أكدت باكستان أنها لن تسمح لمقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود بغارة بطائرة أميركية بدون طيار بأن يعرقل محادثات السلام المقترحة.
وصرح وزير الإعلام الباكستاني برويز رشيد للصحافيين أمس أن الحكومة ترغب في المضي في خطتها للتفاوض مع حركة طالبان الباكستانية. وأضاف: نستطيع أن نقول أن الطائرة بدون طيار ضربت هذه المرة محادثات السلام لكننا لن ندع محادثات السلام تموت”.
وقتل محسود في غارة اميركية بطائرة بدون طيار في منطقة شمال وزيرستان القبائلية ما يهدد محادثات السلام بعد يوم من اعلان الحكومة انها تتخذ خطوات لاطلاق حوار مع الحركة المتطرفة.
وقال رشيد أن باكستان ملتزمة بالسلام عبر المحادثات رغم فقدان 40 إلى 50 الف مدني وجندي ورجل شرطة في عنف المسلحين المتطرفين.
وأضاف: ولذلك فإنني متأكد من أن الطرف الآخر سيظهر نفس الروح التي اظهرناها”.
وأجرى مجلس الشورى في حركة طالبان الباكستانية محادثات أمس لاختيار خلفا لمحسود الذي قاد الشبكة منذ مقتل مؤسسها بيت الله محسود في 2009م.
هذا وقد اطلق رجال قبائل النار على طائرة اميركية بدون طيار كانت تحلق أمس فوق المنطقة القبلية في باكستان حيث قتل محسود¡ كما ذكر سكان ومسؤولون.
وقتل محسود مع اربعة اشخاص آخرين أمس الأول عندما اطلقت طائرة اميركية بدون طيار صاروخين على آلية في مجمع في قرية داندي دارباخيل التي تقع على بعد خمسة كيلومترات عن ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان.
وقال سكان في المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية: إن عشرات من رجال القبائل والمقاتلين اطلقوا النار على طائرة اميركية بدون طيار كانت تحلق على ارتفاع منخفض فيوق القطاع الذي قتل فيه زعيم طالبان.
وصرح طارق خان الذي يملك محلا تجاريا في ميرانشاه لوكالة الصحافة الفرنسية أن “رجال قبائل ومسلحين اطلقوا النار من رشاشات ثقيلة وخفيفة لمدة ساعة”.
وأكد مسؤول في ميرانشاه اطلاق النار.
وأكد مسؤول وسكان في ميرانشاه أن محسود دفن في وقت متأخر من أمس الأول مع القتلى الاربعة الآخرين وهم حارسه الشخصي وسائق واحد اقربائه واحد القادة¡ كما ذكر مصدر مسؤول في طالبان.
وسيؤدي مقتل محسود على الأرجح إلى موجة هجمات انتقامية من قبل طالبان والى عرقلة جهود الحكومة الباكستانية لفتح محادثات سلام مع الحركة كما قال محللون لكنه سيضعف إلى حد كبير هذه الحركة التي اصبحت تشكل احد ابرز التهديدات الأمنية لباكستان.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت محسود بالارهاب بعد مقتل سبعة اميركيين في هجوم انتحاري في قاعدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) في افغانستان في ديسمبر 2009م¡ في اعنف هجوم على الوكالة منذ العام 1983م.
كما رصدت واشنطن مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عن مكانه وادرجت حركة طالبان الباكستانية على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقد تولى حكيم الله محسود قيادة طالبان الباكستانية في أغسطس 2009م بعد مقتل بيعة الله محسود قائد الحركة التي تأسست في 2007م بهدف اطلاق “الجهاد” ضد حكومة إسلام آباد المتحالفة مع الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
