المتحف الوطني يتعرض لمذبحة تودي بـ 3 رقوق قرآنية و 7 سيوف أثرية
, البرلماني الحذيفي: البرلمان سيستدعي المعنيين للتوضيح
,الجنداري: إذا المتاحف غير آمنة فأين الكنان
,مختصون : حادثة المتحف جريمة تهدد ذاكرة اليمن الحضارية
مذبحة تاريخية وحضارية يتعرض لها المتحف الوطني ذاكرة اليمن داخل هذا المتحف مئات الآلاف من القطع الأثرية سرقت رقوق قرآنية تعد من الأنفس على مستوى العالم وكذلك سيوف وعددها سبعة سيوف أثرية من فاترينات محرزة ومتحف محرز جريمة تاريخية يئن لها جبين أصحاب الضمائر في العالم.
حاولنا جمع معلومات عن قضية سرقة الرقوق القرآنية والسيوف الأثرية التي كانت معروضة في المتحف الوطني ويقال وفق تصريحات سابقة لأمين عام المتحف أنها تعرضت للسرقة وكسر إحدى نوافذ المتحف في بداية الإجازة العيدية وبدأت محاولتنا بالذهاب إلى أمين عام المتحف الوطني ولكنه مسافر في روما فذهبنا لأخذ معلومات أكثر من رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف ولكنه مسافر في إيطاليا أيضاٍ فحملت معي أسئلة عدة لأحصل على معلومات أكثر من قيادة وزارة الثقافة ولكن وجدت الوزير عوبل مسافراٍ روما أيضاٍ.
هذه أسئلة وقضايا سرقة المتحف الوطني والمذبحة التاريخية التي تتعرض لها ذاكرة اليمن والمسؤولون مطنشون وكأن شيئا لم يكن قضية نطرحها أمام القيادة السياسية وأمام الشعب اليمني من سرق هذه المقتنيات من رقوق قرآنية نادرة على مستوى العالم وسبعة سيوف وكيف سرقت¿ وأين الحراسات وأين المسؤولون وغيرها¿.
سيتم استدعاء المسؤولين
بداية يقول الأخ عبده الحذيفي رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب : إن ما تعرض له المتحف الوطني من عملية سرقة تعد من الجرائم الكبيرة بحق تاريخ وتراث اليمن وأن دور مجلس النواب هو العمل على حماية هذا التراث اليمني العظيم وسيتم استدعاء الإخوة رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف وكذلك أمين عام المتحف الوطني وكذلك مناقشة هذه الجريمة التاريخية مع قيادة وزارة الثقافة.
وأوضح الحذيفي أن هذه الجريمة في المتحف الوطني هي التي ظهرت على السطح لأنها في مكان مهم وفي قلب منطقة التحرير لكن هناك جرائم شبه يومية يتعرض لها تراث وحضارة اليمن في كل المناطق الأثرية.
جرائم جسيمة
من جهة أخرى قال أستاذ القانون الجنائي الدكتور أمين الحذيفي : إن الآثار اليمنية تتعرض لتدمير وتهريب وعمل ممنهج منذ زمن وبعض القائمين على القضاء لا يفقهون شيئاٍ من الشرع في ما يخص الآثار وهذه السرقة من الجرائم الجسيمة وكونها محرزة في المتحف أيضاٍ فهي أخطر لأنها من الجرائم التي تستهدف ملك الدولة وهناك قوانين تطبق على مثل هذه الجرائم حد الإعدام مثلما كان معمولاٍ به في العراق أثناء تزايد الهجمة على الآثار العراقية.
أين الكنان
الأخ عبدالعزيز الجنداري أمين عام المتحف الوطني السابق الذي أحيل للتقاعد قبل عام وأهم خبراء اليمنيين في العمل الأثري والمتحفي الذي ظل طوال 25 عاماٍ أميناٍ للمتحف الوطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يقول : إلى الآن لم أصدق ما حصل لذاكرة اليمن للمتحف الوطني هو جريمة تاريخية وهي من أبشع الجرائم التي يتعرض لها تاريخ وحضارة اليمن بشكل عام فالمتاحف إلى جانب كونها ذاكرة اليمن التاريخية فهي المكان الآمن لحفظ وعرض وتوثيق وصيانة مجموعاتنا الأثرية المتنوعة التي تعود لمختلف الحضارات ابتداءٍ من عصور ما قبل التاريخ وعصر الممالك اليمنية القديمة والعصر الإسلامي وموروثنا الشعبي المتنوع وهذه المتاحف هي المكان الذي يحفظ هذا التراث للأجيال القادمة عبر تاريخها فإذا المتاحف غير آمنة فأين الكنان.
