د. حمود ناجي بابكر
تواجه مدينة القدس الشريف مزيداً من العنصرية والإجرام والإرهاب الصهيوني، وجاء في تقرير لجنة القدس الذي تلاه النائب أحمد أبو حلبية إنه منذ الاحتلال الصهيوني للقدس والمدينة تشهد محاولة لتصفية هويتها باعتبارها مركزا لحرب الهوية، إذ بدا المشروع الصهيوني في أشد حالات تمحوره حول الهوية فتبنى مبدأ يهودية الدولة وباتت تصفية القدس ومركزها المسجد الأقصى المبارك العنوان التالي لحرب الهوية.
وأشار إلى أن إعلان ما يسمى “اتفاق ابراهام” في 13 /8 /2020م الذي وقعته الإمارات مع الاحتلال الصهيوني برعاية أمريكية لتنضم إليه البحرين بعد شهر وجلبت إليه القيادة العسكرية الانتقالية والحكومة في السودان بقوة الابتزاز في أكتوبر الماضي ثم المغرب مقابل اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، كان المسجد الأقصى الموضوع الديني الوحيد في مضمون هذا الاتفاق، وهذا يعطينا مؤشراً واضحاً على أن تغيير هوية المسجد الأقصى يقع في القلب مما أسموه “اتفاق ابراهام”.
وبيَّن أن الاتفاق تبنى العناصر الأربعة المركزية لطمس هوية المسجد الأقصى المبارك التي نصت عليها صفقة القرن وأضفى عليها مشروعية عربية تمثلت باعتبار الكيان الصهيوني سلطة شرعية مقبولة ومؤبدة على المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات في مدينة القدس المحتلة وإعادة تعريف المسجد الأقصى وذلك بحصره في المسجد القبلي فقط دون المساحات والمكونات الأخرى.
واعتبر الاتفاق بقية مساحة الأقصى بساحاته ومصاطبه وقبابه وبوائكه مساحة مشتركة بين اليهود والمسلمين تسمى “جبل الهيكل” في التراث اليهودي و”الحرم الشريف” بالمسمى الإسلامي الذي تحاول تلك الاتفاقات اختلاق مضمون جديد له باعتباره ملحقاً بالمسجد الأقصى وليس جزءاً منه ووضع شرط “السلمية” على المصلين والزوار المسلمين ما يجعل “السلطة الشرعية” الصهيونية هي المخولة بضمان تلك السلمية ومراقبتها.
* أمين عام الكلية الألمانية