته العسكرية، وحضوره العربي والإقليمي، ولكي تشر عن أمريكا خطتها الجهنمية في إضعاف الكويت شكلت تحالفاً تجاوز 34 دولة عربية وعالمية بقيادة أمريكا، فشنت أولى غاراتها على العراق في صبيحة 17 يناير 1991م… وفي هذا السياق يقول الفرح: قتلت أمريكا بقصفها الجوي ما يقارب 30 ألف عراقي، عندما نفذت في عام 1991م أكثر من 116 ألف غارة على العراق وألقت ما يقارب 85 ألف طن من القنابل، واستخدمت أنواع الأسلحة المحرمة، وارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي وكان من أشهر الجرائم التي ارتكبها الأمريكيون هي مجزرة ملجأ العامرية، وهو ملجأ قصف بالسلاح الجوي الأمريكي بحي العامرية في بغداد، وذلك أثناء حرب الخليج الثانية..
وأضاف الفرح: “أدت إحدى الغارات الأمريكية يوم 13 فبراير، 1991 على بغداد بواسطة طائرتين من نوع اف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء وأطفال”.
وقد اتُهمت الشركة الفنلندية التي بنت الملجأ بأنها من زودت أمريكا بمخططات الملجأ، خصوصاً وان الأمريكان عرضوا مخططات ومقاطع الملجأ والرسومات الهندسية التي يفترض أن تكون سرية. وما إن أعلن العراق انسحابه من الكويت حتى فرضت أمريكا -بقيادة الرئيس بوش الأب-على العراقيين حصاراً جائرا على العراقيين قضى فيه أكثر من مليون ونصف المليون طفل عراقي جراء الحصار ونقص الدواء والغذاء”.
وفي القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 661 عام 1990 وضع العراق تحت عقوبات كانت الأقسى في تاريخ الأمم المتحد حيث فرضت أمريكا تحت مظلة الأمم المتحدة حصارا دوليا شاملا على العراق، شمل مختلف القطاعات الصحية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، إضافة إلى حظر طيران شامل مدني وعسكري. وعانى العراق من تبعات هذا الحصار، ومئات آلاف العراقيين ماتوا متأثرين بنتائج هذا الحصار والذي لا يزال العراقيون يعانون منه بعد 16 عاما على الغزو.
استمرار الحرب والحصار
ويواصل الفرح قائلا: “وبالرغم من سحب العراق لقواته من الكويت بعد أشهر على القرار، إلا أن الحصار استمر مفروضا على البلاد بحجة التأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وتطبيقه قرارات مجلس الأمن. وعلى الرغم من أن القرار استثنى المواد الغذائية والدواء، إلا أن واقع الحصار كان يمنع توريد أي شيء للعراق، فحتى البضائع والسلع الاستهلاكية والأدوية مُنع العراق من استيرادها على اعتبار أنها تتطلب تعاملات مالية مع المصارف المعترف بها دوليا، واستمر الحال على ما هو عليه حتى عام 1996 عندما سمح للعراق بتبادل النفط مقابل الغذاء والدواء. وعن الدواء والسلع الغذائية ضمت البنود الأصلية للحظر الاقتصادي بتحريم كل أنواع المعاملات التجارية مع العراق وتجميد أمواله في جميع دول العالم، إلا أن القرار استثنى الغذاء والمواد الطبية، استيراد من دون تصدير، وبما أن العراق منع من إجراء أي معاملات مالية مع دول العالم، فإن العراق لم يستطع دفع فاتورة الاستيراد، لذا بات الاستثناء الغذائي والدوائي لا معنى له.”
وأضاف: إذا كانت قرارات مجلس الأمن 661 و 665 و 666 و 678 قد فرضت عقوبات اقتصادية وتجارية على العراق لإرغامه على الانسحاب من الكويت, فإن القرار رقم 687 في أبريل عام 1991 يعتبر القرار الأساسي لعقوبات ما بعد الانسحاب من الكويت, والذي ينصّ على تدمير أسلحة الدمار الشامل من أجل رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية. ولتحقيق هذا الهدف قامت لجنة مختصة من الأمم المتحدة بإرسال خبراء تفتيش عن أسلحة الدمار الشامل هي لجنة “أونسكوم”. وقامت هذه اللجنة بعملها حتى نهاية عام 1998م. وبعد ما تبيّن للعراق أن تعاونه مع اللجنة لا أفق له, وليس هناك نية بإغلاق هذا الملف وإنهاء العقوبات, إضافة إلى كشفه لمحاولات تجسس وتعاون مع استخبارات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية من قبل أعضاء في هذه اللجنة, بدأ بعدم التعاون مع اللجنة التي لم تلبث أن انسحبت في ديسمبر 1998 ليتبع ذلك غارات جوية قامت بها القوات الأمريكية والبريطانية على مواقع عراقية.