وأوضح الجنداري أن هذه الرقوق التي تمت سرقتها تعد من أنفس الرقوق والمجموعات الأثرية التي يمتلكها المتحف الوطني لأن اليمن بلد الرقوق القرآنية والمخطوطات عبر تاريخها الإسلامي وكذلك السبعة السيوف التاريخية ذات القيمة التاريخية مشيراٍ إلى أن تلك الرقوق حسب اعتقاده هي من الرقوق التي تم اكتشافها في الجامع الكبير بصنعاء في العام 1972م أثناء ترميم السقوف .
وفي تلك الفترة تم نقلها وتخزينها في المتحف الوطني وبعد فترة قامت هيئة الآثار وبدعم من اليونسكو لمحاولة معالجة تلك الرقوق وصيانتها وتم إيفاد الأستاذ إبراهيم سبوح الخبير التونسي والذي قام بالخطوة الأولى المتمثلة في فردها عبر صفائح خشبية ومن ثم تم نقلها إلى دار المخطوطات وبقية هذه المجموعة أصول وهي مجموعة المتحف الوطني من الرقوق القرآنية النفيسة المكتوبة على جلد الغزال وتم إعداد غرفة خاصة عند انتقالها إلى المبنى الجديد في دار السعادة تكون معدة ضمن جناح الآثار الإسلامية يتم فيها عرض مجموعة بسيطة من الرقوق تصل إلى 6 رقوق التي تعود وللقرنين الثاني والثالث الهجري ورقوق بالخط الحجازي تعود للقرن الرابع أو الخامس الهجري وهي أصول هامة وتم عرض هذه الرقوق التي يقال أنها سرقت في مكان آمن مغطاة بفترينات رجاجية لا تفتح إلا بمفتاحين وعرضت هذه الرقوق الأصلية لأنها محرزة من المتحف وأأمن مكان في اليمن.
وعن تعرض المتحف الوطني لسرقات سابقة قال الجنداري نعم تعرض لسرقة مجموعة من التحف الشعبية وأربع قطع أثرية خلال السنوات الماضية نتيجة لخروج المشرفين في تلك الفترة بشكل جماعي من الأقسام ما سهل مهمة المعتدي وبعد إبلاغ الجهات المعنية والتي اتخذت الإجراءات وقمنا بعمل مراقبة داخلية لاكتشاف الأشخاص المعتدين وتم ضبط المعتدين واعترفوا اللجهات الأمنية عند التحقيقات بالسرقة لأنهم كانوا يترددون على المتحف وتمت إعادة القطع إلى المتحف.
من أهم النوادر الأثرية
الأخ أحمد مسعود المفلحي خبير ترميم وصيانة المخطوطات الأمين العام المساعد لدار المخطوطات تكمن أهمية الرقوق القرآنية التي يقال أنها سرقت أنها تعود إلى القرنين الأول والثاني الهجري وكان مفترضاٍ أن يكون مقرها دار المخطوطات وليس المتحف للعرض والاكتفاء بصور للعرض في المتحف قيمتها التاريخية أنها من النوادر على مستوى العالم ولهذا يجب على وزارة الثقافة أن تجمع جميع الرقوق القرآنية إلى دار المخطوطات كون هناك مكتبة خاصة بالرقوق لها مواصفات عالمية لحفظ تلك الرقوق.
فقدان للهوية
الأخت سحر مارس إحدى المتخصصات في المجال الأثري ترى أن فقدان مثل هذه المقتنيات من سيوف ورقوق قرآنية نادرة هو فقدان للهوية الحضارية والثقافية والتاريخية للبلاد.
تراث أمة
في حين تقول نوال الصبري متخصصة في الآثار الإسلامية جامعة صنعاء: إن هذه المقتنيات التي كانت معروضة في المتحف ويقال إن سرقتها تعد جريمة تاريخية وضرراٍ بالغاٍ على تراث الأمة ولا بد من التحقيق الكامل في مثل هكذا الجريمة ومعاقبة مرتكبيها أشد العقاب.
مبرر التجارة والنهب
إيمان الفتيني متخصصة في الآثار الإسلامية أيضاٍ قالت: هذه الجريمة من سرقة رقوق قرآنية وسيوف أثرية ليس لها مبرر سوى تجارة وأكيد من ناس متخصصين وقد عرف الجناة اختيار الوقت المناسب وأعتقد أن الحكومة هي الجاني الأول لأنها لم تهتم بمثل هذه المتاحف والمقتنيات الوطنية.. وأوجهه نداء للحكومة لأخذ الحذر والمحافظة على المقتنيات الأثرية وإعطائها جزء كبير من الاهتمام ولا بد من ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.