مناخ أكثر انفتاحا◌ٍ

لانبالغ إن قلنا أن حرية التعبير في اليمن صارت بلا حدود ¡ وأصبحت وسائل الإعلام اليمنية أكثر تحررا وإثارة من ذي قبل رغم الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلد مقارنة ببلدان الربيع العربي التي كان يض◌ْرب بها المثل وتراجع فيها سقف الحريات ¡ وصار رجال الصحافة والإعلام عرضة للكثير من المخاطر ومحل استهداف ¡ وغدت الأخبار والأحداث والوقائع المتدفقة التي نتلقاها من خلال الوسائل الإعلامية على مدار الساعة أشبه بالسيل الجرار لا يوقفها رنة تلفون ولا مقص رقيب ولا سطوة شيخ أو قاطع طريق ¡ نتيجة للثورة التكنولوجية التي جعلت المعلومة تسبح في سماوات الإعلام خلال دقائق لتصل إلى الجمهور المتلقي للرسالة في كل زاوية¡ مطاردة له في كل مكان وأينما وجد نتيجة الانفتاح .
وهذا التدفق المعلوماتي الرائع والمثير للجدل والم◌ْبهر للأبصار والآذان في تغطيته الجريئة لقضايا وخفايا وأحداث في قمة الحساسية والإثارة مهد لإحداث زلزال إعلامي لم يكن في الحسبان¡ وشكل بداية ثورة إعلامية حقيقية بإيقاعات متسارعة تحاول تجاوز كل الخطوط والمعوقات من أجل استقلال السلطة الرابعة رغم بعض السلبيات التي تصل أحيانا◌ٍ إلى المساس بسنام السلطة من باب المزايدة بصورة انفعالية بعيدة عن المهنية وتلبية لحسابات معينة حتى وصل الأمر إلى محاولة إفساد علاقات الدولة ببعض الدول الإقليمية والدولية دون إيقاف أو إغلاق أي وسيلة إعلامية مرئية أو مسموعة أو مقروءة¡ نظرا◌ٍ للمجال الحر وتوجهات الدولة لتحقيق أكبر قدر من مناخات الحرية طالما كان القضاء هو المرجع والأساس في حسم الأمور.
ورغم بعض الهفوات والنزوات فإن الإيجابيات تظل أكثر حضورا◌ٍ أيا◌ٍ كانت العيوب والتجاوزات الإعلامية كونها نتاجا◌ٍ طبيعيا◌ٍ لحالة كبت سابقة وتجاذبات أثرت في الوسط الصحفي والإعلامي وكافة وسائلة ¡وهي ضريبة للانتقال إلى الواقع الإعلامي الجديد الذي يحمل كل المتناقضات والرؤى.
وبمرور الأيام سيتحسن الخطاب الإعلامي للكثير من الوسائل وسيسلك الجميع دروب الحرية طالما انكسر حاجز الخوف وغادر مقص الرقيب¡ وسقط قيد الحريات للوصول إلى سياسة إعلامية متزنة وواضحة المعالم تحقق الغايات النبيلة ¡التي ي◌ْغرد فيها رجال الصحافة والإعلام في مناخ حر بعيدا◌ٍ عن المضايقات وأساليب التهديد والوعيد انطلاقا◌ٍ من أرضية شعارها الصدق والحياد.
