اليمـن وجهتنـا الأولى في العيـد لما تتمتع بـه من تميز


تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
أكد سياح خليجيون زاروا اليمن خلال إجازة العيد أن اليمن قبلة سياحية عربيا وعالميا لما تمتاز به من بيئة خلابة وحصون تاريخية ومناظر طبيعية متنوعة من جبال وسهول وجزر مرجانية .
وقالوا لـ “الثورة” في احاديث عيدية : تتوافر باليمن كافة أنواع السياحة من سياحة تسلق الجبال والطيران الشراعي وسياحة الغوص والاستكشاف كما يضيف إليها البحر سحراٍ خلاباٍ, وكلها مقومات سياحية جعلتها الوجهة المفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم ..
تؤكد إحصائية صادرة عن مصلحة الهجرة الجوازات وصول نحو 5000 زائر من دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى 2427 زائراٍ من جنسيات إفريقية وآسيوية وأوروبية , إلى جانب قدوم أكثر من 17 ألف مغترب يمني من السعودية عائدين إلى بلدهم لقضاء إجازة العيد مع ذويهم, وصلوا عبر المنفذين البريين الطوال بمحافظة حجة وشحن بمحافظة المهرة .
و توقعت مصلحة الهجرة والجوازات أن تشهد طيلة أيام إجازة عيد الأضحى المبارك تدفقاٍ للزوار الخليجيين وبأعداد يومية تتراوح ما بين 2500 إلى 3000 زائر .
الثورة التقت عدداٍ من الوافدين من دول الخليج العربي , قايد صالح الناشط – من المملكة العربية السعودية يقول : سمعة اليمن على مستوى المنطقة أنها بلد سياحي رائع لما تمتاز به من مناطق ساحرة وبيئة جمالية متنوعة والعديد من المناطق السياحية التي تجذب السياح من مختلف مناطق العالم , ولهذا فقد جرت العادة بالنسبة لي قضاء الإجازة العيدية من كل عام في اليمن .
مضيفا : والأماكن التي ننوي زيارتها بدرجة أساسية في اليمن هي عدن بجو بحرها العليل ومن ثم ننوي التوجه إلى محافظة إب الخضراء لما تمتاز به من سلاسل جبلية غاية في الروعة والسحر الرباني والتي بلغت شهرتها إقليميا وعالميا .
سياحة مبهرة
من جهته يقول ناصر محمد كحيلان القادم من مملكة البحرين الشقيقة : قررت أن أجعل إجازتي لعيد الأضحى المبارك المقدرة بأسبوع لزيارة محافظة عدن الثغر الباسم لليمن والمنطقة ككل والتمتع بأجوائها السياحية الخلابة برفقة أسرتي , وفي الحقيقة اليمن تتمتع وتمتاز بمقومات سياحية مبهرة على المستوى العالمي لكنها تفتقد إلى الاهتمام من قبل الجهات المسؤولة ولو تم استثمارها لكانت اليمن الأقوى اقتصاديا في المنطقة ولحققت أرباحاٍ وعائدات كفيلة بانتشال الاقتصاد الحالي لليمن إلى أعلى مستوياته.
ويوافقه في ذلك زميله البحريني عبد الملك القويسي قائلا : اليمن شعب طيب وكريم ومضياف , ونعتبر اليمن جنة جمالية متنوعة الإبداع فكل محافظة في اليمن لها خصوصيتها وميزتها السياحية والتراثية وأهازيجها المترنمة وكأنك تطوف العالم وأنت تنتقل بين محافظاتها ومناطقها .
وزاد بالقول : ولهذا اصطحبت معي أسرتي لقضاء أسبوعين في ربوع اليمن السعيد متنقلا ما بين تعز والحديدة وحجة .
على استحياء
هيثم الشروعي – سلطنة عمان : مهما مرت اليمن بظروف وصراعات إلا إنها مجرد طفرة زمنية معينة ستتغلب عليها الحكمة اليمانية والدليل على ذلك ما تمر به المنطقة العربية من رياح الربيع العربي كما هو في مصر وليبيا وسوريا والتي كانت اليمن هي السباقة إلى مبدأ التسامح والسلم المجتمعي وطي الماضي بخلافاته وصراعاته من أجل مستقبل الأجيال ومستقبل العالم ككل لما تلعبه اليمن من موقع جغرافي متميز , فأي خلل أمني في اليمن – لا قدر الله – هو تهديد لاستقرار وأمن العالم .
وأوضح الشروعي : ولتقارب العادات والتقاليد والصلات القوية التي تربط اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل , فإن اليمن تمثل الوجهة السياحية الأولى لأغلب الخليجيين في كل عيد أو إجازة صيفية , وقد اندهشت تماما من المعالم التاريخية والمناظر السياحية المبهرة التي تمتاز بها اليمن وبالمقابل نرى أن الإعلام اليمني وللأسف الشديد مْعرض تماما عن تناولها بشكل ترويجي رائع يعطيها حقها ومكانتها العريقة , فما نشاهده على القنوات والصحف اليمنية هي اسكتشات سياحية صغيرة يتم طرحها على استحياء شديد وهي بالمقابل رسالة للقائمين على الإعلام بأن يكونوا قاعدة أساسية للنهوض بالاقتصاد اليمني من بوابة السياحة في جميع مجالاتها لا الاعتكاف فقط على التناولات السياسية .
