-
أبناء محافظة عدن يتحدثون لـ”الٹورة”:
ثورات اليوم لا تنتقص من ثورات الأمس.. فالهدف واحد والمصير مشترك - ثورة امتزجت فيها دماء اليمنيين لتسطر التاريخ بأحرف من نور
- مهما تعددت الجبهات وتنوعت الأفعال والاتجاهات سيستعيد الشعب اليمني ما سلب منه..والمحتل سيرحل دون رجعة
- يوم الـ 21 من سبتمبر وصف بثورة مليشيات ولو كانت كل الثورات تدافع عن وطن وشعب كلنا سنصبح مليشيات
عدن/الثورة
تتواصل هذه الأيام في عموم محافظات الجمهورية اليمنية احتفالات جماهير شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، فبالأمس احتفلنا بمرور ثلاثة أعوام على ثورة 21 سبتمبر2014م ، و 55 عاماً على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962م، واليوم نحتفل بذكرى العيد الوطني الـ54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء، وخاض خلالها مناضلو الثورة والجماهير اليمنية أروع ملاحم البطولة والشرف ضد الاحتلال وتوجت نضالاتهم بتحقيق النصر وجلاء المستعمر في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
وبهذه المناسبة الغالية على قلوب الشعب اليمني، “الثورة” نزلت إلى الشارع العدني والتقت عدداً من أبنائه، وهاكم المحصلة:
في البداية تحدث إلينا المواطن، طه، من أبناء مديرية التواهي، قائلاً: إن الحديث عن ثورة14أكتوبر1936م فيعيدها الـ 54 بإرهاصاتها وتبعاتها ومنجزاتها لايمكن اختزاله في هذه المساحة، لأنه تاريخ عظيم مليء بالملاحم والبطولات والمكاسب والمنجزات التي سطرها كوكبة من الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء، قضى البعض منهم نحبهم خالدين بعد عطاء وتضحية من أجل وطنهم وأمتهم.
انتصار شعب
ويضيف:إن الشعوب الحرة لا تقبل الظلم ولا تستكين لغازٍ أو محتل أجنبي فكانت ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م ضد المحتل الإنجليزي الغاصب انتصاراً لإرادة الشعب الحرة، ولكن للأسف الشديد لا يحق لنا اليوم أن نحتفل بهذه الثورة إلا بعد أن نعيد لها اعتبارها.
تخريب عدن
واختتم بالقول: أما اليوم وتحديداً منذ أن هاجم العدوان السعودي بلادنا وقامت القوات الإماراتية باحتلال عدن.. قام المندوب السامي الاماراتي بوضع خطة تآمرية الهدف منها إثارة الفتن والنعرات المناطقية بين المواطنين وتخريب عدن وتدهور الأمن فيها، إلا ان أملنا بالله، ثم برجال الجيش واللجان الشعبية كبير ليلقنوا العدوان والاحتلال دروساً قاسية، وبإذن الله تعالى النصر قريب، وسيعود المعتدون إلى أوكارهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة.
