خابت آمال العدوان البائسة وتساقطت أوهامه التعيسة أمام صلابة وصمود الشعب اليمني وإصراره على تحقيق انتصاره الحاسم وهزيمة العدوان الغاشم شر هزيمة.
وهاهو صمود الشعب اليمني العظيم يترسخ وهاهي إنجازاته الجبارة تتواصل وهاهو العام الثالث يتوارى ويطل العام الرابع ليقول للعالم إن هذا الشعب الأبي الصامد لن يهزم ولن يعرف الانكسار أو الخضوع لأي قوة مهما كانت ولأي عدو مهما كانت قوته وحشوده..
إنها إرادة شعب صامد في كل الجبهات .. يواصل كتابة نشيد نصره وملحمته الأسطورية وصلابته وتحديه وعنفوانه الذي أذهل العالم أجمع.
إلى جانب البندقية كانت الكلمة الحرة في خنادق البطولة والمجد والشرف تسجل حضورها ودورها ومهمتها الجسورة والشريفة والصادقة والهادفة وذلك من اجل الوطن والشعب وتقف بحسم وعزم صادق في وجه العدو السعودي الأمريكي البربري .
وكان للكلمة الشاعرة دورها البارز وحضورها وصولاتها القوية .
حيث نجد أن شعراء الوطن تسابقوا منذ اليوم الأول للعدوان إلى إشهار القصيدة كسلاح قوي في وجه العدوان الغاشم والتصدي له ولجميع مزاعمه وأراجيفه الباطلة وتحفيز الهمم والعزائم والتغني ببطولات وصمود الشعب وإبطاله وتصوير ملاحم البطولة من خلال الكلمة الشاعرة المعبرة والهادفة.
ومن خلال إبداعاتهم وقصائدهم سجل الكثير من الشعراء بطولات وصمود شعبهم في وجه العدوان الغاشم .. وأحالوا قصائدهم إلى قذائف تعصف بالطغاة والأعداء وأعوانهم .. كما جعلوا من قصائدهم مدونات تسجل ملاحم وأمجاد ومآثر الشعب اليمني ومواجهته للعدوان كما تسجل وقائع المعارك والانتصارات التي يحققها أبطال الشعب .. وكذا إبراز جميع الجرائم الوحشية التي يقوم بها العدوان ضد أبناء شعبنا الأبرياء في المدن والقرى والمدارس والمصانع وما ألحقه من أضرار بالغة وفظيعة وخراب وتدمير في جميع البنى الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية المختلفة.
وكما أن ماكتب من قصائد ونصوص شعرية تعد إضافة نوعية ومتميزة في ديوان الشعر العربي والإنساني المقاوم والمتصدي لكل أشكال العدوان البربري ضد الشعوب الحرة .
وذلك لما تمثله تلك القصائد من قيمة إنسانية عظيمة ولما تمثله من صورة بليغة تعكس أسطورة وملحمة شعب عظيم تصدى للعدوان السعودي الأمريكي الغاشم وذلك ببطولة وصمود وبسالة لانظير لها في سبيل الدفاع عن أرضه وسيادته وقراره الوطني .
ومن حديقة تلك القصائد العابقة بحب ومجد الوطن نقتطف مقاطع وأبياتا منها للعديد من الشعراء والمبدعين الذين كتبوها في مواجهة العدوان خلال السنوات الماضية .. وهي تعبر عن أصالة الانتماء لهذا الوطن والواجب المقدس في الدفاع عنه من خلال البندقية والكلمة والموقف والتصدي لذلك العدوان الغاشم .
شــعـريْ سِـلاَحـي
عن تكريس شعره للدفاع عن الوطن بكل حب وعشق يجاهر ويعلن عن ذلك الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي وتحويل قصائده على سلاح في وجه العدوان.. حيث يقول في قصيدته (( لِمَنْ يَتساءَلُوْنْ)):
دفـاعـاً عـن الـوطن الـمستباحِ …
يـشـرفـني أنَّ شــعـريْ سِـلاَحـي
سـمـعت الـطـغاة الـبـغاة تَـنَادوا …
لـتركيعهِ مـن جـميع الـنواحِيْ
وأبـصـرتُ كــل بـيـوت الـثكالَىْ …
تـضـمِّد بـالـيتم حـمر الـجراحِ
إذنْ ،، يـاقـصـائدي اسـتـنـفري …
قـوَاك ،،وأهـلاً بـداعي الـفَلاَحِ
وقــولـي ،، هــنـا ذِمَّـــةٌ حُـــرَّةٌ …
وَوَاجــب دِيــنٍ عـريض الـجناحِ
هــنــا ثــــورة ،، وهُــنــا أمَّــــة …
لـها شـأنها فـي الـدروب الفساحِ
أَبَــــتْ أن يُـرَوِّضـهـا الـخـانِـعُون …
وأن تـنـحني لـلـعميل الأبـاحي
٭٭٭٭٭ ٭٭٭٭٭٭٭٭
هُـــنــا يَــمــنٌ فــــي شـرايـيـنـه …
دمُ الـعِـز مــن كُـريـاتِ الـكـفاحِ
وتــــااللهِ مَــــا شــاءهـا راغــبـاً …
ولا هــو مــن يَـعـتَنيْ بـالـمِزاحِ
ولـــكـــنَّـــه مـــعَـــهــا مُــــكــــرَهٌ …
بـعـاصـفة الـعـائـلات الـسِّـفـاحِ
بـمـسـتـهـتـريـن بِــــــلاَ مِـــلَّـــةٍ …
تـلـيـق ســـوى مِـلـةِ الأنـبـطاح
وهَــــــا هـــــم بـــــأول أيَّــامِــهـا …
كــمـن يـتـسـلقُ بُـــرجَ الــريَّـاح
وكُــــــلُّ مَــقــابـضـهِ لا تــــــرىٰ …
سِوَاها ،، وغير غبار الضواحيْ
٭٭٭٭٭٭٭ ٭٭٭٭٭٭٭٭٭
أقـــــول لـــهــم إنَّـــهــا مـــــأزَق …
كَــرِيـهُ الــغُـدُوِّ كـئـيب الــرَّواح
دَفـعـتُـم بِــأُخـوة “ نُــورا” لـهـا …
وهُـم أهلها في الليالي الملاح!!
