100 ألف يمني يسافرون سنويا◌ٍ إلى مصر بغرض العلاج


¶ المعلومات الموثقة .. خير زاد للمسافرين بحثاٍ عن العلاج

, بروتوكول التعاون الطبي بين البلدين شمل تقديم منح تدريبية وأخرى علاجية ..واليمنيون يحظون بمعاملة خاصة
, نوفر كل ما يحتاجه المسافر من معلومات حول خيارات العلاج والسكن في القاهرة وخدماتنا مجانية
> كغيرها من دول العالم الثالث لا تزال بلادنا تراوح مكانها في دائرة العجز عن توفير أهم الخدمات الطبية لمواطنيها ليس في جوانب تقديم الرعاية الصحية الأولية فحسب وإنما أيضا في ما يخص الاحتياجات النوعية والتخصصية الدقيقة.
وإزاء هذا العجز برزت ظاهرة السفر للخارج بهدف العلاج أو ما يسمى بالسياحة العلاجية من قبل من هم بحاجة لخدمات طبية غير متوفرة في اليمن أو من أولئك الباحثين عن خدمات أفضل والذين تساعدهم قدراتهم المالية على مواجهة متطلبات السفر والعلاج في الخارج حتى لو لم تتطلب حالاتهم الصحية والمرضية ذلك.

