حاملا كيسه البلاستيكي الممتلئ بالأوراق والمطالبات برفع الظلم وقف مع مجموعة من أصدقائه داخل حوش البرلمان يرمقون كل نائب يمر من جوارهم بعيون مرهقة وقلوب مؤمنة لا يريدون غير إيصال شكواهم إلى من لديه سمع .
تجار يعملون في مناطق مختلفة من حضرموت الصحراء والوادي وهناك من يريد أن يجبرهم على ترك المكان الذي أحبوه تحت مبرر انهم غرباء قدموا من مناطق بعيدة وولدوا في مناطق أبعد .
بين أولئك الحميقاني رجل أعمال لا يرى بركة من تجارته الا في المكلا وهناك يربح ويخسر ويحب أن يموت في تلك الأرض التى فضلها على مدينته البيضاء¡ كان يخاطب كل نائب يلتفت ” يا أخي ناقشوا قضيتنا ويفتح الكيس الذي لم يعد عليه غير جزء من الصورة الدعائية بفعل الشمس والحرارة والتنقل من مكان إلى آخر .
نحن نتعرض للظلم يقول أحد رفقائه على قلب نائب يتضامن مع الضحايا ويمسح قليلا من غبار الكراهية العمياء في مدينة لم تكن يوما ارضا للمعذبين ” لا تعذبني والا سرت وتركت المكلا ” .
لم يتخذ البرلمان أي خطوة ولم يجد من طرقوا بابه أي تعليق لا من نواب حضرموت ولا من غيرهم فعاد الحميقاني إلى حيث ينتظره تجار الكراهية والحقد .
وما إن بدأ عمله في متجره في المكلا حتى اخترقت بدنه الرصاص وسريعا ما فارق الحياة على الأرض التى تمنى الموت فيها آمنا حيث يكمل الرحلة ويغمض عينيه وسط أهله الذين يلقون عليه الوداع الأخير¡ للأسف لم يتحقق له ذلك فقد غادر الدنيا وعيون القاتل هي ما ينظر إليه .
ذهب أهله للبحث عن من قدر على قتل بريء لا ذنب له إلا أنه يبيع ويشتري ويكسب محبة الأهالي وتعاطفهم¡ في المرة التى جاء فيها إلى أمام البرلمان كان يشكوا احتراق محله ولم يكن يعلم ان المرة التالية لن يستطيع إلى الحضور ليشكوا من احرق جسده بالرصاص الغادر .
Prev Post
