الجيش واللجان ينكلون بجنود ومرتزقة العدو في حده الجنوبي

 

اشتعال معارك جبهات ما وراء الحدود والعدوان يخفق في تغيير خارطة المواجهات

 

“الثورة ” يحيى الشامي
تلتهب خطوط النار ومحاور القتال على الحدود وما ورائها دون أي تغيير يذكر لمصلحة السعودية، في خارطة المواجهات على الأرض ، ما يكرّس حقيقة الفشل السعودي وعجزها التام في انتزاع زمام المبادرة من يد المقاتل اليمني ، أو على الأقل وقف نزيف خسارتها على الصعيد المادي والرصيد المعنوي لجنودها ومرتزقتها، والحد من أرقام الخسائر المتزايدة في صفوف جيشها وحرس حدودها.
وما يُعزّز هذه الحقيقة ويؤكدها كواقع يقفز على سياسة التكتم السعودي ويتجاوزه هو أن جبهات المواجهة على الحد الشمالي من صحراء نجران وجبالها الممتدة الى عسير وربوع مدنها وهضابها المتصلة الى جيزان ووديانها وقُراها وصولاً إلى الساحل الغربي في ميدي وتهامة وحرض ، تستحوذ على القدر الأكبر من أرقام الخسائر البشرية كحصيلة للمواجهات بين قوات الجيش اليمني واللجان من جهة وحشود مرتزقة السعودية وجيوشها المستأجرة من جهة أخرى.
مؤخراً ألقت السعودية بكامل ثقلها العسكري مستعينة ً بأعداد من أفراد الجيش الاماراتي والسوداني وآلاف المرتزقة اليمنيين بهدف استعادة قرية واحدة من قرى جيزان تُدعى الحثيرة ، استمرت الزحوفات منذ أكثر من شهر وتجاوز عدد الغارات التي شنّها الطيران السعودي والأمريكي على مدينتي حرض وميدي ، وهنا بعض تفاصيل معارك الأسبوع الأخير.
تركزت محاولات جيش العدو السعودي ومعه تشكيلات قتالية رسمية (سودانيين واماراتيين ، و المرتزقة اليمنيين) ، على إنهاء سيطرة المقاتلين اليمنيين على قرية الحثيرة جنوب جيزان، وما جاورها من مواقع وتباب عسكرية محيطة ، وبلغ عدد الزحوفات خلال الأسبوع الأخير تسعة زحوفات، وتؤكد الشهادات الميدانية ، أن تحشيداً عسكريًا استثنائياً استقدمته السعودية الى منطقة الموسم وباستثناء بعض التكتيكات العسكرية الطارئة لم يتغيّر شيئاً في طبيعة الهجمات واستراتيجية المواجهة التي عُرف بها تحالف العدوان،
الهجوم الأخير استهدف جبهة الطوال وموقع الرمضة داخل أراضي جيزان وتمكن المقاتلون اليمنيون من التصدي لزحف شنته تشكيلات قتالية متنوّعة غالبيتهم من المرتزقة اليمنيين بمشاركة جنود سودانيين بقيادة ضباط وقادة في جيش العدو السعودي ، وفي معلومات أدلى بها مصدر ميداني لـ”الثورة” فقد شنت قوات العدو هجومها من عدّة محاور بالتزامن وبالتنسيق مع سلاح الطيران والمدفعية والصاروخية السعودية، وفق خطة عسكرية واسعة شملت مساحتها محورين الأول باتجاه المنفذ الجمركي “الطوال” والمحور الثاني صوب منطقة تبّة الرمضة والمواقع المحيطة بها الواقعة خلف الخط الحدودي الفاصل بين البلدين “جنوبي جيزان”.