وقال أيضا: على الرغم من تسليم اللجنة وثائق مهمة من قبل منشقّين عراقيين كانوا في موقع المسؤولية المباشرة مثل حسين كامل المجيد مسؤول برنامج أسلحة الدمار الشامل, ووفيق السامرائي رئيس المخابرات العسكرية عام 1995م, واضطرار العراق لتسليم وثائق في غاية الأهمية, عقب ذلك, وتعاونه مع اللجنة لأكثر من ثلاث سنوات, وصدور تقارير عن اللجنة تقر بتدمير الجزء الأعظم من قدرات العراق في مجالات التسلح البيولوجي والكيميائي والنووي والقدرات الصاروخية، فإن الولايات المتحدة استمرّت في تصعيد الموقف, فقامت بتوسيع منطقة حظر الطيران واستمرت بغاراتها على العراق وقامت بإصدار قانون تحرير العراق عام 1998م لدعم المعارضة العراقية المقيمة في واشنطن بمبلغ 97 مليون دولار من أجل الإعداد لإسقاط النظام, واستمرت بتصريحاتها الرافضة لإزالة العقوبات عن العراق.
التحضير لاحتلال العراق
وحول الخسة والخبث الأمريكي في مسار التحضير لاحتلال العراق قال المؤلف والباحث محمد حسين الفرح في كتابه (طبيعة الصراع مع أهل الكتاب): ورغم محاولتها إضفاء الشرعية الدولية على حربها إلا أن الإدارة الأمريكية بقيت ممسكة بعنوان ما يسمى “بمحاربة الإرهاب” الذي ألبسته لباس القيم عبر أذرعها الإعلامية الدعائية والسياسية التي تروج لحروب الأمريكيين أنها من اجل خير البشرية وسعادتهم وحريتهم وحقوقهم المسلوبة، وذلك ما كشفته لاحقا في مشروعها المسمى الشرق الأوسط الكبير، الذي كان عنوانه ” مبادرة الشرق الأوسط الكبير”، والذي كان يَعد بالسلام والديمقراطية والتطور والازدهار للشعوب الممتدة من موريتانيا إلى باكستان.
وأكد الفرح أن أمريكا جمعت بين التسويغ للحرب على العراق بدافع محاربة الإرهاب ومحاولة إيجاد الصلة بين أسامة وصدام. ومن جهة أخرى سعت إلى استغلال السجل المظلم للنظام العراقي باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من حربه مع الكويت وإيران إلى استخدامه أسلحة الدمار الشامل ضد الأكراد.. لافتا إلى أن كل ذلك التحايل كان من أجل أن تتفادى السخط والخسائر الكبيرة وتسلم من النتائج والتداعيات وتبقى مقبولة لدى الشعوب الأخرى التي تنوي احتلالها.
وأضاف: برغم أنها كانت هي الداعم والمخطط لكل ما سبق إلا أنها رأت في ذلك السجل فرصة لكسب الشرعية الدولية وكسب الرضا الجماهيري الداخلي من قبل الشعب الأمريكي والبريطاني والذي كثيرا ما يتم خداعهم من قبل حكوماتهم التي تضطر إلى إقناعهم بالكذب والتبريرات المخادعة وتستخدم وسائل الإعلام الداخلية لدعم أهدافهم التي عادة ما تكون بضغط من اللوبي الصهيوني وخدمة لإسرائيل.