أطيب شعب
من جهته يرى عبد الله الخلافي من المملكة العربية السعودية أن الأحداث الأخيرة التي مرت بها اليمن وما أسهمت به من زعزعة لأمن واستقرار اليمن , جعلت العديد من الزوار العازمين على زيارتها يغيرون وجهتهم إلى دول أخرى غير اليمن تخوفا من الأوضاع المضطربة , ولكن مع بدء ترسخ الاستقرار الذي بدأ يتوطد حاليا والمصاحب للحوار الوطني وتمكن اليمنيون من تغليب منطق الحوار بدلا عن البنادق والصراعات الحزبية والسياسية والمناطقية عكس ان الشعب اليمني الأرقى حكمة وعقلانية وتفهماٍ للمستقبل بانتهاج السلم , كل ذلك جعل اليمن في منزلة تشريف وتقدير من دول الجوار والعالم أجمع , وهذا مايشجعنا على زيارة هذا الوطن المعطاء الذي جمع ما بين جمال الطبيعة وجمال الأخلاق والتعامل .
عبد العزيز من دولة قطر : العيد في اليمن له نكهة خاصة وعبق تراثي أصيل , تشعر به وكأنك بين أهلك وناسك , شعب طيب كريم لين الطبع والتعامل , ورغم أنني سافرت الى معظم الدول العربية إلا أن لليمن جوه الخاص ولهذا قررت قضاء فسحة العيد في صنعاء والتعرف على تراثها ومكنونها التاريخي ومعالمها السياحية المتفردة .
المنشآت السياحية
ويرى عامر محمد الضبياني – رئيس منظمة أنصار السياحة في اليمن : أن السياحة تعتبر احد أهم الموارد الاستراتيجية لمعظم دول العالم وتعتبر السياحة أيضاٍ والاقتصاد وجهان لعملة واحدة وموردا اقتصاديا لا ينضب بمرور الوقت والزمن , واليمن وفي ظل هذا القطاع الحيوي الهام تنفرد بمقومات سياحية تكاد معدومة النظير لدى دول المنطقة والعالم وتوجد فيها جميع أنواع السياحة كالسياحة التاريخية والأثرية والبيئية والساحلية والعلاجية والدينية والترفيهية وغيرها من الأنشطة السياحية الأخرى كسياحة المغامرات وتسلق الجبال والسباحة وممارسة الأنشطة الرياضية والطيران الشراعي .
موضحا أن كل ما سبق يلعب دوراٍ هاماٍ وايجابياٍ في رفع وتيرة الاقتصاد الوطني ويساهم في نمو دخل الفرد والمجتمع من خلال الأثر الذي تحدثه على مستوى دخل الفنادق والمطاعم والمنتزهات وسائقي الباصات وسيارات الأجرة بالإضافة إلى الشركات والوكالات والمنشِات السياحية والتجارية المتواجدة في المناطق السياحية والترفيهية.
مضيفا : إنه في خلال الأعياد والمناسبات تشهد بعض المدن والمحافظات في اليمن كمحافظة عدن والحديدة وتعز وإب وحضرموت توافد مئات الآلاف من الزوار والسياح لقضاء إجازة العيد وزيارة الأقارب والأصدقاء خاصة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي , وكل هذا يعود نفعه أيضاٍ على الاقتصاد الوطني ورفع مستوى دخل الفرد من خلال إنعاش السياحة وتنشيط القطاع السياحي في بلادنا.
لا مثيل له
وفي مطار صنعاء الدولي اطلعنا مدير عام المطار خالد الشائف على الرحلات القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك والتي شهدت إقبالا لا مثيل له , وبهذا الصدد أوضح الشائف أنه نتيجة لكثافة أعداد الزوار الوافدين فقد تم توسعة المطار في صالاته الداخلية والخارجية واستحداث خدمات تسهل تدفق السياح إضافة إلى استحداثات تقنية بمواصفات عالمية تواكب حركة تدفق السياح والتطورات العالمية بهدف خدمة السياح من مختلف دول العالم وفي مقدمة ذلك الزوار الخليجيين باعتبار المطار الوجهة السياحية الأولى لليمن .
علاقات متينة
ومن وزارة السياحة تقول الأخت فاطمة الحريبي – رئيس مجلس الترويج السياحي : إن أبرز معوقات السياحة تمثلت في الصراعات والمناكفات السياسية التي دمرت الاقتصاد الوطني وتسببت في فترة ما بتدهور عائدات السياحة حتى وصلت إلى الصفر إضافة إلى ما يلعبه الإعلام من ترويج زائف عن اليمن بأنه مجرد بؤرة للإرهاب والاقتتال والصراعات كل ذلك ساهم في استنزاف المقومات السياحية لليمن والعودة بعجلة التنمية إلى الوراء .
ومضت تقول: إلا أن التحول السياسي في المشهد اليمني الذي انتقل من ميادين الصراع إلى طاولات الحوار كان له أثره البالغ في إزالة التعتيم الإعلامي عن السياحة اليمنية واستتباب الأمن في البلاد وأعاد الأمور إلى مجراها الصحيح ليتم استقطاب الزوار والسياح العرب والأجانب إلى اليمن وكان من أبرز الوافدين الأشقاء من دول الخليج العربي لما تربطنا بهم من علاقات متينة جغرافيا وتراثيا وتاريخيا وتبادل للمصالح المشتركة .

قد يعجبك ايضا