وذكر المصدر أنّ قوات العدو تكبّدت خسائر كبيرة في صفوف القوات المهاجمة مؤكداً مقتل العشرات منهم عند أول خط دفاعي وصلت اليه قوات المرتزقة والجيش السعودي ، مؤكداً اغتنام عتاد عسكري متنوّع خلفه المرتزقة يحتوي على قطع أسلحة صغيرة ومتوسطة وذخائر وجميعها من مخازن قوات الجيش السعودي وحرس حدوده ، وأكد المصدر أن قوات المدفعية قصفت مواقع وأماكن تجمعات قوات العدو قبل وأثناء الهجوم ، بالإضافة الى استهداف الخطوط الخلفية للقوات المهاجمة ومخازن أسلحة، ونوّه المصدر الى مساندة الطيران قوات المرتزقة بسلسلة غارات بلغ عددُّها العشرين غارة خلال ساعات الهجوم علاوة على تحليق مستمر لطيران التجسس بأكثر من طائرة متفاوتة الأحجام والمهام، ووفق المصدر فقد بادرت القوات اليمنية عقب صدها الزحف إلى شن هجمة ارتدادية واسعة باتجاه مواقع ومخيمات وتجمعات العدو انتهت بتعزيز خطوط الدفاع وتحصينها.
وفي هجمات الآونة الأخيرة عمدت القيادة العسكرية السعودية إلى الدفع بمئات المرتزقة بدلاً من الدبابات والآليات المدرعة ، والاكتفاء بإسنادهم بعدد كبير من الغارات الجويّة عبر سلاح الجو بأنواعه الثلاثة ، علاوة على مئات الصواريخ الأرضية والقذائفا لمدفعية.
في مقابل ذلك لم تتوقف القوة الصاروخية والمدفعية اليمنية عن استهداف مواقع المرتزقة وتجمّعاتهم، وهو استهداف تواصل وفق المصدر بالتزامن مع انطلاق الزحوفات وأثناء احتدام المواجهات ، ولفت المصدر الى فشل الطيران في تمكين المرتزقة الزاحفين من تحاوز نيران الدفاعات اليمنية في كافة المحاور التي حاول اختراقها علاوة على فشله في منع إطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية.
وتحاول السعودية عبر عشرات المحاولات العسكرية إخراج المقاتلين اليمنيين من مواقع ومناطق سعودية تسيطر عليها القوات اليمنية منذ فترة تتراوح بين عام إلى عامين، وطالما شكلت خطوط النار في هذه المناطق مصدر قلق للسعودية خصوصاً مع تفاقم خسائرها وتزايد أعداد قتلاها برغم احتمائهم بآلاف المرتزقة من الداخل والخارج.
وفي عسير قتلت وحدة القناصة اليمنية ثلاثة جنود سعوديين في عملية قنص متتابعة نفذتها القناصة على فترات متقطعة خلال ساعتين من نهار الثلاثاء ، فيما ارتفع عدد القتلى من المرتزقة اليمنيين قنصاً أربعة جرى قتلهم قبالة منفذ علب ، وكانت مدينة الربوعة في الأطراف الجنوبية منها قد شهدت مواجهات وصفها مصدر عسكري بالشرسة بعد أن حاولت قوات من جيش العدو السعودي استعادة مواقع يسيطر عليها المقاتلون اليمنيون وهي مواجهات احتدمت على وقع مشاركة قوية لطيران العدوان بأنواعه ووفق تأكيدات المصدر فقد انكسر الزحف بعد أن تكبّدت القوات الزاحفة ومن بينهما مرتزقة يمنيون عشرات القتلى وخسائر في العتاد والآليات.
وفي نجران دمر المقاتلون اليمنيون خلال اليومين الأخيرين أربع آليات عسكرية سعودية آخرهما جرافة عسكرية بالقرب من موقع الجبل الطويل بموقع الشرفة أثناء شقها طريق صوب الموقع، والثانية في الطريق المؤدي الى موقع الهجلة وعلى متنها عدد من الجنود السعوديين،
وتمكنت وحدة الهندسة من قتل أربع جنود سعوديين بعد أن فجرت عبوة ناسفة في تجمع يضم عدداً من الجنود السعوديين على موقع الهجلة ، وأكدت وحدة الرصد مصرع أربعة جنود سعوديين على الأقل في العملية.

قد يعجبك ايضا