> رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الشؤون الإنسانية في الأمانة لـ”الثورة”:> الوضع الإنساني في اليمن حرج جداً ويحتاج تفاعلاً سريعاً وجاداً وشاملاً
> دعم المنظمات الدولية فني ولم يصلنا منه سوى 83 ألف كيس قمح ودبة زيت
> دور الهئية بمثابة الكنترول للجهات المعنية الأخرى تخطيطا ومعلومات ولا يلغيها
> مسؤوليتنا تشمل الفقراء والنازحين والجرحى والمرضى والمهمشين والأرامل وغيرهم
> يعمل في الهيئة 120 متطوعا بلا رواتب عدا 5 اعتمدت مفوضية اللاجئين رواتبهم
> حتى الآن لم نتلق دعما منظما ومنتظما من الحكومة عدا القرطاسية والديزل وما شابه ذلك
> نطالب الحكومة تكثيف الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى في مختلف مجالات الرعاية
> بدأنا إعداد خارطة إلكترونية للعمل الإنساني توثق الحالات وتسهل سرعة دعمها
> التنسيق بين الجهات المعنية بالعمل الإنساني منعدم ونحتاج منظمات نوعية لاكمية
> العاصمة وحدها تؤوي 19 ألف نازح من صعدة و17 ألفاً من تعز ونازحين من 11 محافظة
لقاء/ أسماء البزاز
أكد القاضي عبدالوهاب شرف الدين رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الشؤون الإنسانية في أمانة العاصمة أن الوضع الإنساني في البلاد منذ بدء العدوان على بلادنا يزداد سوءاً وخلف كارثة إنسانية.. وأوضح أن دور المنظمات الإنسانية دور ضعيف يتركز في الدعم الفني وبعض المساعدات التي لا ترقى إلى حرج الوضع الإنساني في اليمن.. كاشفا طبيعة مهام الهيئة ومعوقات عملها وما أنجزته، داعيا إلى الشراكة الحكومية والمجتمعية للعمل الإنساني بما يحقق التخفيف من معاناة المواطنين والحد من تفاقم الوضع الإنساني.. وغير ذلك في هذا اللقاء:
بداية وبحكم حداثة النشأة.. حدثنا عن ظروف تأسيس الهيئة الوطنية لإدارة الشؤون الإنسانية في البلاد؟
– في بداية الأمر كانت لدينا مهام خاصة متعلقة بالنازحين وظروفهم ومع تداعيات الحرب واستمرارها وتداعي الوضع الإنساني أصبحت لدينا الكثير من الحالات الإنسانية الحرجة فصدر قرار من المجلس السياسي الأعلى بإنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الشؤون الإنسانية في البلاد تشمل الوضع الإنساني العام، الذي ينتج عن الكوارث سواءً الكوارث الطبيعية أو الناتجة بفعل البشر كالصراعات والحروب وما شابهها، فشُكلت هذه الهيئة بقيادة الدكتور قاسم عباس ولديها فروع تابعة للهيئة.
ما هي الفروع الرئيسية للهيئة .. وما أبرز مهامها؟
– أهمها وأبرزها في أمانة العاصمة باعتبارها أكبر تجمع للنازحين والفقراء لا سيما بعد نقل البنك المركزي إلى محافظة عدن مما تسبب بارتداد عكسي كبيرً جداً في الجانب الإنساني، ومن ضمنها شريحة الموظفين والتي هي مقابل عدد سكان العاصمة قليل جداً حيث يبلغ عددهم 60 ألف موظف، والمتطلبات الأساسية لدينا هي في الجانب الغذائي والصحي وهناك حرص من القيادة أن يكون لهم نوع من مأمن في الغذاء والأمن خاصة وأن الهيئة متعلقة بكل الحالات الإنسانية كالمهمشين والفقراء والنازحين والمرضى والأرامل .. كل الفئات المتضررة .
هل يتم ذلك بالشراكة مع المؤسسات الاجتماعية والحكومية المعنية بهذه الجوانب الإنسانية؟
– لا يعني ذلك أننا نلغي دور المؤسسات المعنية الأخرى كوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والرعاية الاجتماعية وحقوق الإنسان، فالكل مسؤول في الجانب التنفيذي ونحن في الهيئة الكنترول من ناحية البيانات والتحركات والمعلومات وعمل خطة استجابة ولدينا بوابة واحدة.
