الثورة / اسماء البزاز
على مدى أربعة أعوام قدم شعبنا اليمني رجالا أوفياء قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله والوطن .. رحلوا بعظيم عطاءاتهم واستبسالهم البطولي في ميادين العزة والكرامة ، فحلوا في ارفع منزلة لأنهم فضلوا مبدأ الذود عن الأرض والعرض ، تاركين وراءهم أسرا وأبناء، وحين ضحوا بأرواحهم لم يكونوا يرجون من الناس جزاء ولا شكورا ولم يطمعوا إلا بالنصر أو الشهادة فاختارهم الله لجنانه ، وهنا تجدد أسر الشهداء عهدها للسير على هذه المسيرة البطولية وفخرها واعتزازها بعطاءات شهدائها.
توصي أخت الشهيد خالد عدنان المنتصر شذى أسر وأهالي الشهداء بالصبر والصمود والاعتزاز لكونهم ذهبوا في سبيل الدفاع عن الوطن وباعوا أنفسهم لله.
وقالت: لقد كان أخي خالد سباقاً للقتال وفي الصفوف الأولى المدافعة عن الوطن عاشقاً للشهادة باحثاً عنها، أخي لم يمت فهو حي في قلوبنا، حي بانتصاراته وأخلاقه بروحه الطيبة ونفسه العزيزة حيث كان يوصينا دائما بتقوى الله والتمسك بكتابه والسير على نهج نبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
درب الشهادة
أما والدة الشهيد سلطان محمد العابد فقد رفعت صوت الأهازيج فخراً واعتزازاً باستشهاد سلطان وقالت: أبنائي جميعهم سائرون على درب الشهيد ولا نبالي في ذلك ما دام هذا هو قدرنا وبه يكمن وتكمن عزتنا وكرامتنا.
فيما حمدت الله أم الشهيد إبراهيم عبدالرحمن أبو علي لاختيار الله ولدها شهيداً في جبهة نهم ومجددة العهد بالوفاء لدرب الشهيد حتى تحقيق النصر والعزة والكرامة لهذا الوطن المعطاء.
مؤامرة ولكن
فايزة علي الحمزي تقول من ناحيتها : قدمنا نحن في أسرتنا ستة شهداء نفخر ونعتز بهم وها قد وصلنا الى نهاية العام الرابع من العدوان علينا والحرب الامريكية السعودية الشبه عربية وفي مقدمتها الامارات واسرائيل والتي هي شريك ماديا ومعنويا وتكنولوجيا بضباطها وخبرائها وأسلحتها.
وقالت الحمزي : ورغم هذا وذاك نحن اليمنيين بأغلبيتنا الساحقة نقاتل في وجه العدوان وسوف نضحي ونصبر ونصمد صمودا اسطوريا تتحدث عنه دول العالم، رغم احتلال الامارات لبعض المناطق الجنوبية وقبع المناطق الاخرى تحت سيطرة القاعدة وداعش رغم تسليم بعض المرتزقة انفسهم للسعودية والامارات وداعش رغم حصار شعب بأكمله رغم ما تمر به اليمن من مجاعة وامراض تهدد اطفال اليمن يظل موقفنا هو الاصرار على الصمود وهيهات منا الذلة وسننتصر ونقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا من اجل كرامتنا وعزتنا ولدينا الايمان والثقة الكاملة بالله ولدينا من العقل والمعرفة والعلم ما نطور به أسلحتنا وصواريخنا وامكانياتنا وأدواتنا البشرية والمادية فنحن لن نضحي بأنفسنا وبيوتنا وأموالنا وممتلكاتنا حتى نعلن استسلامنا الذي لم ولن يكون.
وتضيف بالقول: لهذا فنحن كأسر شهداء نقولها للجميع أن عزتنا وكرامتنا هي التي لا يمكن ان نساوم عليها ونستسلم في آخر المطاف مهما كلفنا ذلك من تضحية وهي بالمقابل رسالة شكر وعرفان الى فلذات أكبادنا وشهدائنا العظماء إلى الأرواح الطاهرة هنيئا لكم هذا الشرف العظيم شرف كرامتكم ووفائكم لوطنكم الغالي انتم من صنعتم لنا المجد والتاريخ. انتم الأتقياء المخلصون وسيشهد لعطائكم كل شبر من هذا الوطن المعطاء وسنمضي على دربكم حتى يحقق الله لنا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.
ثمن الحرية
من ناحيتها أوضحت وفاء الكبسي أنه لولا تضحية شهدائنا الأبرار لضاع الوطن، وسُلبت الإرادة والحرية، واستبيحت المحارم، وانتهكت الأعراض كما شاهدنا ذلك في المناطق الجنوبية التي ترضخ تحت وطأة العدوان ، لذلك فالشهداء هم درعنا الحصين لأنهم نصّبوا أنفسهم لصون الأعِراض ونصرة المستضعفين والقضاء على الظلم والجبروت والاستبداد وإنه لولا هؤلاء الشهداء الأطهار المضحين بحياتهم لكانت اليمن قد سقطت في يد الغزاة المحتلين في يد هذا العدوان السعو أمريكي ولما صمد لأربعة أعوام وسطر أروع البطولات من التضحية والفداء ودحر العدوان وهزيمته.
