الثورة / محمد الفائق
يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية ملاحقة مليشيات الإصلاح والمرتزقة في مديريات محافظة مارب ، حيث تستمر عمليات القوات المسلحة على معسكرات العدوان السعودي ومرتزقته في مديريات مارب، وذلك في إطار تطهير محافظة مارب من المرتزقة الإخوانج والقوات السعودية التي تحكمها ، وتتواصل عمليات الجيش واللجان الشعبية وسط انهيارات متلاحقة لقوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقته.
ترزح مارب منذ 6 أعوام، تحت سطوة الاحتلال السعودي ولحساب الأمريكي، وخلال السنوات الست تحولت مارب إلى محافظة مغلقة لحساب الإخوانج الذين يحكمون مارب بإمرة الضباط السعوديين المتواجدين هناك ، وبالإضافة إلى استئثار مليشيات الإخوانج بالثروة والأموال ونهب الأراضي ، فقد تحولت مارب إلى سجون ومعتقلات سرية للمسافرين المخطوفين من الطرق العامة ، علاوة على بقاء المدينة عاصمة للإخوان حشدت إليها كل عناصرها الارتزاقية من كل المحافظات وقامت بتوظيفهم وتمكينهم من كل مفاصل الإدارة والأمن والجيش والجوانب الإدارية والخدمية ، في المقابل قامت بإقصاء قبائل مارب حيث تعرضت لاعتداءات ممنهجة من قبل مليشيا الإصلاح واستهداف وتدمير منازلهم ، وانتهاكات وتعذيب في سجون مرتزقة العدوان.
أهل مارب شرفاء وأحرار
قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إن أبناء مارب أحرار وشرفاء وهم إخوة ، وإن العمليات العسكرية لا تستهدف أحدا منهم وإنما تأتي في سياق العمليات الدفاعية في مواجهة المعتدين.
مشاهد كثيرة توثق بالأدلة القاطعة ما تتعرض له القبائل من استهداف مباشر من قبل سلطات مارب التابعة لدول تحالف العدوان، وهو ما دفع غالبية قبائل مارب إلى إعلان انضمامها للجيش واللجان الشعبية في سبيل نيل الحرية ورفع الوصاية، فيما القلة ما يزالون تحت وطأة المحتل السعودي والإماراتي يستخدمونهم كوقود في المحرقة، ذلك ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته يوم أمس بذكرى حلول جمعة رجب، مشيرا إلى أن أهل مارب شرفاء وأحرار، وإخوة تجمعنا بهم روابط الوطن والهوية الإيمانية.
موضحا أن قلة قليلة من أبناء مارب تقاتل تحت إمرة ضابط سعودي، ويحاولون فرض السيطرة السعودية في إطار الولاء لأمريكا والتطبيع مع إسرائيل.
محاولات لتركيع قبائل مارب
لا يتوقف المدعو أبو محمد شعلان – المسؤول الأمني لمليشيا الإصلاح في مارب – عن الاعتقالات والخطف والتوقيف لأبناء مارب ، ويعد شعلان اليد الوقحة للإخوان في مارب والذي تستخدمه لتصفية القبائل المعارضين لتوجهاتها وشعلان ليس من أبناء مارب بل من محافظة حجة.
عملت مليشيا الإصلاح خلال الأعوام الماضية، على تركيع قبائل مارب بقوة السلاح، فشنت حملات عسكرية بالمدافع والدبابات ضد عبيدة وجهم والدماشقة، ومناطق آل سمرة وآل حتيك ، وفي الوادي خاضت حرباً غير متكافئة مع الأشراف وقبائل آل مثنى، وكشفت إحصائية أمنية عن تنفيذ مليشيا الإصلاح أكثر من 120 حملة عسكرية بحق قبائل مارب خلال العام المنصرم 2020م، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من أبناء مارب بينهم أطفال ونساء، منها جريمة إبادة أسرة آل سبيعان في يونيو من العام 2020م، بعدما رفض الشيخ محسن صالح سبيعان دعم العدوان، لتردّ مليشيات الإصلاح بالهجوم على منزله وقتله مع ستة آخرين من إخوته وأبنائه وزوجته، جريمةٌ أثارت استياء قبائل اليمن عامة، وقبائل مارب خاصة، إلى جانب ما تعرضت له قبائل مراد من قبل مليشيا الإصلاح وقيادة العدوان العسكرية، واتهموا مشائخها وأعيانها بسرقة ونهب الأطقم العسكرية والأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتوجيه إهانات لهم لا يقرها شرع ولا قانون.