بالمقابل .. وباعتبار تركيزكم على فئة النازحين بصورة أساسية ما هي الخدمات التي قدمتما الهيئة للنازحين طيلة الثلاثة الأعوام المنصرمة من العدوان؟
– طبعاً .. الآلية المعتمدة للنازحين كانت محدودة وتفتقد للعمل المؤسسي وعملنا على الجانب التنسيقي مع المنظمات، وكالعادة كانت ترفع الكشوفات للمنظمات المعنية لدعم النازحين للاستجابة ونحن مقيدون بالقيود الروتينية ولكننا نعمل كجهة مستقلة لأن الوضع الإنساني حرج وبحاجة إلى تفاعل سريع ضمن الاستجابة السريعة للحدث الإنساني وفق بيانات خاصة بنا ومسح ميداني لم تقم به المنظمات الدولية إلى الآن وللأسف!!
هل كان لهذه المنظمات الدولية أي دور يذكر في المهام المعنيين بها؟
– أبرزه مجرد دعم فني للمعلومات فقط وتوفير مرتبات لخمسة من موظفي الهيئة لا غير ، بالإضافة إلى بعض النفقات التشغيلية المتعلقة بالمكاتب كالأحبار والديزل والأوراق ، وأبرز تلك المنظمات المفوضية السامية للاجئين.. وعلى كل هي مساعدات لا ترقى إلى حرج الوضع الإنساني ومع ذلك فنحن نشكرهم ونحثهم على المزيد من الدعم لما يقتضيه الوضع الإنساني الحرج في البلاد، لأنه وطوال ثلاث سنوات اشتغلنا بكادر وطني متكامل وبإمكانيات حثيثة ورتبنا أمورنا على هذا السياق بالرغم من أن الكادر العامل معنا متطوع إلى هذه اللحظة ويبلغ عدد العاملين 120 عاملاً لا توجد لهم مرتبات سوى الخمسة فقط الذين اعتمدتهم المفوضية السامية للاجئين.
هل هناك شراكة مجتمعية تدعم وتسهل مهام الهيئة للقيام بواجباتها؟
– قرار إنشاء الوحدة والهيئة يجيز أن يكون لديها حساب للدعم ولكن اعتمادنا ما جاء من المفوضية ونحن في أمانة العاصمة عمدنا إلى تكون لدينا حساب للتبرعات باعتباره الركيزة الأساسية للعمل التنفيذي لأي عمل إنساني فعملنا من منطلق عمل جهادي ليس مغنما وإنما مغرماً .
قضية ضحايا الحروب الجرحى .. هل يدخلون من ضمن اهتمامات الهيئة؟
– في الحقيقة لدينا جرحى نازحين وأسر شهداء بالإضافة إلى مهامنا، ولهذا فنحن نراعي بدرجة أساسية الآثار النفسية والمجتمعية والعائلية لدى الجريح وأسرة الشهيد ، فهؤلاء هم أولى الناس بالاهتمام والرعاية انطلاقا من الواجب الوطني والديني المقدس وهنا أدعو الحكومة لتكثيف الدعم للاهتمام بهذه الشريحة في مختلف الجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية .
لكن في الآونة الأخير ظهرت العديد من المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالجرحى والشهداء وذويهم ..
مقاطعا.. نحن لا نريد الكم بل الكيف.. نريد مؤسسة نوعية في التأهيل والدعم ..
وهل لكم اهتمام بالجانب التأهيلي؟
– نعم .. هذا أيضاً من اختصاصنا وهنا لا بد من التنسيق مع المؤسسات والجهات المعنية في هذا الجانب وفق برامج محددة وآلية منسقة، ولكن مشكلتنا وللأسف الشديد أنه لا يوجد تنسيق بين الجهات المعنية بالحالات الإنسانية في البلاد ، ولهذا لا بد من التنظيم في الدعم ونوع من الشفافية في العمل الإنساني ورؤية واضحة وفق برامج وخطط محددة فالكثير من المؤسسات لديها دعم داخلي وخارجي ولكن لا يوجد لديها آلية في خدمة العمل الإنساني في البلاد.
آخر الإحصائيات لديكم عن الوضع الإنساني؟
– الهيئة تعد العديد من البيانات عن الحالات الإنسانية بشكل عام غير أننا قد استكملنا بيانات النازحين خاصة المتواجدين في أمانة العاصمة كوني المعني بهم بدرجة أساسية حيث بلغ عدد النازحين في العاصمة 54 ألف نازح من 13 محافظة موزعين على 10 مديريات، أكثرهم من صعدة حيث يبلغ عددهم 19 ألف نازح من صعدة و17 ألف نازح من محافظة تعز، و10% من سكان العاصمة نازحين.