وحول دور أحداث 11 سبتمبر من العام 2001م وكيف استغلتها الإدارة الأمريكية أكد الفرح أنها ساعدت في تغيير المزاج الشعبي الأميركي الذي أحس بتهديده في أمنه في نيويورك وواشنطن, وأصبح أكثر تقبلاً ودعماً للسياسات التدخلية العسكرية تحت حجة القضاء على الإرهاب.. وذلك التغير كان هدفا مقصودا حتى يتم استغلاله في دعم سياسات أمريكا العدوانية. واستشهد الفرح في سياق إيضاح تلك المغالطات ما قاله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله، حيث قال في الدرس الحادي والعشرين من دروس شهر رمضان: (({وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} في هذا طريقة من الناحية المنهجية، يعرف الإنسان أن أشياء كهذه هي مطالب عادة للبشر، كيفما كانوا أعني: الآن في نفوسنا أليس عندنا صورة مثلا عن أمريكا وعن أوربا هي الصورة التي نراها، صورة الحكومات، أليس هكذا؟ حكومات تسوق الشعوب نفسها، قد تكون تسوقها بضغط، أو تسوقها بإغراءات، وبإعلام مضلل، حول موضوع سلام، ونور وهدى بالنسبة لهم، أعني: يقدمون كل الأشياء لديهم، يعتمدون جدًا على وسائل الإعلام؛ للتضليل على الناس، والتضليل يتم على هذه الطريقة، أن السياسة التي تتبناها حكومة إسرائيل، أو حكومة أمريكا، أو أي دولة أخرى أنه من أجل تحقيق السلام للشعب الفلاني الأمريكي أو. هم يقولون هكذا: محاربة الإرهاب هنا تحقيق سلام للأمريكيين، وأمن وحفاظ على مصالح أمريكا، وأشياء من هذه يعني: طريقة تعتبر هدى، يزعمون أنهم يهدون إلى طريقة هي في مصلحة الناس، وخير للناس.
إذًا هذا مطلب أساسي، هو مطلب للبشر جميعا، ولأن أكبر نسبة من البشر هم عادة مواطنون من الذين يسمونهم “مواطنون عاديون” يهمهم سلام، يهمهم هدى، يهمهم حق، مطالب لديهم أساسية، معنى هذا بأنه عندما يوجه هذا الخطاب إليهم هو يخاطب فطرة لدى شعوب هم لا يزالون أناساً، تقول له بأن ما عندك هو سلام، وعندك نور، وعندك هدى إلى صراط مستقيم؛ لأن الذي يضلل هناك هو يستخدم طريقة كهذه كعناوين وتحتها ضلال، تحتها ضياع لهم كشعوب، قل لهم: السلام هو هذا، أن نتبع جميعا كتاب الله، ونؤمن بالقرآن، ونؤمن جميعا بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وندخل في السلم كافة، ويحقق السلام، ويتحقق للناس خروج من الظلمات إلى النور، ويهتدون إلى صراط مستقيم في كل حياتهم هذه.))
وقال الفرح: ثم ما لبثت الإدارة الأمريكية أن طالبت علانية بالإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين في تناقض واضح مع طبيعة العلاقات الدولية “ففي 8/يوليو/2002م أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن أن واشنطن ترغب في تغيير النظام العراقي ، وستعمل بكافة الوسائل لقلب نظام صدام حسين.” مضيفا: ولتنفيذ مخططاتهم وتحقيق طموحاتهم عمل الأمريكيون على كل المستويات سياسيا وعسكريا واستخباراتيا وإعلاميا لدفع المجتمع الدولي إلى دعم حربهم المقبلة مع العراق التي تتهمه بأنه لم يلتزم بتعهداته تجاه الشرعية الدولية، فانتقل الاهتمام – بعد بعد تبني [القرار 1441 الصادر في 8 فبراير 2002م]- إلى أنشطة نظام الأمم المتحدة للتفتيش، وبدأت الإدارة الأمريكية تشكك في عمل فرق التفتيش وقدراتهم، ثم قررت الولايات المتحدة الأمريكية القيام بعمل انفرادي باستخدام القوة لاحتلال العراق بذريعة إزالة أسلحة الدمار الشامل دون تفويض من مجلس الأمن ولم تتوقف الإدارة الأمريكية عن اختلاق الذرائع والمبررات حيث “صرح جورج بوش أثناء ذلك أن المعلومات المتاحة لدى الأجهزة المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن أسلحة الدمار الشامل العراقية على اختلاف أنواعها جاهزة للتشغيل في ظرف 45 دقيقة، بأمر يصدر من صدام حسين الذي هو اخطر رجل في العالم لأنه يهدد الجميع وبالتالي فإن مثول الخطر على هذا النحو يعطي للآخرين حق المبادرة دفاعا عن النفس بالردع قبل أن يداهمهم عدوهم.”