وَامَّـــا هُــنـا ،،، فـهُـنـا خــنـدقٌ …
مـن الـجمر والـفَتَكَاتِ الـصِّحَاحِ
هُـنـا نـعـش كُــلُّ الـغزاةِ الـدُّمُىٰ …
ومــقــبـرة الـــغــزوات الــبَــواحِ
هُــنــا مُـسْـتـمـيتون أرواحُــهُــمْ …
بِـراحَاتِهِم فـي الـمجال الـبراحِ
مَــجـال الـشـهـادة فــي مـجـدِهَا …
وأهـلاً بـها مـثل ضَـوءِ الـصَّباحِ
ويَـــاألــف مَـــرْحــى لِـعُـشـاقِـهَا …
ولـلـمـسـتحيل بــهــا والــمُـتـاحِ
هذيان مجنونة
وفي قصيدته “جارة السوء” يرصد الشاعر الكبير عباس الديلمي ذلك الحقد والشر والعداء الذي تكنه السعودية لشعب وارض اليمن والذي كشفته من خلال عدوانها البغيض.. حيث يقول :
جاءت بمدفون الصدور ِ
وعيونِ شرٍ مُستطيرِ
تبدي عدواتها كسوءتها
وتنفُخُ في النفيرِ
مجنونةٌ تهذي وتنذر
بالنكال وبالثبورِ
مخمورة بالمال تُوغلُ
في الحرام وفي الفجورِ
***
هي جارةُ السوء التي
تشقى بحبلٍ من سعير
مسعورةٌ إن لم تعض
تبولُ في المال الطُهورِ
مسمومةٌ الأنفاس
يهرب من تنفسها أثيريِ
أكَّالةٌ أبناءها
نهاشةٌ من في القبورِ
في سمعها وقرّ وبيـ
ـن جفونها ليلُ الضريرِ
بتهور الخنزير تأكلُ
ثم تبصقُ في القدورِ
وتروم أن تأتي إليـ
ـها بالولاء , وبالنذورِ
ونغُضُ طرفاً حين تعـ
ـبثُ بالعقيق وبالبخورِ
قد ساءها منا الإبا
ءُ وعزةُ الحُر الغيورِ
وشموخنا فرق الشوا
مخ الشواطئ والثغورِ
فإذا بها انتفخت لتحـ
ـكي صولة الأسد الهصورِ
لعقاب من جهل انـ
ـتقام ومكر مُرضعةِ الشرورِ
جاءت بآلاتِ الدما
ر وعدّةِ الجيش الأجيرِ
لتدك مدرسة , ومز
رعة , وبيتاً من حصيرِ
جيش عظيم
ويقف الشاعر معاذ الجنيد إمام بطولات الجيش اليمني واللجان الشعبية ليتغنى ويفخر بذلك الجيش البطل الذي صنع وسجل أروع وأعظم ملاحم البطولة.. حيث يقول في قصيدته” أفواج المدد “ :
جيشٌ .. على كل الجيوش يُعظَّمُ
دِوَلٌ .. أمامَ شموخهِ تتقزَّمُ
عُرِضت كتائبُهُ على الباغي كما
عُرِضت على أهل الضَلال جهنَّمُ
سيفٌ .. على كل الطغاةِ مُسَلَّطٌ
مَدَدٌ .. لكل المؤمنين مُسَوَّمُ
ليثٌ .. إذا اشتدَّ القتالُ غظنفرٌ
عَرِمٌ .. إذا احتدَمَ النزالُ عرمرمُ
جيشٌ .. تكالبت العواصِمُ ضدَّهُ
ثُمَّ ارتمت من بأسهِ تتألَّمُ
يُجري مناورةً .. فتُعقَدُ بعدها
قِمَمٌ على نار التخبُط تُضرمُ
أنظارُ ( إسرائيل ) شاخصةٌ له
هلَعَاً .. و( أمريكا ) تصيحُ وتلطمُ
هذا الذي ظنَّتهُ مُزِّقَ وانتهى
يمتدُّ ألويةً تصدُّ وتهجمُ !!
