دراسة موجزة عن العلوم الحديثة التي هدمت معاقل الفكر المادي الإلحادي للباحث والمفكر الإسلامي الموسوعي أسامة علي أحمد الخضر
سقوط الإلحاد.. على ضوء العلوم الحديثة
لقد تناولت هذه الدراسة “سقوط الإلحاد.. على ضوء العلوم الحديثة”في كتاب يضم بين دفتيه 252 صفحة من القطع المتوسط ،ما تعيشه البشرية اليوم من مأزق خطير وعميق يتمثل في فقدان المعنى والغاية من وجودها على هذه البسيطة ونحن بحاجة ماسة جداً لمثل هذه الدراسة لتوضيح ما وصل إليه الملحدون واكاذيبهم.
العلم الحديث في كل فروعه أسقط أكاذيب ومغالطات الفكر المادي الذي اعتمد عليه الملحدون ولكن المشكلة هي اما الجهل بهذه الحقائق وهذا هو الاغلب أو عدم الاعتراف بها من قبل بعض العلماء.
والبحث عن ديانة تنسجم مع حقائق العلم الحديث أصبح القضية الكبرى لعلماء عصرنا في كل انحاء العالم ولن يجدوا ذلك إلا في الإسلام.
عرض /عبدالصمد الخولاني
تناول الكاتب بعد مقدمته عشرة من العلوم التي اعتمد عليها في دحض وزيف الملحدين وأفكارهم المضللة والهادفة إلى خلق جيل من البشر يعيش كالأنعام لا يعرف لماذا خلق وما هي الغاية من الوجود، فبدأ أولاً: العلم والدين (الصراع والتناغم) حيث تناول الباحث في هذا المجال أقوال العلماء الذين اثبتوا أن الدين يعد أستاذ البشرية الأول قبل العلم واستدل بإشارات القرآن الكريم والاعجاز العظيم فيه حيث أشار إلى قضية الاستاذية العلمية للأنبياء والرسل، لقد ورد اسم النبي ادريس عليه السلام مرتين في القرآن الكريم مرة في قوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا56 وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) «مريم 56-57» ومرة في قوله تعالى (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ) «الأنبياء85» واسم ادريس يعني (الفقيه الحاذق) وفي العبرية ادريس هو اخنوخ والذي يعني (فقهه وثقفه وعلمه) وادريس هو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسمي ادريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى.
وهنا برهان قرآني عظيم على أن وحي الله تعالى على رسله وانبيائه هو المعلم الأول للبشرية قبل الملاحظات ورصد الظواهر.
وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأيده بالقرآن الكريم المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة المحفوظ من التحريف والتفسير والمتحدي للانس والجن على أن يأتوا بأقل سورة قرآنية حيث قال تعالى(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) «الاسراء 88» وباعتراف الكثير من علماء الغرب بمعجزة القرآن اللغوية والبلاغية ومنهم أستاذ الكيمياء الحيوية الأمريكي (د/قيزال رانا) الذي يقول (تعد كلمات القرآن كنوزاً بحيث أفضل الجهود والكفاءات فقط هي التي يمكن أن تفهمها).
ورسالة الإسلام هي رسالة عالمية إلى أن تقوم الساعة فكان لا بد أن يحمل القرآن معجزة أخرى مدخرة لمستقبل البشرية وهي معجزة السبق العلمي في عصر الكشوفات العلمية المزملة ومنها قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) «فصلت 53» وقوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) «العنكبوت20».
ثانياً: علم الفيزياء من المادية إلى أولية الوعي:
عرض المؤلف في هذا المجال عدداً من علماء الفيزياء ومنهم الفيزيائي الإيطالي جاليليوجا ليلي الذي درس بواكير علم الفيزياء حيث يقول (إنني أتمنى أن الحكمة اللا نهائية لله يمكنها أن توجه اشعة صغيرة من عظمة لتغطيني استنارة صغيرة عن المعاني الخفية لكلماته).
كما تناول عدداً العلماء مثل نيوتن واوجست كومت وتوماس مالتوس وغيرهم الذين رد القرآن على جميع نظرياتهم بقوله تعالى (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) «الرحمن6» وقوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ38 وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)»الحاقة 38-39» وقوله تعالى (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ 3تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) «المعارج 3-4» وغيرها من الآيات الدامغة والواضحة التي استطاعت اسكات كل الملحدين والمعاندين.
