تكذب الأمم المتحدة على نفسها وعلى العالم عندما تتحدث عن مساعيها لحل الأزمة اليمنية وإنهاء معاناة الشعب اليمني جراء العدوان وحرصها على تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني من خلال رعايتها لما تطلق عليه مؤتمرات المانحين المخصصة لدعم اليمن ، تلكم المؤتمرات الشكلية الاستغلالية التي تعود نسبة كبيرة من تعهدات الدول المشاركة فيها لحساب الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ، ولا يصل إلى المواطن اليمني سوى الفتات فقط ، وليتهم حرصوا على جودة وصلاحية الفتات المتاح من الغش وسوء التخزين وقلة الجودة وقرب انتهاء الصلاحية وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي..
( نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ) هذا هو حال السواد الأعظم من اليمنيين الذين طحنتهم الحرب والحصار ، وأحال العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي حياتهم إلى جحيم مع الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والإنسانية والمساعدات التي تقدمها ، مؤتمر بعد آخر للمانحين منذ بداية العدوان وحتى اليوم ولا جديد في الملف الإنساني الإغاثي اليمني ، إصرار على تلميع صورة النظامين السعودي والإماراتي وتقديم أمريكا وبريطانيا وبقية دول الاستكبار العالمي على أنها راعية الإنسانية والداعم الأول للمدنيين في اليمن ، يقدمون السعودية الدولة الباغية المعتدية التي تمثل السبب الرئيسي في تأزيم الأوضاع في اليمن وبلوغ السواد الأعظم من اليمنيين حالة من المعاناة والفاقة والعوز ، وتضييق الخناق على ملايين اليمنيين بحصارها البري والبحري والجوي الذي تسبب في وقوع أكبر كارثة إنسانية في تاريخ اليمن ، يقدمونها على أنها الحمل الوديع والداعم المساند المغيث لليمنيين ، وتفرط في الثناء عليها والإشادة بمساعداتها التي لا نلمس أي أثر لها..
السعودية لو كانت تمتلك ذرة أخلاق أو ضمير ، ولو كانت تسعى فعلا لمساعدة اليمنيين لما شنت العدوان وفرضت الحصار عليهم ، وأصرت على المضي في العدوان والحصار دونما مراعاة لتداعيات وانعكاسات ذلك على أوضاع المواطنين ، أكبر مساعدة تقدمها لنا السعودية أن تتركنا في حالنا ، وتوقف عدوانها وترفع حصارها ، وتسحب قواتها وتوقف تدخلاتها في الشأن اليمني وتحترم حق الجوار ، أما أن تقتلنا بطائراتها وتدمر وتقصف منشآتنا وتستهدف كل ما هو جميل في وطننا ، وتشعل الحروب والصراعات في عدد من المحافظات والمدن اليمنية وتعمل على تغذيتها وإشعال فتيلها وتأتي بعد ذلك لتقديم نفسها على أنها دولة مانحة تقدم العون للشعب اليمني ، فهذا هو المنطق الأرعن والطرح اللا منطقي وغير المقبول ، فكيف تقتلنا وتتربص بنا الدوائر وتريد منا أن نصدق أنك – كما يرى غوتيريش وغريفيث- صاحب الأيادي البيضاء في اليمن ؟!!!
الأمم المتحدة تجعل من القتلة مانحين ، ومن البغاة المعتدين منقذين ، ومن قوى الحصار لليمنيين ملائكة للرحمة والرفق والعون ، وهذه خلاصة مؤتمراتها للمانحين ، دائما ما تتم الإشادة بما يسمى بمركز الملك سلمان للإغاثة والجهود التي يبذلها في مساعدة اليمنيين ، رغم أن ما وصلنا من سلمان ليس إلا صواريخ طائراته والقنابل والقذائف والأسلحة التي يزود بها مرتزقته لقتل أبناء شعبنا ، والأموال التي ينفقها على شراء الذمم وكسب الولاءات وإذكاء الصراعات والفتن في اليمن ، تنفيذا لوصية مؤسس مملكتهم الهالك سعود بن عبدالعزيز ، وخدمة للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية البريطانية في اليمن خاصة والمنطقة العربية عامة..
بالمختصر المفيد: من يُصِّرون على تزويد القتلة بالأسلحة الفتاكة ويبرمون صفقات بيع السلاح معهم الواحدة تلو الأخرى كي تستخدم في قتل اليمنيين وتدمير مقومات الحياة في بلد يعيش الكثير من أفراده تحت مستوى خط الفقر ، لا يمتلكون ذرة إنسانية ولا ينبغي الركون إليهم وإلى مساعداتهم ، فضررهم هو الطاغي ، وسلبيتهم هي الحاضرة ولا خير منهم يرتجى ، والمشكلة أن الأمم المتحدة تدرك وتعي أن السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا ومن دار في فلكهم هم سبب دمار وخراب اليمن ، وسبب معاناة وتدهور أوضاع اليمنيين المعيشية ، حتى بات الكثير منهم مهددين بالمجاعة ، ومع ذلك تواصل سياسة النفاق والكذب والتضليل ، في حين أن الحل لكل هذه الأزمات يكمن في إيقاف العدوان وإنهاء الحصار وحينها لن نحتاج من الأمم المتحدة والمانحين أي عون أو مساعدة ، يتركونا في حالنا و( نسلمهم ونطير ملح) ..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.