قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن إدراج اليمن في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال محاولة فاضحة للتغطية على جرائم العدوان المروعة بحق أطفال اليمن الأبرياء، الأمم المتحدة كانت قد أدرجت النظام السعودي في قائمتها السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال أكثر من مرة وكنها لا تلبث كثيرا حتى تستبعدها بقرار سياسي من قيادة المنظمة وهذه المرة لم تكتف باستبعاد النظام السعودي بل أدرجت اليمن في هذه القائمة متجاهلة ما ارتكبته دول العدوان من جرائم بحق أطفال اليمن .
الثورة / خاص
مناصرة المجتمع الدولي
الأطفال الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم بسبب صلف وغرور واستهتار هذا العدوان يسقطون يوميا على الأرض اليمنية الطاهرة لتتوالد المآسي بشكل دائم في أوساط المجتمع اليمني النازف بنيران وقذائف أشقائه واليوم يواصل العدوان جرائمه وانتهاكاته في سفك دماء الأطفال بمناصرة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي قامت بتبرئة السعودية من جرائم سفك دماء الأطفال .
وقال القائمُ بأعمال وزير حُقوق الإنسان علي الديلمي في بيان له أن تصنيف الأمين العام للأمم المتحدة أنصار الله ضمن قائمة مُنتهكي حقوق الأطفال سياسي ويتنافى مع المبادئَ الإنسانية والدولية .
فيما أكد وكيلُ وزارة حقوق الإنسان -علي تيسير- أنّ قرارَ غوتيريش ليس مُستغرباً أو جديداً في الوقتِ الذي أسقط فيه اسمَ تحالف العُدوان من القائمة للمرة الخامسة لأسباب سياسية .
اغتيال الطفولة
جرائم العدوان بحق الأطفال كشفت الوجه القبيح للأمم المتحدة وتحالف العدوان الذي تجرد من كل القيم وكشفت إصراره على اغتيال الطفولة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي واستهتار بكل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية خاصة أن من مسؤوليات الأمم المتحدة حماية الأطفال وصون حقوقهم من الانتهاكات وإدانة المجرمين بدلا من إسقاطهم كما فعلت سابقا بإسقاط اسم السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال في اليمن تحت ضغط المال باعتراف الأمين العام السابق بان كي مون.
إن الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكنا ولا حتى لجنة تحقيق واحدة في جرائم الإبادة الجماعية وقصف المدنيين والنساء والأطفال في صالات العزاء والأفراح وجرائم الحصار وجرائم استخدام الأسلحة المحرمة دوليا التي ارتكبها العدوان طوال حربه على اليمن تأتي اليوم بهذا التصنيف السخيف كوسيلة من وسائل الضغط لقبول من يقاومون الغزو والاحتلال بمقترحاتها وقراراتها المنحازة إلى العدوان والمؤيدة لاحتلال اليمن وتقسيمه وفرض الوصاية الأبدية عليه.
تقارير
الأطفال والنساء هم أكثر الفئات المستهدفة من قبل العدوان السعودي الغاشم فقد فتك العدوان بأرواح ملايين الأطفال وترك تشوهات وآثار كارثية على من تبقى على قيد الحياة .وتقول التقارير الطبية إن هناك تزايدا كبيرا في أعداد حالات الإجهاض والتشوهات الجنينية والأطفال المشوهين نتيجة تعرض النساء خلال فترة الحمل للغازات السامة المنبعثة من القنابل والصواريخ المحرمة دولياً.
ووفقا لإفادات طبيبات النساء والولادة في مستشفى السبعين بالعاصمة صنعاء، فقد وصلت إلى المستشفى عشرات الحالات المصابة بتشوهات جزئية وكلية في الأعضاء والأطراف فيما حالات الإجهاض تتزايد إما بسبب الخوف والأمراض الفيروسية أو بأسباب تتعلق بالحرب كاستنشاق الغازات والأدخنة الناتجة عن قصف الأحياء السكنية من قبل طائرات تحالف العدوان.