وأتي الاعتداء المسلح الذي نفذته مليشيات الإصلاح على شخصية اجتماعية وقبلية ، ومداهمة منزله مع وجود نساء وأطفال بداخله ، ضمن الاعتداءات الممنهجة التي تمارسها مليشيات الإخوان ضد قبائل وادي عبيدة بشكل خاص ، وقبائل مارب عموما.
ومارس حزب الإصلاح التكفيري استهدافا متكررا على عبيدة، حيث سبق أن نفذت المليشيات المسلحة – التابعة للإصلاح في المحافظة – عمليات مداهمات واقتحامات متعددة ، حيث تعرضت منطقة الأشراف في وادي عبيدة لاعتداء مماثل، على خلفية رفضهم منح قيادات إخوانية بينهم القيادي الإصلاحي محمد الحزمي، المتهم بالاستيلاء على أراض وعقارات يمتلكها مواطنون من أبناء مارب ، مستغلا نفوذ المليشيات الإخوانية التي تسيطر على محافظة مارب ، والتي تفرض قبضة أمنية حديدية على أبناء المحافظة.
وسعت المليشيات الإصلاحية المسلحة المستجلبة إلى مارب من محافظات عدة ، إلى تطويع قبائل مارب وإخضاعها بالقوة ، وأحيانا بالتفكيك وضربها ببعضها ، ولم يكن الاستهداف الإخواني الذي استمر على آل جلال وآل مثنى في فترة سابقة من قبل المليشيات المسلحة الإصلاحية -بقيادة المدعو شعلان وسبقه المؤيد وهو المسؤول الأمني السابق للمليشيات الإخوانية في مارب – إلا شيئا يسيرا من سلسلة اعتداءات وانتهاكات ضمن مخطط النظام السعودي الذي تنفذه المليشيات الإخوانية لتفكيك القبائل وإزالة عوامل قوتها، فالسعوديون يرون في بقاء القبائل متماسكة وبالذات عبيدة ، عقبة أمام تمرير مخططاتهم التوسعية والاحتلالية ، كما أن علي محسن الأحمر وقادة مليشيات الإخوان يشعرون بأن عبيدة بالتحديد تمثل طرفاً وازناً في المعادلة القبلية ، وبحكم جغرافيا القبيلة التي تدخل في نطاقها منشآت النفط فإن علي محسن الأحمر يخشى من موقف عبيدة بما يشكل خطراً على مصالحه في نهب نفط صافر الذي يباع لصالحه ولصالح قيادات إخوانية آخرين ويتعامل مع عبيدة كخطر يجب إزاحته وتحييده عن النفط.
جرائم مشينة بحق النساء
لم تقف مليشيا الإصلاح عند هذا الحد، بل وصل الأمر الى ارتكاب أبشع الجرائم المشينة والمخزية، منها اختطاف سبع نساء نازحات من منازلهن وتسليمهن لضباط سعوديين، كذلك اعتقال النساء وتعذيبهن في سجون ما يسمى بالاستخبارات العسكرية وسط مدينة مارب حتى الموت من ضمنهن المواطنة صفاء خالد الأمير، التي ارتكب بحقها أبشع أصناف التعذيب حتى فارقت الحياة، فضلا عن اعتقال مواطنة من آل الجنيد، قدمت إلى مارب من أجل استخراج جواز لها ولأولادها وتم اعتقالها واقتيادها إلى مكان مجهول.