ثالثاً : الرياضيات :ملخص هذا العلم ما جاء به أستاذ الرياضيات الأمريكي (د/روى ركر) عن نظرية اللا اكتمالية لجودل بقوله (التخمينات لهذا الاكتشاف تعد مدمرة والماديون والملحدون اعتبروا أن الكون ماكينة مبرمجة مسبقاً بشكل هائل لكن تخبرنا نظرية جودل أن الانسان لن يعرف السر النهائي للكون) ويوجد هناك حاجز أساسي لفهم الكون قال تعالى (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) «الاسراء 85 «.
ويقول الفيزيائي الفلكي الأمريكي د/ميناس كافاتوس:( لقد حان الوقت للدين أن يكمل حقائق العلم ويملأ فراغ المعنى) قال تعالى (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) «المائدة 15» وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) «النساء 164».
رابعاً: علم الكون: من المعلوم أن المشاهدات الفلكية من أهم واقدم المعارف التي عرفها الانسان ويشير الكاتب إلى الصراع الذي حدث بين العلماء والكنيسة وقد تم احراق برونو لأنه تحدى الكنيسة عندما قال «إن الكون لا نهائي ويحتوي على إمكانية لعوالم أخرى» وقد أيد ذلك القرآن الكريم بقوله (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) «الذاريات 47».
كما جاء الاعجاز القرآني وهدم الفكر الالحادي الذي ينادي بسرمدية الكون وأبديته حيث قال الله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) «الأنبياء 30» والآيات كثيرة لا مجال لذكرها هنا فالكتاب يحمل الكثير من البراهين والأدلة الدامغة على ذلك.
خامساً: علم الأرض (الجيولوجيا) :هو العلم الذي يتكلم عن أصل وتركيب وتاريخ الكرة الأرضية والكائنات الحية التي عاشت عليها وتركت سجلاً في صخورها.
ويبين الكاتب هنا فكرة أن كوكب الأرض الذي كان يعتقد أنه خلق عبثي تحكمه قوانين ميكانيكية عمياء ،هو كوكب مصمم مترابط متداخل يحكمه التوازن في كل قوانينه ومن اعجاز القرآن الكريم في ذلك قوله تعالى (وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ) «الحجر 19»وقال تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) «الأعراف 56 «.
سادساً: علم البيولوجيا (علم الحياة): أفرد الكاتب في هذا العلم ثلاثة أجزاء، الجزء الأول «انهيار نظرية دارون»، والجزء الثاني «اصل الحياة ونظرية الخلق والتصميم الذكي»، والجزء الثالث «خرافة تطور الانسان»، وهنا يوضح الكاتب الهالة والقداسة التي احيطت بها نظرية دارون، نظرية التطور ،وان هذه النظرية قد حظيت باهتمام كبير وتجنيد العلماء والاكاديميات والمؤسسات العلمية والإعلامية والثقافية بل وحتى الفن لترسيخها بين أوساط الجماهير لأن العلماء والفلاسفة أصحاب الاجندة الالحادية قد وجدوا فيها غذاءً دسماً لأن دارون رأى أن الكائن البشري جاء من طفرة عشوائية حوَّلت القرد إلى إنسان فأين خالق الانسان إذاً؟
ويقول أيضاً :إن البقاء للأقوى وجاء القرآن الكريم الذي يقول (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) «المائدة2» وقال تعالى (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) «هود6» والمتصفح لهذا الجزء يجد المادة العلمية التي دحضت نظرية دارون الكسيحة .
ويوضح الكاتب في الجزء الثاني أن من أكبر الالغاز والطلاسم التي تواجه البحوث العلمية هي مشكلة أصل الحياة وذكر عدداً من العلماء الذين دحضوا نظرية دارون الالحادية وأيد ذلك بما جاء في القرآن الكريم حيث قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) «الملك1-2» وقال تعالى (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ) «ق 5» والمرج: هو الاختلاط، وهكذا الملحد يقع دائماً في التناقصات التي تبين أن إلحاده لا يستند إلا على العناد وخداع الذات.
ويقول الكاتب في الجزء الثالث من علم الحياة وهو خرافة تطور الإنسان إن هذا أهم واخطر ما جاء في النظرية الداوينية وهو تطور الإنسان التي اعتمد فيها هذا الملحد على فكرة الاستمرارية فإن الإنسان قد تحدَّر من سلالة القرود، وقد عرض الكثير من العلماء الذين ناقضوا نظرية دارون وأيدهم بما جاء في كتاب الله تعالى حيث يقول (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) «القصص 68»ويقول تعالى (خَلَقَ الْإِنسَانَ3عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) «الرحمن 3-2» ويقول تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) «البقرة 31» والآيات كثيرة والمتصفح لهذا الكتاب يجد فيه المادة الغنية التي تدحض الفكر الإلحادي المادي.
