*انتصرت على العدوان للعام الثالث على التوالي
تحقيق/ اسماء حيدر البزاز
ثلاثة أعوام من مسيرة الصمود والثبات يخوضها أبناؤنا طلبة الشهادة العامة والأساسية بعد كل محاولات العدوان البائسة واليائسة لثنيهم عن مواصلة مشوارهم التعليمي ، بعد ان تعرضت ادوار التعليم للقصف والاستهداف المباشر وراح العديد من زملائهم ضحايا بلا ذنب، سوى انهم من أبناء هذا الوطن المعطاء ، ولهذا نجد الهمة الفولاذية حاضرة وبقوة لدى طلاب اليمن لمواصلة مشوارهم التعليمي رغم كل تلك التحديات في تهيئة واضحة لخوضهم الامتحانات النهائية للشهادة العامة والأساسية.
“الثورة” واكبت هذه الاستعدادات مركزة على الابعاد النفسية للطلاب وجاهزيتهم للامتحانات ودور الجهات المعنية تذليل الصعوبات ومراعاة ظروف الطلاب النازحين.. الى التفاصيل:
التقينا بعدد من الطلبة لتعرف عن مدى تأهبهم لخوض الامتحانات النهائية , فكانت البداية مع الطالب محمد القديمي -ثانوية عامة -مدرسة المستقبل حيث يقول: تقبل علينا الامتحانات ونحن ولله الحمد على اتم استعداداتنا وتأهبنا لخوضها ، فقد كانت إجازة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك بالنسبة لنا محطة للاستذكار والمراجعة والمتابعة، ولهذا فنحن مستعدون لها من جميع الجوانب هذا عوضا عن توفير الجو الهادئ من قبل الأسرة الكريمة وتوفير كل مايلزم من أجل تحقيق علامات متميزة ومعدل يتوج ويكلل سنواتنا العلمية بنجاح وتفوق. .
وقال القديمي: لا توجد قوة في الأرض ممكن ان تعيقنا أو تخيفنا من اكمال تعليمنا ، ونحمد الله انه ومع استهداف المدارس والمنشآت التعليمية منذ ثلاث سنوات إلا انه لم يتغيب طالب عن أداء الامتحانات إلا من لديهم اعذار خاصة. .
لم نقصر معهم
أم الطالبة آمال عبدالخالق – مدرسة سالم الصباح -ثانوية عامة القسم العلمي فقد أعدت جدولا زمنيا لابنتها لمراجعة المواد الدراسية ليخفف من كثافة المواد – على حد قولها – شاكية من عدم كفاءة المدرسين في الشرح وإعطاء المعلومة مما يؤثر على تحصيل ابنائنا العلمي أضف إلى ما يشكله بعض المدرسين والمراقبين داخل لجان الامتحانات من هوشلية وصراخ وإثارة الخوف والقلق لأبسط الأمور الأمر الذي يثير الاضطراب داخل قاعة الاختبار وينسى أبناؤنا المعلومات وكأنك في سوق وليس في امتحان وهذا ما نرجو التنبه له هذه المرحلة وتجنبه .
ومضت أم آمال بالقول: بالنسبة لنا لم نقصر مع أبنائنا رغم صعوبة الأوضاع ، فعملنا بقدرنا وما بوسعنا املا في تجاوزهم هذه المرحلة الصعبة وتفوقهم بمعدل متميز يمكنهم من دخول جامعات علمية تخدم سوق العمل.
مشاغل منزلية
ومن مدرسة أجيال الوحدة تفيدنا الطالبة هند القاضي – الشهادة الأساسية : ينبغي أن تكون الأسرة عونا لأبنائها لتجاوز هذه المرحلة الهامة من تقييم المستوى التعليمي بتوفير الجو المناسب والمؤهل لخوض الاختبارات لا سدها في وجوههم بإثارة المشاكل العائلية والشجار من دون مسببات أو لأعذار واهية..
واستطردت بسرد واقعها بالقول : فأنا على سبيل المثال كلما أزمعت على المذاكرة يتم تكليفي بتنظيف المنزل والاهتمام بشؤون البيت بحجة أنها إجازة للعمل لا لاسترجاع واستذكار الدروس قبيل الامتحان لأن الأسرة كلها أمية ولهذا لا يلقون للتعليم والنجاح بالا ففي نظرهم أن البنت مهما تعلمت فلن يكون مصيرها إلا بيت زوجها والشهادة العلمية ستعلق في نهاية المطاف على الحائط !!