حدث تاريخي
أما الأخ/ حسن، من أبناء مديرية القلوعة، فقد أكد بأن ثورة أكتوبر حدثاً تاريخياً هاماً، حيث قال: كانت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م أهم حدث تاريخي في اليمن وتعد من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم، فبقدر ما أنجزت الاستقلال الناجز للجنوب اليمني المحتل بالقدر نفسه كان لها تأثيرها في تغيير موازين القوى في العالم كونها مثلت نهاية للحقبة الاستعمارية التي كانت السيطرة فيها للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ومن الإنصاف القول إن ثورة 14 أكتوبر هي امتداد لنضالات سابقة وتضحيات كبيرة بدأت في اليوم الأول الذي نزلت فيه طلائع المستعمرين من سفنهم إلى عدن في 19 يناير 1839م فقد تصدى لها اليمنيون في ذلك اليوم الذي قدموا فيها كوكبة من الشهداء واستمروا في ثورة متواصلة بلغت ذروتها في نهاية الرابع عشر من أكتوبر 1963م وتمكنت من انتزاع الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
منكوسو الرأس
وأضاف: أننا عندما نحتفل بذكرى الأحداث الكبرى في تاريخنا، علينا ان نحتفل بها مرفوعي الرأس كون أي حدث تاريخي يمثل لنا الكثير والكثير، ولكن هذا العام نحتفل بهذه الثورة الأكتوبرية ونحن منكوسو الرأس، والسبب في ذلك هو الاحتلال الإماراتي الذي احتل عدن ودمر كل شيء جميل في هذه المحافظة فلا يحق لنا ان نحتفل بهذه المناسبة إلا بعد رحيل هؤلاء المحتلين على بلادنا، خاصة وان هذا الاحتلال اللا إنساني فاقم من معاناة أبناء المحافظة الذين أصبحوا يبحثون عن الأمن والأمان والاستقرار.
دقت ساعة الثورة
واختتم حديثة بالقول: لقد دقت ساعة الثورة الأكتوبرية الجديدة التي من خلالها سنتمكن من استعادة استقلال بلادنا التي باتت اليوم تعيش في جحيم الاحتلال الإماراتي الذين لا يريدون للجنوب أي خير، وبالتالي فلا غرابة في أن يتجلى بوضوح ذلك الحقد الدفين الذي يجسده بفاعلية كل يوم الحاكم الإماراتي الحاقد في عدن من خلال قيامه بعمليات التدمير والتخريب في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها.
طرد المحتل
بدورها تحدث الأستاذة، سميرة، من أبناء مديرة الشيخ عثمان، قائلة: لم يكد يمضي على ثورة سبتمبر ما يزيد عن العام بقليل إلا وقامت ثورة الـ 14 من أكتوبر، وأعتقد أن هذا التراتب النسبي في زمن الثورتين يقطع بدلالته على وجود التأثير القوي للشمال سابقاً في ثورة الجنوب كما إنه إحدى أهم الدلالات الضاربة في أعماق إنساننا وأرضنا لتذكرنا بهويتنا الواحدة والمصير المشترك.
وتضيف:علينا اليوم مواجهة الاحتلال الجديد وأعني هنا الاحتلال الإماراتي الذي تطاول كثيراً، وأنا على يقين أن وحدة النضال الوطني التي جعلت أبناء اليمن شمالاً وجنوباً فيخندق النضال الواحد من أجل اليمن ووحدة اليمن وعزة وكرامة اليمنيين وفي مختلف مراحل النضال مهما تعددت الجبهات وتنوعت الأفعال والاتجاهات ان يستعيدوا ما سلب منهم ويطردون المحتل من أرضنا من أجل الإنسان وسعادته في وطنه.
محتل خليجي
أما المواطن أرسلان، من مديرية خور مكسر، يقول: كيف نحتفل بثورة استطاعت أن تجبر محتلاً بحجم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل من عدن، ونحن اليوم محتلون من قبل محتل جديد، هذا كلام فاضي.
وأردف: في يوم 14 أكتوبر 1963م انتفض الشعب من أجل نيل حريته وفعلاً استطاع ذلك ففي يوم 30 نوفمبر 1967م تم جلاء آخر جندي بريطاني من عدن، واليوم يا اسفاه مقدرناش ننتفض ضد محتل خليجي، وباعتقادي ان كلمة محتل كلمة كبيرة عليهم، لكن الله يسامح المرتزقة الذين كانوا سبباً رئيسياً في وصول عدن إلى ما وصلت إليه اليوم.