سابعاً: علم النفس والباراسيكولوجي :خلاصة هذا العلم أن الإنسان ليست لديه القدرة على السيطرة على غرائزه ، هذا ما جاء به علماء الالحاد لكن الله سبحانه وتعالى يقول (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) «القيامة4-5».
ثامناً: علم الطب: لقد رسخ ديكارت نموذجا إرشاديا للطب يعد ميكانيكيا وماديا وبهذا الاتجاه حصر علم الطب نفسه في محاولة فهم الآليات البيولوجية للآلام ودراستها من خلال البيولوجيا الجزيئية الخلوية تاركا كل الظروف الأخرى سواء كانت نفسية أو روحية أو بيئية أو وراثية أو غذائية خارج الشبكة التي تؤثر على الصحة.
ويقول البيولوجي والطبيب الأمريكي د/ جيفري سمنس (كل وظيفة حية تعتمد على وظيفة أخرى أي أنها وظائف معقَّدة ومتداخلة ومن غير المعقول أنها قد حدثت بصدفة غير موجهة).
والقرآن الكريم يوجه الأفكار والانظار لهذا الخلق والتصميم الإلهي في الإنسان فيقول تعالى (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) «الذاريات 21» وللحفاظ على هذا التصميم الإلهي لجسم الإنسان فقد ورد في القرآن الكريم الكثير والكثير جداً من التوجيهات العظيمة للحفاظ على هذا الجسم في صحة جيدة حيث يقول تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) «الأعراف 157» ويقول تعالى (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) «الأعراف 31».
ولذلك يتطرق الباحث إلى العلاج بالعسل وكذلك بزيت الزيتون وكذلك الصيام والدعاء والصلاة والإيمان بالغيب والاخوة في الإسلام والتراحم وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله والابتعاد عن المحرمات مثل الزنا والربا وعدم الإفساد في الأرض حيث يقول تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) ويقول تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) «الروم 41»، فهل سيعود الإنسان إلى شريعة الله الكونية؟.
تاسعا: علم الاجتماع : في هذا المجال يدحض المؤلف فكرة البقاء للأقوى والصراع والتنافس بما جاء في القرآن الكريم المعجزة الأبدية حيث سبق نظرة العلم التي أقرت الرؤية الكلية والتعاون والتشابك فيؤكد على أن هذا التنوع الثقافي والاثني هو مصدر للتعاون والتلاحم الحضاري والتراكم المعرفي حيث يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) «الحجرات 13».
عاشرا: علم الاقتصاد: ذكر المؤلف عدداً من العلماء الاقتصاديين ومنهم د/ كابرا ود/ليوجي (نحن جميعا أعضاء في الإنسانية ونحن مرتبطون بالغلاف الجوي للأرض، وكأعضاء لأسرة الأرض يلزمنا ذلك أن نسلك بطريقة لا تتعارض مع القدرة المتأصلة للطبيعة التي تصون شبكة الحياة ،وكأعضاء في المجتمع الإنساني لا بد أن يعكس سلوكنا احترام الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الرئيسية).
ويتضح هنا أن الخالق والمصمم لهذا الكون هو الله تعالى يقول في محكم كتابه (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ويقول تعالى ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) «الأعراف 54».
ويقول تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) «البقرة30» ويقول عز من قائل (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) «الحديد 7».
ومن الاعجاز القرآني أنه قد ذكر الحقبة الجيولوجية التي كانت السبب الرئيسي في تكوين الثروات في باطن الأرض حيث يقول الله تعالى (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى) «الأعلى 4-5» ويقول تعالى (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى) «طه 6».
وشرع الزكاة في الاقتصاد فيه يقول تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) «المؤمنون4» ويقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ) «البقرة 267 «والآيات كثيرة التي تحدثت عن الانفاق والتراحم والتعاطف بين الناس.
ونخلص هنا إلى أن هذه الدراسة المختصرة تؤكد أن على الإنسان المتمرد والجاحد الذي أوصله غروره وعناده إلى ما وصل إليه من فساد وطغيان وظلم ،أن يقرأ الكتابين اللذين جعلهما الله تعالى حجة على العالمين وهما القرآن والكون وسيجد الملاذ الآمن والنجاة من كل هذه الصورة القاتمة التي يحياها.
وما أروع ما قاله الفيلسوف اليوناني افلاطون «أستطيع أن اعذر الطفل الذي يخاف من الظلام لكني لا أستطيع أن أعذر الرجل الذي يخاف من الضوء» وما أكثر الذين يخافون من الضوء في عصرنا هذا.