رغم مزاعم غراندي.. الأمم المتحدة تتنصل عن دعم جهود مواجهة كورونا باليمن

الثورة نت/

 

يسابق اليمن الزمن بكل طاقاته لاتخاذ التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الذي فتك بالعالم، في ظل تنصل المنظمات الدولية عن الوفاء بوعودها في مساندة جهود اليمن وتقديم الدعم للقطاع الصحي لمواجهة هذا الوباء.

ويوماً تلو الآخر تتجلى بوضوح، الأدوار المشبوهة للمنظمات الدولية العاملة باليمن ومحاولتها استغلال الظروف القاسية التي يمر بها أبناء اليمن، للحصول على المزيد من الدعم والمساعدات الدولية، وتوزيع الفتات منها لليمنيين.

مؤخراً، كشفت تصريحات منسقة الشؤون الإنسانية لدى اليمن ليز غراندي والتعميم الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تنصل الأمم المتحدة عن القيام بدورها الإنساني في مواجهة جائحة كورونا في اليمن، في الوقت الذي توحدت فيه الجهود الدولية لمواجهة الوباء.

وفند وزير الصحة العامة والسكان والمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي ما روجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن حول عدم مشاركته البيانات والتوضيحات منذ البدء في الإجراءات الوقائية المتخذة من قبل حكومة الإنقاذ لمواجهة فيروس كورونا.

واستنكر المجلس في رسالة للمنسقة المقيمة للأمم المتحدة غراندي، ما ذهب اليه التعميم من تحريض للمنظمات بالانسحاب من المحاجر الصحية وعدم التدخل باعتبارها ليست ذات أولوية.

وحمل المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، الأمم المتحدة كامل المسؤولية عن نتائج قراراتها وتصريحاتها التي ستعمل على تعطيل العمل الإنساني في اليمن وانتشار الأوبئة والأمراض، ناهيك عن تفاقم حالات سوء التغذية مما سيؤثر على ملايين اليمنيين.

حيث زعمت غراندي في 23 أبريل الماضي ويوم 28 من الشهر ذاته أن الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية في اليمن، في سباق مع الزمن مع فيروس كورونا، وأنه يجب عمل ما يمكن عمله من أجل إيقاف انتشاره ومساعدة المصابين بالعدوى.

تصريحاتها تتناقض مع تعميم الأمم المتحدة، للمنظمات بالتوقف عن دعم المحاجر الصحية التي تٌعد من أساسيات الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

أرقام:

وبلغة الأرقام أوضحت غراندي في تصريحها أنه تم توفير وتوزيع 208 أجهزة تنفس صناعي، في حين أفادت وزارة الصحة أن ما جرى توزيعه لا يتجاوز 94 جهاز فقط، وهي أجهزة تم طلبها قبل عامين وتخص برامج أخرى مثل الطوارئ التوليدية والدفتيريا والكوليرا.

وذكرت المسؤولة الأممية أنه تم توفير وتوزيع 520 سرير عناية مركزة، في حين أنه لم يتم توريد أي أسرّة عناية مركزة إطلاقاً، وما تم توريده هو 96 سرير نوعية عادية لا تصلح حتى لأقسام الرقود، بالإضافة إلى أنه لم يتم توريد أسطوانات الأوكسجين للمرافق الصحية، ولا الأجهزة الطبية الخاصة بغرف العناية المركزة رغم ضرورة توافرها.

وقالت المنسقة المقيمة ليز غراندي إن منظمة الصحة العالمية اشترت 1000 سرير عناية بالإضافة إلى 400 جهاز تنفس، بينما الحقيقة أن منظمة الصحة وعدت بذلك ولم تقم بشراء ولا توريد الكمية رغم أن الاحتياج العاجل يتجاوز عشرة آلاف سرير عناية مركزة وملحقاتها من أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة المراقبة وغيرها من الأجهزة والمستلزمات.

وكانت وزارة الصحة اتفقت مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية بأن تقوم منظمة الصحة العالمية بتوزيع عدد 39 جهاز تنفس الموجودة بمخازن المنظمة ولم يتم ذلك حتى الآن.

فرق الاستجابة:

زعمت المنسقة المقيمة أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تمويل عمل 333 من فرق الاستجابة السريعة، لزيادة عدد الفرق لتصل إلى 999 فريقاً، بينما ما تم هو إضافة فريقين وكل فريق مكون من شخصين بالإضافة إلى الفريق الموجود مسبقاً والمكون من 5 أشخاص، وهذا يعني أنه تم فقط إضافة فريق واحد في كل مديرية.

مراكز العزل:

وفيما يخص تجهيز مراكز العزل، قالت غراندي إن منظمة الصحة العالمية عملت على التجهيز والمساعدة في تحسين وحدات العزل الخاصة بكورونا في 37 مستشفى في جميع أنحاء اليمن، وأن 32 مستشفى تلقت المعدات وتم تجهيز سبع وحدات عزل متخصصة للعمل بكافة طاقتھا التشغيلية، وستعمل بقية المستشفيات الـ 30 بكامل طاقتھا التشغيلية في غضون الأسبوعين القادمين، بتمويل من منظمة الصحة العالمية.

والواقع أن المنظمات رفضت تقديم أي دعم لمراكز العزل والحجر الصحي، وكل المراكز التي أشارت لها غراندي في البيان لا تعمل، إذ أنه لم يتم توريد الـflowmeter وأسطوانات الأكسجين لهذه المرافق الصحية.

تدريب الكوادر:

وفيما يخص التدريب، أشار وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، إلى أن ما ذكرته غراندي عن تدريب 10 آلاف متطوع و900 من الكادر الصحي على الاستجابة السريعة والسيطرة على العدوى وإدارة الحالة والإسعافات الأولية، لم يحصل وما تم هو تدريب عدد من الأطباء ولم يتم البدء بتدريب المتطوعين من قبل المنظمات.

معدات الحماية الشخصية:

زعمت غراندي إن منظمة الصحة العالمية تحاول توفير معدات الحماية الشخصية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتوقعة للستة الأشهر القادمة، في حين أنه لم يتم توفير مستلزمات الحماية والوقاية الشخصية سوى كمية لا تفي بتغطية حتى أقل من 1% من الاحتياج الذي تم تعميمه على المنظمات والجهات الأخرى في هذه المرحلة.

مشاركة البيانات:

وبشأن عملية التنسيق والمشاركة في البيانات والتوضيحات أوضح المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية أنه تم عقد أكثر من 16 لقاء رسمي بين الجهات الرسمية والمنظمات الأممية تم خلالها اطلاعها بكل جديد وآخر المعلومات المتصلة بالوضع في اليمن.

وختاماً فإن الأيام القادمة تضع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية على المحك في الاضطلاع بدورها في مساندة اليمن في جهوده في مواجهة كورونا والوفاء بوعودها في دعم القطاع الصحي وتوفير أجهزة التنفس الصناعي وأسرة العناية المركزة وغيرها من المستلزمات الطبية.

قد يعجبك ايضا