أشباه الرجال
كما كانت لنا وقفة مع الحاج، صالح، من أبناء مديرية كريتر، والذي تحدث دون ان يتوارى خلف شيء، حيث قال: في اعتقادي ان الحديث عن الذكرى الـ 54 لثورة 14 أكتوبر في الوقت الراهن يعد إهانة لها، كيف لا ونحن محتلون من أشباه الرجال – الاحتلال الإماراتي – الذين يدعون بأن احتلالهم لعدن جاء من اجل استعادة حرية أبناء الجنوب.
المحتل العفن
وأضاف: استغرب كثيراً من الإماراتيين الذين يقولون أنهم يحاربون من اجلنا، كيف اصدق ذلك وهم يمنعون اليمنيين من دخول بلادهم من قبل الاحتلال وحتى اللحظة بحجة انه شعب متسول؟! بالله عليك يا ابني أيش من كلام هذا، ولكن ما يحزنني ان هناك الكثير من أبناء عدن، ولا يشرفنا ان يكونوا من أبناء عدن لأنهم مرتزقة وخونة جعلوا من المحتل أسيادا لهم، وقاموا ببيع وطنهم بثمن بخس.. لكن صدقني مهما طال الزمن أو قصر فلا بد ان نستعيد حريتنا وكرامتنا من هذا المحتل العفن الذي سرق ثرواتنا وقتل أولادنا والعالم كله جالس يتفرج عليه.
بأم عيني
واختتم الحاج صالح حديثه بالقول: شاهدت بأم عيني في التلفزيون إخواننا في الشمال وهم يحتفلون بثورة 21 من سبتمبر في عيدها الثالث، وكذا يحتفلون بالعيد 55 لثورة 26 سبتمبر، وبصراحة كنت فرحان جداً جداً وأنا أشوف الاحتفال، بالرغم ان المحتل يقول ان ثورة 21 سبتمبر هي ثورة مليشيات، والله لو كل مليشيات تدافع عن وضها وشعبها كلنا بانرجع مليشيات.. بس العدوان والاحتلال والمرتزقة لما يشوفوا أحد يوقف ضدهم على طول يقول عليهم مليشيات، والله يا ولدي ما مليشيات إلا الاحتلال ومرتزقته وعناصرهم من القاعدة وداعش.. خلاص يا إبني خلصت كلامي.
الهدف والمصير
وعن واحدية الثورة اليمنية (26 سبتمبر/ 14أكتوبر) يقول الدكتور عبدالقادر، من أبناء خور مكسر: لقد تجسدت وحدة النضال الوطني من خلال الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر،لأن الحركة الوطنية نشأت بفكريمنيلايعرف التفرقة بين الوطن وأبنائه، فواحدية الوطن وواحدية العقيدة ووحدة الهدف والمصير لأبناء اليمن كون الفكرة فيالاعتقاد والإيمان الحقيقيبواقعية الانتماء إلى الوطن والشعب وموروثاته ومعاناته وتطلعاته إلى حياة أفضل.
شر هزيمة
ويضيف: أننا ننظر إلى ثورة أكتوبر المجيدة في أنها كانت ثورة التحدي الشعبي لأعتى نظام عرفه التاريخ، واهتزت لهذه الثورة كل أركان ومفاصل حكومة التاج والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وهزمت شر هزيمة تحت الضربات الموجعة التي كانت توجه إلى قواتها في المحمية عدن والمحميات الأخرى من قبل ثوار الجبهة القومية والجهات والتنظيمات الأخرى التي كانت قد ولدت في تلك الحقبة من الزمن.
ثبات وتنسيق
واستطرد: يؤرقني أن تأتي الذكرى الرابعة والخمسون لثورة أكتوبروشعبنا اليمني يرزح تحت وطأة حرب بربرية واحتلال إماراتي، والأخير يمضي بثبات وتنسيق كامل حيث استطاعوا أن يحتلوا المحافظة وان يسيطروا على مواقع رئيسية واحداً تلو الآخر، وأهمها، ميناء عدن، الذي يرى فيه الاحتلال الإماراتي المنافس الأول لمينائهم جبل علي.
