منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979م والغرب، وخصوصا أمريكا يفرض حصارا وحشيا على الشعب الإيراني.
الحرب التي خاضها صدام حسين ضد الجمهورية الإسلامية وموَّلتها السعودية ودول الخليج وأشرف عليها الأمريكي رامسفيلد والذي تولى فيما بعد منصب وزير الدفاع الأمريكي، تلك كانت بتوجيه من الأمريكان والغرب.
صدام لم يتعظ من ورطة الحرب ضد ايران، بل أدخلوه في ورطة أخرى بغزو الكويت، ثم قام الأمريكان وحلفاؤهم بغزو الخليج والعراق تحت ذريعة تحرير الكويت.
أمريكا والسعودية والكويت حكولت لصدام، ثم انتقمت من العراق بحصاره، ثم غزوه واحتلاله ونهب ثرواته وصناعة القاعدة وداعش على أرضه، ومازالت قوات الاحتلال الأمريكي جاثمة على أرض العراق.
بعض العرب شاركوا بغزو العراق، وبعضهم موَّلوا ذلك الغزو، والكثير منهم تفرجوا على الغزو الغربي للعراق.
نفس القصة تتكرَّر في حصار الغرب للجمهورية الإسلامية.
الغرب وإسرائيل لا يريدون دولا قوية في الشرق، وخاصة في الجانب العلمي والتكنولوجي، هم يريدون دولا تابعة وذليلة، وأسواقا لتصريف منتجاتهم في المنطقة؛ يريدون أنظمة كرتونية تؤمر فتطيع وتنفذ، كما كان عليه نظام الشاه في إيران قبل الثورة، وكما هو الحال راهناً بالنسبة لأنظمة الخليج والسعودية وتركيا اردوغان.
الغرب الاستعماري لا يريد منافسا لدولة الاحتلال الصهيوني في المنطقة، صنيعة الاستعمار البريطاني والتابعة للأمريكان.
هم لا يطيقون نظاما ثوريا إسلاميا قويا ومكتفيا ذاتياً، فما بالك بجمهورية تمتلك مشروعا علميا وتكنولوجيا قادرا على تطوير كل الجوانب العلمية والعسكرية بما في ذلك امتلاك القدرة النووية، وتقول لا للغرب، وتقف في وجه مشاريعه الاستعمارية.
الغرب دجَّن الكثير من الأنظمة بالأمركة والصهينة، وأصبحت طوع يديه، وأموال ثرواتها تصب في خزائن وبنوك الغرب، ولم يعد يخافها، بل يخاف الإسلام، الثوري المقاوم الذي لا يقبل مشاريع الأمركة والتصهين، وتأتي الجمهورية الإسلامية في مقدمة الإسلام المقاوم؛ لكل ذلك هي مستهدفة بالحصار والعقوبات الأمريكية والغربية.
ورغم هذا الحصار وهذه العقوبات الظالمة إلا أن الشعب الإيراني يحقق الإنجازات على كل الأصعدة، ففي مجال البحث العلمي تحتل إيران المركز 17 حيث كان عدد الطلاب قبل الثورة167 ألفا، والآن أصبح عددهم يقارب أربعة ملايين طالب، كما أن نسبة المتعلمين ارتفعت من50 % قبل الثورة إلى 86 % بعدها، ووصلت إلى محو شبه كامل للأمية، 60 % من المتقدمين في الجامعات من النساء، وتنفق إيران أكثر من 6 مليارات دولار على البحث العلمي، وتطبع أكثر من 250 مليون كتاب في العام، وتحتل المركز الأول بإصدارات الكتب في الشرق الأوسط والعاشر في العالم.
وتحتل إيران المرتبة 12 في إنتاج السيارات عالميا، وتنتج أكثر من مليون سيارة في العام، وأرسلت قمرين صناعيين إلى الفضاء، كما أرسلت قردا وأعادته حيا، تحقق اكتفاء ذاتياً في القمح وكثير من المنتجات الزراعية.
كما أن صادرات إيران كانت قبل الحصار تقل عن 5 مليارات دولار، وارتفعت الآن إلى أكثر من 60 مليار دولار.
كل هذا حصل وهي مطوقة بالحصار وأموالها مجمدة في المصارف الغربية.
المرأة تنافس الرجل ويعملان جنبا إلى جنب دون حرج.
المدن الإيرانية من أنظف المدن في العالم.
الغرب يخشى إيران لأنها ستنافسه علميا.
وإسرائيل أكثر انزعاجا.
إيران تفاوض الغرب من موقع القوة مسنودة بقوة عسكرية لا تضاهى في المنطقة.
إيران تمتلك قنابل نووية، لكنها قنابل العلم الذي يصنع كل شيء، وجيل فتي يمسك بزمام العلوم الدقيقة.
الإدارة الأمريكية الجديدة ومعها دول الغرب حائرة ومتخبطة لا تدري كيف تتصرف تجاه إيران.
بايدن والغرب لا يملكون الكثير من أوراق التفاوض مع إيران غير إمساكهم بورقة العقوبات والتلويح بالتهديدات العسكرية، وأكاذيب الصهيوني نتنياهو، بعكس الجمهورية الإسلامية التي تمتلك الكثير من أوراق الضغط على أمريكا والغرب والعملاء من الأعراب.
أخيراً نقول لصهاينة الأعراب الذين يصطفون مع الاستعمار والصهيونية إن إيران تصنع تجربة ناجحة على كل المستويات، فأرونا ماذا تصنعون؟