وليس من قبيل المبالغة إذا قلنا أن مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين يسافرون سنويا لتلقي العلاج في دول مختلفة عربية وغير عربية.. معظمهم يسافرون بطريقة عشوائية ودون ترتيبات دقيقة بما يوقعهم في الكثير من الإشكاليات ويجعلهم فريسة سهلة للمتلاعبين في الدول التي يصلون إليها فيعود المريض وقد أضاف لأعبائه عبئا إضافيا دون أن يبرأ من مرضه وأحيانا تزداد حالته سوءاٍ.
مصر في المقدمة
حول أهمية المعلومات الواجب الحصول عليها قبل السفر إلى الخارج بهدف العلاج التقينا د.ممدوح عبدالحفيظ خلاف المستشار الطبي بسفارة جمهورية مصر العربية الشقيقة بصنعاء وهي من الدول الرئيسية في مجال السياحة العلاجية والقبلة الأولى للمواطنين اليمنيين الباحثين عن العلاج والذي قال في البداية :
المعلومة بحد ذاتها تمثل بداية الطريق الصحيح للوصول إلى العلاج المتكامل والشافي بإذن الله.. ولذلك ينبغي على كل من تقتضي حالاتهم السفر إلى الخارج للتداوي أو للسياحة العلاجية أن يبحثوا عن هذه المعلومة من مصادرها الرسمية المتوفرة.
ويضيف: المواطن اليمني كما لمست ويلمسه الجميع يفضل السفر إلى الخارج للعلاج حتى لو لم تقتض حالته ذلك ولو توفرت الخدمات التي تتطلبها حالته في المنشآت الطبية الموجودة باليمن.
ورغم هذا – يقول د. خلاف- يبقى من الواجب على أي مواطن السعي للحصول على المعلومة المتكاملة من الجهة المسئولة والرسمية التابعة للدولة التي يرغب في السفر إليها لتلقي العلاج وذلك للحصول على المشورة اللازمة والمعلومات المتكاملة التي تساعده على العلاج وتحميه من التعرض لأي محاولة ابتزاز أو تلاعب من قبل أي شخص منعدم الضمير في تلك البلاد فلا يخلو مجتمع من هذه الأمثلة وهؤلاء الأشخاص الذين لا يضعون اعتبارا للقيم والأخلاق وشرف مهنة الطب وقدسيتها.
خدمات مجانية
وعن دور المكتب الطبي المصري بصنعاء في هذا المجال والخدمات التي يقدمها للمواطنين في بلادنا الذين يتوجهون إلى مصر الشقيقة لتلقي العلاج أو إجراء العمليات الجراحية يقول المستشار خلاف :
المكتب الطبي المصري تم إنشاؤه في إطار بروتوكول التعاون الطبي بين الجمهورية اليمنية وجمهورية مصر العربية والذي تم توقيعه في العام 2006م من قبل وزيري الصحة في البلدين آنذاك.
وهي الاتفاقية التي جاءت في إطار العلاقات المتميزة والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين والتي تعمدت بدماء الشهداء من الشعبين الذين سقطوا خلال ملحمة الدفاع عن الثورة والجمهورية في اليمن .
حيث جاء من بين بنود ذلك البروتوكول إقامة هذا المكتب الذي أتشرف برئاسته كممثل لوزارة الصحة بالحكومة المصرية في إطار البعثة الدبلوماسية لجمهورية مصر العربية بصنعاء.
والمكتب يقوم بتقديم المشورة الطبية المجانية والمدعمة بالمعلومة الصحيحة والموثوقة وذلك لجميع الراغبين في العلاج بجمهورية مصر العربية والذين تشير التقديرات إلى ان عددهم يزيد عن المائة ألف سنوياٍ..
وهذه المعلومات نقدمها في المكتب بعد الاطلاع على الحالة المرضية والتقارير الطبية للمريض تشمل أماكن العلاج والأسعار وحتى أماكن الإقامة وذلك في شكل خيارات متعددة ليختار منها ما يناسبه وإمكاناته ومتطلبات الشفاء الكامل بإذن الله.
وينوه المستشار خلاف إلى أن اليمنيين في مصر لهم ما لأشقائهم المصريين من امتيازات في الجوانب العلاجية وبكافة الخدمات المتاحة في المنشآت الطبية المصرية هذا بالإضافة إلى 40 منحة علاج مجانية تقوم بترشيحها وزارة الصحة العامة في اليمن وذلك تنفيذا لبروتوكول التعاون الطبي بين البلدين.
ويضيف: إن أبناء الشعب اليمني وبالإضافة إلى هذه الميزة يحظون بكل ود وحفاوة أشقائهم المصريين وكما هو واضح لكل من يقوم بزيارة مصر سواء للعلاج أو للسياحة أو الدراسة.
مستقبل واعد
وحول التعاون بين البلدين في مجال الاستثمار الصحي والعلاجي أشار المستشار خلاف إلى أن الاستثمار المتبادل بين البلدين في هذا المجال لا يزال يحبو رغم الفرص الكبيرة والواعدة التي تمتلكها اليمن على هذا الصعيد.
وفي اعتقادي – يقول المستشار خلاف – إن أسباب ذلك تعود إلى ضعف قنوات التواصل بين الجهات الاستثمارية الخاصة في البلدين وعدم توفر المعلومات والترويج اللازم إضافة إلى الظروف العامة خلال السنوات الأخيرة والتي تسببت في توقف العديد من مسارات التعاون بين البلدين ومنها في الجانب التدريبي حيث كانت اليمن تحصل على 30 منحة تدريبية لكوادرها الطبية في مصر وتوقفت خلال العامين الماضيين بسبب تلك الظروف ونحن بانتظار استئنافها قبل نهاية العام الجاري.
وفي المجال الاستثماري الطبي أيضا هناك محاولات لاجتذاب المستثمرين المصريين في مجال تقديم وتوفير بعض الخدمات الطبية هنا نتمنى لها أن تؤتي ثمارها في المستقبل القريب.
وبشكل عام – يقول المستشار خلاف – إن مستقبل الاستثمار بين البلدين في المجال الطبي واعد مثل غيره من المجالات ولا بد من بذل جهود أكثر لإنجاح الخطوات الاستثمارية وتوفير ما تحتاجه من تشجيع وتسهيلات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
منح علاجية وتدريبية
وحول الجوانب المتعلقة بالدواء يشير الدكتور إلى أن مصر تحتل المركز الأول في تصدير الدواء لليمن وذلك نظرا لتميز الدواء المصري تصنيعا وعرضا وتسويقا.
مؤكدا أن هذه المكانة ظلت ثابتة ولم تهتز خلال السنوات الماضية رغم الظروف الجارية على الساحة.
وحول تفاوت أسعار الأدوية المصنعة في مصر بين البلدين رغم أنها بنفس النقاء والجودة يقول الدكتور خلاف إن الدواء المصري مدعوم من قبل الحكومة لذلك فهو بالإضافة إلى جودته يتميز بانخفاض سعره.. لكن بعد استيراده إلى اليمن فإن المسئول عن تحديد أسعاره هو الوكيل الذي يقوم بجلبه من مصر وفي جميع الأحوال فإن اليمن لها الأولوية في التصدير المميز للدواء المصري الذي يحظى بثقة وشعبية المستهلك اليمني.
ويختتم الدكتور ممدوح خلاف حديثه مؤكدا بقوله: نحن نقدر جدا ظروف المواطن اليمني ومعاناته في البحث عن سبل العلاج ولذلك فإن المكتب يقدم خدماته بشكل مجاني ونعمل بكل إمكاناتنا على مساعدة من يتقدم إلينا طلبا للمشورة والمعلومات الموثوقة في مجال العلاج والسكن.
وهناك حالات إنسانية قمنا بالتواصل من أجلها مع المراكز والمستشفيات المصرية للحصول على منح مجانية للعلاج خصوصا إذا كانت التكاليف باهظة ولا يقوى المريض على توفيرها.. وكلنا أمل أن نحصل في المستقبل القريب على منح أكثر من مركز مجدي يعقوب لمرضى القلب ومستشفى سرطان الأطفال وغيرها وذلك أقل الممكن لخدمة الشعب اليمني الذي نكن له كل مشاعر الحب والتقدير.

قد يعجبك ايضا