وهل قدمتم لهم أماكن إيواءوخدمات صحية وتعليمية ..الخ؟
– قدمنا لهم 75% من هذه الاحتياجات وأمام هذه الأرقام للأسف لم يتحرك برنامج الغذاء العالمي إلى هذه اللحظة ثلاث سنوات مرت ونحن بين كيس قمح ودبة زيت وضع مؤسف وعار على هذه الأنظمة الدولية التي طال صمتها وركود مواقفها. فتخيلوا معي قدموا لنا فقط 83 ألف سلة غذائية تتكون من كيس قمح ودبة زيت، فنحتار كيف نوزعها وعلى من؟ حيث إن لدينا فقط في الأمانة :
54 ألف نازح و35 ألف أسرة فقيرة و65 ألف موظف بلا مرتبات و6000 مهمش.. فماذا تفعل لنا 83 ألف سلة غذائية؟!!
من زاوية أخرى.. كيف تقيم دور وسائل الإعلام الوطني حيال وضع البلاد الإنساني؟
– لم يستطع الإعلام بلورة هذه القضايا الإنسانية في وسائله الإعلامية لأسباب شتى وإمكانيات محدودة وظروف مادية قاسية ولهذا فدور الإعلام مقتصر على الداخل بشكل رئيسي ، فالعدوان هو عبارة عن طوفان دمر الأخضر واليابس وتسبب ولا تزال في كارثة إنسانية ومن ضحاياه بل أبرزهم وسائلنا الإعلامية وذلك لطمس الحقيقة وشرعنة عدوانهم من دون أي صوت مناهض له.
هل لديكم استراتيجية مستقبلية للهيئة في العمل الإنساني؟
– بدأنا مع أمين العاصمة الأستاذ/ حمود عباد ونائبه الأستاذ/ أمين جمعان من أجل وضع خارطة إنسانية للعمل الإنساني في الأمانة ولأول مرة يتم التوثيق الإلكتروني للحالات الإنسانية في كل منطقة وما يلزمها من دعم واحتياج وقد بدأنا بجمع البيانات كقاعدة بيانات كاملة لخارطة إلكترونية تُسهل علينا العديد من المهام في الدعم والإيفاء باحتياجات الحالات الإنسانية بسرعة عاجلة.
في ختام هذا اللقاء.. لمن توجهون رسائل عاجلة؟
– رسالتنا الأولى للحكومة نذكرها أننا إلى هذه اللحظة لم نتلق دعما منتظما ومنظما منكم وإنما دعم عشوائي لا يتجاوز القرطاسية أو ديزل أو ما شابه من هذا القبيل فلا بد أن يكون هناك توجه جاد لدعم منظم ومنسق للهيئة . شاكرين جهود أمين العاصمة ونائبه جمعان كان لهما الدور الكبير في تقديم كافة أنواع الدعم لأعمالنا، كما هو الشكر لمكون أنصار الله في الجانب الاجتماعي وما عملوه من مبادرات خيرية من أفران ومخابز ومطابخ خيرية خففت علينا الكثير والكثير.
ولدينا رسالة لدول العدوان مفادها كيدوا كيدكم وامكروا مكركم فما مكركم إلا بدد وما جمعكم إلا عدد وبالمقابل للأمم المتحدة تقول لا تنسوا أننا أول دولة عربية وقعت ميثاق الأمم المتحدة ممثلة بسيف الإسلام عبدالله الإمام يحيى حميد الدين ولتعلموا أن التاريخ لم يرحم كل من أساء إلى الشعب اليمني.
ورسالة للمنظمات العاملة في الميدان تقول فيها: حاولوا أن تجعلوا العمل الإنساني بنسبة 80% على الأقل بعيدا عن أي أغراض أخرى.
ورسالة لإخواننا المغتربين هي: إذا لم تدعموا البلاد في هذه المرحلة فمتى ستدعمونها ونحن نتكبد مختلف صنوف المعاناة وبصمودنا يحترمكم العالم لتضحياتكم ومواجهة شعبكم لطغاة العالم. ونبشر الجميع أن البلاد قادمة للخير بإذن الله.