من أنواع الظلم كما يعلمنا السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

 

يقول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- في أنواع الظلم:

الظلم في القول
يقول الله “سبحانه وتعالى”: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الأنعام: من الآية152].
والحذر من الجور والظلم في ما نقول، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}، مع القريب ومع البعيد، فلا بدَّ أن يحرص الإنسان من واقع استشعاره لأهمية العدل؛ باعتباره من اللوازم الإيمانية، من الالتزامات الدينية الأساسية في القول وفي الفعل، لا بدَّ أن يحرص على أن يكون ملتزماً بالعدل فيما يقول، سواءً كان الذي تقوله حكماً، أو كان شهادةً، أو كان موقفاً، أو كان تأييداً، أو كان رفضاً، أو كان تعليقاً حول قضيةٍ معينة، أو موضوعٍ معين، أن تحرص على ألَّا تجور فيما تقول، ألَّا تظلم فيما تقول، ألَّا تتجاوز العدل فيما تقول، وهذه مسألة مهمة جداً؛ لأن من أكثر ما يحصل فيه الظلم: الظلم في القول، الظلم في التعليق على كثيرٍ من القضايا، الظلم في إطلاق الأحكام بطريقة عشوائية، وعلى غير أساسٍ صحيحٍ على الآخر، وهكذا التجاوز في الكلام بطريقة جارحة وظالمة، فيكثر الظلم في القول؛ لأن القول وسيلة سهلة لدى الناس، وكثيراً ما يتحدث الناس ويعبِّرون عن مختلف القضايا، في صغيرها وفي كبيرها، ولكن قد لا يتنبه الكثير من الناس إلى أن يقولوا بمسؤولية، بإدراك أنَّ كلامهم وما يقولونه محسوبٌ إما لهم وإما عليهم، وأنهم محط رقابة الله “سبحانه وتعالى”.

ظلم اليتيم والضعيف

وللأسف الشديد قد يأتي الظلم من محيطهم الأقرب، قد يكون من يمارس مثل هذا النوع من الظلم في أكل مال اليتامى، في بعض الأسر قد يكون هو الأخ الأكبر، يعتبرها فرصةً ذهبية، ثم يتجه إلى أن يقتطع حصةً أكبر، أو يختار أيضاً من أموالهم أماكن، إما مزارع ذات أهمية أكثر، أو أماكن، أو على مستوى النقد، قد يقتطع كذلك… أو غير ذلك؛ لأن المال يشمل كل جوانب المال، سواءً العقارات، الأراضي، المزارع، النقد… غير ذلك.
وظلم الضعيف هو من أسوأ وأبشع أنواع الظلم؛ لأنك هنا تظلم طفلاً يتيماً صغيراً، تستغل ظروفه الإنسانية، وقد فقد الحماية التي كان يقوم بها والده في حمايته، وحماية ممتلكاته، فتكبرك وتعديك وظلمك لطفلٍ صغيرٍ يتيمٍ ضعيفٍ، من أقبح وأبشع وأسوأ أنواع الظلم، حالة من الانحطاط، حالة من الدناءة، من التكبر، أن تنزل إلى ظلم طفل صغير؛ لأنك استقويت عليه، واعتبرته صغيراً وطفلاً، يعتبر جرماً عظيماً.
ومن المهم أيضاً ملاحظة أن من الأكثر عرضةً بين اليتامى للظلم اليتيمات، قد يتعرضن في كثيرٍ من الحالات لظلمٍ أكثر، البعض من الناس مثلاً قد يستشهد أو يتوفى ولديه يتيمات، أو لديه يتامى ويتيمات، يعني: اليتامى ذكوراً وإناثاً، فإما أن يأتي الغبن لليتيمة من أخيها، أو من عمها، أو من قريبها، وهذا ظلم كبير جداً، يعظم الظلم، وتكبر حالة الظلم، (وظلم الضعيف أفحش الظلم)، كما قال الإمام علي «عليه السلام»: (وظلم الضعيف أفحش الظلم)؛ لأن فيه دناءة وانحطاط عندما تتعدى على ضعيف.
وتمتد مثل هذه السلوكيات من ظلم الضعيف، إلى ما يتعلق بالنساء بشكلٍ عام، سواءً في ما يتعلق بإرثهن، حتى وهن كبيرات، الكثير منهن يظلمن في إرثهن، وهذا من ظلم الضعيف، من الظلم الحرام، والوعيد عليه في القرآن الكريم بنار جهنم، وهي قضية خطيرة جداً، تكثر في المجتمعات، ما أكثر ما يحصل هذا الظلم في أخذ إرث النساء، وهي قضية خطيرة جداً، أي إنسان حريص على براءة ذمته، على سلامته من عذاب الله، على أن تكون أعماله مقبولة، فليحرص على الخلاص من هذا الظلم، أن يتخلص من هذه الظلامة؛ لأنها ظلامة خطيرة جداً.

قد يعجبك ايضا