وأضافت : وها نحن على مشارف العام الخامس ونحن نستقبله بمعنويات عالية وقادمون بكل عزة وكرامة وثبات وجهاد أكبر وتضحيات أكثر لأننا كأسر شهداء نحمل روحية وعطاء وصمود الشهداء عليهم السلام فكلنا فخر واعتزاز بالتضحية التي قدمها شهدائنا العظماء ، بهذه المناسبة العظيمة من الصمود والتحدي والإباء على مرور أربعة أعوام في مواجهة أكبر حرب إجرامية في العالم نعاهد الله ثم نعاهد الشهداء بأننا على دربهم ماضون ، وسنقدم الشهيد يتلوه شهيد ، مادامت نفوسنا تأبى الذل والمهانة وتبحث عن عزتها وكرامتها وحريتها فكل ما وصلنا أليه اليوم من صمود وثبات وإباء وحرية هو بفضل دمائهم الطاهرة فبدمائهم لن نُهزم أبدا فالأرض التي لم ترتو بدماء الشهداء لا يمكن أن تصمد أو ان تكون لها عزة وكرامة وحرية فهنيئا لنا ما قدمناه من الشهداء الأطهار.
وقالت : لقد قدمت أسرتي أربعة شهداء قناديل مضيئة في سماء الوطن وهم: الشهيد ماجد يحيى الكبسي والشهيد طه حسين الكبسي والشهيد أشرف محمد الكبسي والشهيد أحمد محمد الكبسي سلام الله عليهم .
عهد الأوفياء
الطفل اليتيم يوسف العقبي انه منذ أن استشهد والده منذ ما يقارب الاربعة اعوام تم اعتماد مرتب شهري لهم بما يقارب ثلاثين الف ريال من قبل مؤسسة الشهداء ، وبين الحين والآخر وفي مناسبات يتم توزيع مواد غذائية ، نصف كيس دقيق ، قطمة سكر ، قطمة رز، دبة زيت ،،
وقال يوسف : ان الدعم الحقيقي لنا بعد رحيل والدنا يكمن بشكل كبير من أصحاب الخير الذين يبادرون شهريا بدعمنا بالمال والغذاء وحتى الكسوة أكثر من طقم لكل واحد منا ،، والحمدلله أن اليمن مليئة بأصحاب الخير. .
وتابع يوسف: كنت ادرس في مدرسة عمر الحكومية وبعد استشهاد والدي تم دعمنا ونقلي للدراسة في المدارس الخاصة حسب المنطقة التي نسكن فيها ، لأن منزلنا إيجار فنضطر للانتقال من مكان إلى آخر حسب قدرتنا المادية. ..
وأضاف يوسف: من الصعب أن أصف لكم حياتي بعد والدي ، كأنني فقدت روحي وكل كنوز الدنيا لا تغنيني عن لحظة اجلس فيها معه ويكون بجانبي يغمرني بحبه وحنانه ونصحه وعطائه اللامحدود ، فقد كان قدوتي في كل شيء وعندما كان يذهب للجبهة يوصيني بأمي وإخوتي ، وأسأل الله أن يوفقني لذلك وأن يلحقني به.
وختم حديثه قائلا : على غرار احتفالات شعبنا بأربعة اعوام من الصمود اجدد العهد لأبي بأنني سأكمل مسيرته وأمشي على دربه حتى يتحقق الانتصار الكبير لشعبنا على قوى العدوان.
الوفاء بالوفاء
وهنا يرى رئيس مؤسسة الشرق الأوسط لحقوق الإنسان عبدالله علاو أن الشهيد يقدم أغلى ما عنده وهو التضحية بنفسه ودمه من أجل الوطن وعزته وكرامته وبالتالي فأقل واجب ممكن أن تقدمه الحكومة هو رعاية أسرة وأبناء هذا الشهيد من خلال توفير مصدر دخل ثابت لهم يمكنهم من مواجهة المتطلبات الأساسية للحياة كما يجب على الحكومة عمل خطط وبرامج متكاملة لرعاية أبناء الشهداء ومنحهم امتيازات خاصة على مستوى التعليم والصحة والوظائف وغيرها.
وأضاف بالقول : هناك مسؤولية كبرى كذلك على المجتمع في رعاية أسر وأبناء الشهداء من خلال تقديم العون المادي لهم عبر جمعيات وهيئات تكافل اجتماعي تنشأ خصيصا لهذا الغرض بالإضافة إلى الدعم المعنوي لهم من خلال معاملتهم المعاملة التي تليق بالتضحيات التي قدمها ذووهم والتي تجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وتعوض عليهم مساحة الحزن والفقدان الذي تركه الشهداء في هذه الأسر .
رعاية بالغة
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء طه جبران ان مؤسسة الشهداء تعطي الشهداء وأبناءهم أهمية ورعاية بالغة في مختلف المجالات سواء الصحية أو الاجتماعية والثقافية والصحية والتربوية والمهنية وحتى الترفيهية والرياضية وبما يخدم أبناء وأسر الشهداء وأن المؤسسة تعمل على تأهيلهم بالشكل المناسب الذي يجعل منهم شريحة فاعلة في المجتمع.
ونطمح أن تتحقق رؤيتنا في بناء الفرد من أبناء وأسر الشهداء ليكون عضواً فاعلاً في الحياة وفقاً للرؤية القرآنية الصحيحة من خلال إنشاء مدارس وجامعات ومراكز تدريب يستقطب فيها خصوصاً أبناء وأسر الشهداء، ليصبحوا قادة ورواد المستقبل في دولتنا اليمنية المنشودة بإذن الله تعالى.