تلك الجرائم الدخيلة على قبائل مارب، وغير المسبوقة في هذه المحافظة الكريمة والشهمة، تعد من محرمات ومعيبات القبيلة اليمنية وعلى رأسها قبائل مارب، وتعتبر عيبا أسود، خصوصا وأن المرأة اليمنية لها كرامتها واحترامها ومكانتها لدى جميع القبائل اليمنية، إلا أن مليشيا الإصلاح لا تردعها أعراف قبلية ولا شرائع سماوية، وباتت كمن تلبّسه الشيطان.
وحسب رئيس فريق المصالحة الوطنية يوسف الفيشي، فإن حزب الإصلاح اختطف مارب منذ ست سنوات لينهب نفطها وغازها الذي هو ملك لليمن كله، مؤكدا أن حزب الإصلاح أهان قبائل مارب واستعبد مشايخها، وقاتل مشايخ عبيدة وكان آخر جرائمهم قتل آل سبيعيان، كما استهدفوا ابن معيلي، واستهدفوا ابن جلال، واستهدفوا قبائلهم، واستهدفوا الشيخ محمد الأمير وقبائله، واستهدفوا الكل في مارب.
لافتا إلى أن المرتزقة في مارب يتخذون العرادة واجهة لأنه منتم لتنظيم «الإخوان»، وهؤلاء ينهبون مارب ويضحون بأبنائها للدفاع عن مصالحهم.
وقال: «المرتزقة اليوم يائسون من معركة مارب لكنهم يدفعون بالمقاتلين للجبهات كي يخرجوا ثرواتهم التي نهبوها من مارب إلى الخارج».
التعامل بمبدأ الثقة
بالعكس من ذلك، عملت قيادة الثورة والقيادة السياسية وحكومة الإنقاذ مع قبائل مارب على مبدأ الثقة والإخوة والشراكة، كأصحاب أرض وأصحاب قرار، ومنحتهم صلاحيات واسعة لإدارة شؤون محافظتهم ومديرياتهم التي تم تحريرها مؤخرا من الغزاة والمنافقين، ونجحت القيادات العسكرية والسياسية في تطبيع الأوضاع، والتواصل مع الآلاف من أبناء مارب، حيث بلغ عدد العائدين إلى حضن الوطن 20 ألفا من المغرر بهم وفقا لرئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء عبدالله يحيى الحاكم، الذي أكد أن المعركة اليوم هي معركة تحرير الأرض والإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كما أنها معركة أخلاقية وتسامح وعفو وآداب.
أبناء مدينة مارب في سلام
فريق المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي – ومعه قيادات الدولة العسكرية والأمنية ومشايخ وأعيان اليمن – وجهوا بدورهم رسائل تطمين للمواطنين من سكان مدينة مارب بأنه لن ينالهم أي أذى إذا اعتزلوا المعركة وهذا سلوك ندين به، ولمسه جميع المتعاونين والمسالمين في المرحلة السابقة.
كما وجهوا دعوتهم لجميع المخدوعين إلى العودة إلى صف الوطن، بدلاً من تصدير مواقف الخزي والخيانة، مع حزب الإصلاح الذي يستثمر دماءهم لصالح قوى الغزو والاحتلال، وتحقيق مصالحه الشخصية على حساب كرامة وعزة هذا الشعب.
الأمر أكده قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الحوثي يوم أمس، في كلمته بمناسبة جمعة رجب ، وقال حفظه الله إن أبناء مارب هم إخوة وليسوا هدفا ولن يكونوا كذلك ، والرسالة واضحة من القائد وقد أراد بها تفنيد التعبئة والتحريض الإخواني الذي يحشد قبائل مارب للقتال في جبهاته ودفاعا عنه.