تشوهات الأجنة
وبحسب إفادات أخصائيات الصحة الإنجابية في المستشفى، فإن التشوهات الجنينية ووفيات الأجنة قد تحدث لأسباب عدة، وقد تكون نتيجة مرض يصيب الأم أو فيروس يصيب الجنين أو نتيجة سوء التغذية ولكن الغريب في الأمر هو وجود تزايد في ظواهر التشوهات الجنينية دون أن يتمكن الأطباء من توضيح أسبابها مما يشير إلى احتمالية ارتباطها بالحرب ومخلفات الأسلحة المستخدمة.
وبحسب طبيبات النساء والولادة أن هناك عدداً من الأمهات الحوامل يأتين في الشهور الأخيرة، ولا يستطعن إجهاض الطفل بسهولة مما يضطر معظمهن لاستقبال أطفال تظهر عليهم علامات غريبة كانتفاخ الرأس أو عدم وجود فتحات للأنف أو الأذن أو اختلالات جسدية أخرى، وإن أغلب الحالات المصابة تأتي من مديريات “البقع ورازح، والمناطق الحدودية الواقعة تحت القصف المباشر”.
آثار مدمرة
لم تقف الآثار المدمرة للأسلحة المحرمة عند مستوى التشوهات فقط ولكنها توسعت وشملت صنوفاً أخرى من الأمراض، وفي مقدمتها مرض “أورام السرطان” والتي تشير التقارير والإحصاءات الطبية إلى ارتفاع قياسي في أعداد الإصابة منذ بداية العدوان على اليمن، حيث أخذت الأعداد المصابة بالأورام تسجيل قفزات كبيرة تتجاوز النسب والمعدلات الطبيعية.
وزارة الصحة صرحت في تقرير لها تسجيل 71 ألف إصابة منذ بداية الحرب 9 آلاف حالة تضاف سنوياً، وما نسبته 15 % بين الأطفال وتضاعف أعداد المرضى بنسبة 100 % فيما يستقبل 160 حالة يومياً من مختلف المحافظات، ويسجل سنويا حوالي ستة آلاف مريض جديد.
ولا يزال الموت يترصد حياة آلاف اليمنيين نتيجة العدوان والحصار واستمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي ما ينذر بكارثة إنسانية جراء عجز المستشفيات والمرافق الصحية عن توفير المشتقات اللازمة لتقديم خدماتها.
وإن صمت الأمم المتحدة وحالة الجمود والانحياز المشين لتحالف العدوان رغم اعترافها الصريح بتفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن النقص الحاد في إمدادات الوقود وتشديدها على ضمان تدفق السلع الأساسية، يتناقض مع المواثيق التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة ويتعارض مع المبادئ الأساسية للحماية والإغاثة الإنسانية.
وذكر ناطق وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أن القصف المتواصل خلال سنوات العدوان أدى إلى تدمير 527 مرفقاً صحياً بشكل كلي وجزئي وخروج 50% من المرافق عن العمل.
وأكد أن استمرار العدوان والحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع دخول سفن المشتقات النفطية، تسبب في إنهاك القطاع الصحي، مشيراً إلى أنه في كل خمس دقائق يموت طفل ، وما يربو عن ثمانية آلاف امرأة تموت سنوياً، فيما يعاني مليونان و 600 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم الذي يهدد حياتهم.
وأفاد بأن 1.1 مليون امرأة تعاني من سوء التغذية في حين تعاني مليون امرأة من مضاعفات المرض، لافتاً إلى أن هناك خمسة آلاف مريض فشل كلوي يحتاجون إلى السفر لزراعة كلى وحياتهم مهددة بالوفاة نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي، كما أن هناك 1.5 مليون يعانون من أمراض مزمنة منهم 32 ألف مريض بحاجة ماسة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج.
ونوه الدكتور القباطي إلى زيادة عدد المواليد الذين يولدون بتشوهات خلقية خاصة في المحافظات والمناطق التي استهدفها العدوان بشكل كبير بالأسلحة المحرمة دولياً، مبيناً أن هناك ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية خلقية ويحتاجون للسفر لتلقي العلاج في مراكز تخصصية.