ثابتة لا تتزعزع
واختتم بالقول: مهما تعددت الجبهات وتنوعت الأفعال والاتجاهات فالغالب أبداً هو صدق الانتماء إلى الوطن وعقيدته وحب الخير والتقدم والرقي لشعبه من أجل الإنسان وسعادته فيوطنه ولن تكون أبداً إلا كذلك وبعد أن انتصرت الثورة اليمنية، فإن وحدة اليمن قد أصبحت عميقة الجذور في قلوب اليمنيين وفيأعماق الأرض اليمنية ثابتة لا تتزعزع.
أهداف وطنية
أما الأخ/ هادي، من أبناء مديرية دار سعد، فقد أكــد أن ثورة الـ 14 من أكتوبر ثورة شعب قرر من خلالها استعادة حريته المسلوبة، حيث قال: في يوم 14 أكتوبر 1963م، قبل أربعة وخمسين عاماً انطلقت من فوق جبال ردفان الشماء في جنوب وطننا الحبيب، أول رصاصة ضد المستعمر البريطاني، مبتدئة ثورة منظمة شاملة ذات أهداف وطنية واضحة تلخصت في تحقيق كامل أهداف شعبنا اليمني العليا في الاستقلال والحرية والوحدة.
وعلى مدى أربع سنوات بلياليها وأيامها، سطر اليمنيون أعظم ملحمة وطنية شارك في صنعها فدائيون من الجبهتين “القومية” و”التحرير” وكان امتشاقهم للسلاح في جبهات القتال في الريف وفي مدينة عدن، واضحاً في أبعاده الوحدوية وضوح الوعي الوطني الأصيل لكافة أبناء الشعب اليمني، حتى خروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في 30 نوفمبر 1967م.
ممارسات عدوانية
وأضاف: واليوم يحزنني كثيراً ما يجري على أرض الواقع المعاش، فجنوب الوطن بات محتلاً من قبل الاحتلال الإماراتي، وشمال الوطن وجنوبه أيضا يواجهون عدوان بربري غاشم يستهدف البشر والشجر والحجر، الأمر الذي جعل الشعب اليمني صغيراً وكبيراً في شمال وجنوب الوطن يقاسون الأمرين نتيجة الممارسات العدوانية والاحتلالية التي نرزح اليوم تحت وطأتها، وما يزيد الطين بلة أن أبناء الجنوب وتحديداً أبناء عدن يقفون موقف العاجز الأمر الذي جعل من الاحتلال الإماراتي يحقق مآربه الشيطانية في تدمير عدن ولا بأس من النيل من أبنائها في الطريق المهم أن يحقق أهدافه حتى وان لحقت بالناس الكوارث.
عبيد الاحتلال
واختتم: اليوم إذا تحدث عن عدن فإنك تتحدث عن مدينة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، مدينة يسيطر عليها شلة من الخونة والمرتزقة عبيد الاحتلال الاماراتي الذين عبثوا كثيراً بهذه المدينة ومن يخالفهم أو يعارضهم يكون مصيره السجن أو القتل، خاصة وان هناك متطرفين – داعش والقاعدة – وها هم اليوم يفرضون أفكارهم العدوانية والشيطانية على الناس بالقوة ومن يخالفهم أو يعارضهم يصبح في نظرهم كافر ويحل دمه.
ثورات مباركة
واستدرك فهد قائلاً: لا يفوتني هنا ومن خلال صحيفتكم الغراء أن أهنئ نفسي وأهنئ أبناء الشعب اليمني في شمال وجنوب الوطن بمناسبة الذكرى الـ 3 لثورة 21 من سبتمبر، وكذا بمناسبة العيد الـ 55 لثورة 26 سبتمبر 1962م، وبإذن الله تعالى سنحتفل بثورة 14 أكتوبر عندما نستعيد لها اعتبارها، فالثورات اليمنية ثورات مباركة.