تمر الأيام ثقيلة وقاسية على الأسرة اليمنية في الساحل الغربي وتمضي ساعاتها ولحظاتها بطيئة وعسيرة على الأطفال والنساء الذين يتعرضون للموت مع كل مرور طائرة وكفهم على قلوبهم خوفا على أهاليهم وأطفالهم من قصف الطائرات والبوارج التي تخلف وراءها الكثير من الضحايا في أوساط الأبرياء الذين لم تلق الدعوات والتحذيرات الدولية بمخاطر التصعيد العسكري على الأوضاع الإنسانية الكارثية أصلا في اليمن وفي الحديدة تحديداً أية آذان صاغية من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية لتتواصل غارات الطائرات السعودية والتي زادت كثافة في الساعات الماضية كما يقول سكان محليون.
وفي هذا الإطار أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه الشديد من التصعيد بمحافظة الحديدة الذي يعرض أكثر من مئة ألف امرأة حامل للخطر.
وقال الصندوق في بيان صحفي “يساور صندوق الأمم المتحدة للسكان قلق شديد من الوضع المتصاعد في الحديدة مما يعرض النساء والفتيات في سن الإنجاب لخطر شديد لاسيما اللواتي من المنتظر أن يلدن خلال التسعة الأشهر المقبلة داخل الحديدة ويقدر عددهن بنحو مائة ألف امرأة”.
وأشار البيان إلى أن الصندوق يقدر أن من بين المتضررين 750ألف امرأة وفتاة في سن الإنجاب، يوجد بينهن ما يقرب من 15 ألف امرأة حامل معرضات لحدوث مضاعفات مما يضع حياتهن في خطر مباشر إذا لم يحصلن على الأدوية ورعاية صحة الأمومة العاجلة والمنقذة للحياة”
وأوضح مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور لؤي شبانة أن الضرر الذي لحق بمرافق الصحة الإنجابية نتيجة للقتال المستمر قد يعيق توصيل خدمات وإمدادات الصحة الإنجابية.
وقال:” لقد أصبح من الصعب على نحو متزايد توصيل الأدوية والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية التي تحتاجها النساء الحوامل أو اللواتي يرغبن في تجنب حدوث حمل وقد يؤدي هذا إلى حدوث عواقب وخيمة على صحتهن وصحة أطفالهن”.
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وقف القتال في الحديدة وحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية على النحو المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي.
مرحلة طوارئ
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر من أن أربع سنوات من الصراع والدمار دفعت اليمن إلى حافة المجاعة، وتسببت في أكبر أزمة جوع يشهدها العالم حاليا.
وقال البرنامج:” ما يقرب من 18مليون يمني لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم القادمة، فيما يعيش أكثر من 8ملايين منهم في جوع شديد، ويعتمدون كليا على المساعدات الغذائية الخارجية”
وأشار إلى أن كل عام من العدوان يدفع مليون شخص أو أكثر نحو الجوع الشديد، وأن هناك سبع محافظات في مرحلة “طوارئ” وهي مرحلة ما قبل المجاعة”.
وأوضح البرنامج أنه ومع استمرار الصراع يتعرض عدد أكبر من الناس لخطر الوقوع ضحية للجوع والمرض، لافتا إلى أن اليمن وحتى قبل اندلاع الحرب كان يعد أفقر دولة في العالم العربي أما الآن فيحتاج 22مليون شخص من أصل 27مليونا، يمثلون جملة سكان اليمن، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية”
ويوضح بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) الصادر حول الوضع الإنساني في الحديدة أنه “تم تهجير أكثر من 80 ألفًا و592 أسرة من مدينة الحديدة، وتلقت 67 ألفًا و600 أسرة (93 ٪ من الحالات) المساعدة”.
وأشار البيان إلى أن معظم النازحين يتم استضافتهم داخل المحافظة، فيما انتقل آخرون إلى المحافظات المجاورة ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يؤدي تصاعد القتال داخل الحديدة والمناطق النائية إلى نزوح 1.1مليون شخص نازح إلى محافظتي تعز وإب فيما كانت تستضيف 9 مدارس في مدينة صنعاء أعداد كبيرة من الأسر النازحة.
وتحمل منظمات دولية ومحلية قوى العدوان كامل المسؤولية عن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن وخاصة بالحديدة التي تعرضت ولا تزال لتصعيد عسكري واسع ولغارات جوية مكثفة ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة بأنها ستؤدي حتما إلى كارثة إنسانية غير محمودة العواقب كما ستساهم في انتشار الأوبئة سيما وباء الكوليرا على نطاق واسع وغير مسبوق وسيكون من المستحيل السيطرة عليه أو الحد من انتشاره.