عظُمَت فيالِقهُ وبُورِكَ بأسُهُ
وتحطموا من حاربوه .. تحطموا
براكين الغضب
وكما يقف الشاعر معاذ الجنيد أمام تلك الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش وامام ذلك الرعب الذي حملته الصواريخ اليمنية الى عقر دار العدو السعودي الذي انهالت عليه حممها وبراكينها الهادرة .. قائلا:
ترنّمَ الكونُ من قصف الرياض فمَا
أحلى ( البراكين ) لما تحضرُ القِمَمَا
لمَّا أتى من بُطونِ العُهر قادتُهُم
جاء اليمانيُّ من منظومة العُظَما
ما بين تقديمِ أو تأجيلِ جلستهم
تاهوا ، ولكنَّ بالستيّنا حسَما
اليوم أبدى اليمانيون موقفهم
فكادت الأرضُ منهم أن تصير سما
إنَّ الملوك الذين استكبروا وعلَوا
إن جاء فرعونهم صاروا لهُ خدَما
أتى ليسألَ عن شعبي وقوّتهِ
كيف استطاعَ انتصاراً بعدما ظُلِما
يا صرخة الموت رُدِّي عن تساؤلهِ
ولتُشعِلي الأرضَ باستقبالهِ حِمَمَا
صلاة العز
وبكل حب يتباهى الشاعر عبد الحميد الرجوي بمجد وعز الوطن وتاريخه المجيد, ذلك التاريخ الزاخر بالحضارة والشموخ.. ففي قصيدته” يمانيون” يهطل ذلك الحب كمطر ويعبق كعطر.. يقول فيها :
أَقِـــمْ مـا شِـئـتَ ياوطني بــزَهــــوٍ
صـــلاةَ الـعِـــــزِّ فالـتـاريــــخُ يَـمَّـمْ
تُـسَـبِّـحُ باسمكَ الـعـلـيـاءُ حَـمــداً
كأنكَ نَـفــحـَـةُ الـبـيـتِ المُـحَـــرَّمْ
ومـِنْ بَـأسِ الرجـــالِ لـديـكَ مُــدَّتْ
يَـدُ الفُرسانِ تَـستَـجـديـكَ ضَيـغـَمْ
لـقـد بـَسـمَـلْـتَ في روحي شَـهـيـداً
فَـذَودَاً عـن ثَــــــراكَ أنـا الـمُـتَـيِّــمْ
فـَعِـشْ حُـــرّاً فـلا ذَنَـــــــبٌ سَـيَـعـلـو
عـلـى رأسٍ بـديــــنــــارٍ و درهَــــــــمْ
يـــَمَــــــانـــيـّــــون ياوطني خُـلِـقـنـا
كأنـّا في عـــيـــونِ الـعِـــــزِّ مَــرهَــمْ
يـَـمَـــانــــيّــــون نَـمـتَـشِــقُ الـمـنـايـا
إذا قـالَ الحِـمَـى : يَـــــزَنٌ تَـــقَـــدَّمْ
وإنـّا قـد رَضَـعـنـا الـمَــجــــدَ حـتـى
أتـانـا الـمـَـجــــدُ جَــذلانـاً مُــكــَـرَّمْ
يَــمَــــانــيّــون سَـــلْ مـا شِـئـتَ عَـنّـا
فـإنّ الـدَّهـــــــرَ مِـن دَمِــنــا تَـيَـمَّــمْ
أرى تـلـكَ الـجِــنــانَ لـنـا و حَـــقـَّــاً
لآلِ سـعــــودَ قـد خُـلِـقَـتْ جَـهَـنَّـمْ
تلك كانت مقتطفات من قصائد ونصوص الشعراء وهي كثيرة .. وفيها يتألق مجد وعزة وعظمة الوطن وتتجلى بطولات وصمود وبسالة الشعب وإبطاله في مواجهة عنجهية العدوان السعودي الأمريكي الغاشم .كما تبرز روعة ذلك الإحساس الوطني والالتحام بقضاياه المصيرية والوقوف في خنادق الدفاع عنه والتصدي لكل العدوان بمختلف إشكاله.. أنها قصائد حب للوطن وقصائد عشق تنبض بحب اليمن والتغني بأمجاده وبطولاته وكشف كل مآسي وجرائم العدوان وما سببه من دمار وخراب في هذه الأرض الطاهرة .. كما أنها قصائد تبشر وتتغنى وتنشد لنصر الوطن العظيم وهزيمة العدوان البغيض.
تصوير/حامد فؤاد