وربما الحال لا يختلف كثيرا عما يعانيه الطالب محمد العشي وعلي العادلي -ثانوية عامة والذين اجبرتهم الظروف الاقتصادية على العمل لتوفير احتياجات أسرهم المعيشية ، لكونهم نازحين من كل من محافظتي تعز وحجة الى العاصمة صنعاء. نزوحا من القصف المكثف هناك وبحثا عن ملاذ آمن، : حيث أوضحوا انه نتيجة للظروف المادية الصعبة صار التعليم بالنسبة لهم من الكماليات ورغم ذلك فإنهم يخصصون الليل وقتا للمراجعة والمذاكرة متفائلين بنجاحهم وتفوقهم !!
مرحلة السباق
من جانبها أوضحت التربوية أماني الحيدري – وكيلة مدرسة السعيدة : ان استعدادات مكثفة لخوض الامتحانات النهائية سواء من قبل الأسرة أو الطلبة وإدارة المدرسة ، وذلك لأهمية هذه المرحلة من حياتهم العلمية ، ورغم الظروف والتحديات الآن ان الإرادة والتصميم لدى أبنائنا الطلاب على تكليل نهاية عامهم الدراسي بالتفوق والنجاح كان هو السباق في مرحلة الاستعداد. .وقد اطلعت على استعدادات أولياء الأمور لتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم الطلاب لخوض الامتحانات النهائية بنجاح ،للوقوف بجانب ابنأنا الطلبة للوصول لأعلى الدرجات والمستويات والأهم منه بأن يخرج جيل قد أثمر وترسخت فيه الوطنية وتفانيه في خدمه بلده مهتما بالعلم وإكمال سنين التعليم … رغم مختلف الظروف والتحديات التي يمر بها الوطن ككل جراء هذا العدوان الغاشم ، إلا ان ثقتنا بالله ثم بالإرادة والعزيمة أصررنا على مواصلة التعليم لأن فيه مستقبل أجيالنا ولهذا نحن على كافة الاستعداد للامتحانات بتفاؤل كبير بتحقيق درجات نجاح متقدمة سواء من ناحية التحضير أو الاشراف والمراقبة وتهيئة الأجواء الملائمة لهم..
التأهيل
مدربة الدعم النفسي والتربوي فايزة الحمزي تحدثت عن أهمية الدعم النفسي والتأهيل النفسي للطلبة استعدادا لخوض الامتحانات خاصة في هذه الأوضاع الأمنية المضطربة التي خلقها العدوان بل انه جعل من دور التعليم هدفا لغاراته..
وأضافت الحمزي: الدعم له أهمية كبيرة جدا في إحداث تغير إيجابي لنفسيات الطلاب والطالبات أعاد الثقة في نفوسهم من جديد .وتقبل الدروس والنصائح من قبل المعلم للطالب.. وأحتوائهم وترك أثار إجابية عوضا الآثار السلبية وتحول السلوك العدواني الى سلوك ودي بين الطلبة. ويجعلهم مؤهلين لتجاوز هذه العملية الامتحانية بسهولة ونجاح ويسر بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بصحتهم، وتأثير ذلك على محصولهم العلمي، ولهذا نصيحتي للطلاب والطالبات مراعاة تناول وجبة الإفطار يوميا لتمدهم بالطاقة التي تمكنهم من استيعاب الأسئلة بشكل جيد.بالإضافة إلى الاهتمام بتناول المأكولات والفواكه المغذية والغنية بالفيتامينات مثل البرتقال والموالح التي تعتبر غذاء صحياً ومفيداً للغاية والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية اليومية التي تحسن من أداء الجسد وتحرق السعرات الحرارية وتجدد نشاطهم للفهم والاستيعاب والحرص على التهوية الجيدة للمنزل والغرف يومياً وعدم إغلاق جميع النوافذ حتى يتجدد الهواء في الغرف وكثرة شرب السوائل والاهتمام بالنظافة الشخصية والهدوء وتجنب القلق أو الاضطراب .
اجتماعات مكثفة
مدير مدرسة عمر بن العاص ناجي المدري أكد ان اللجان الفرعية على مستوى مدارس ومراكز اللامتحانات في أمانة العاصمة شهدت اجتماعات مكثفة واستعدادات مستمرة على مدى الأسابيع الماضية مستهدفة تهيئة الأجواء للامتحانات لتسير على أكمل وجه دون وجود أي عراقيل وبما يعكس صمود المؤسسة التعليمية للعام الثالث على التوالي في وجه العدوان.. مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات شهد حضور إداري إشرافي ممثلا بالأستاذ/ محمد الفضلي مدير مكتب التربية- رئيس اللجنة العليا للامتحانات بأمانة العاصمة حيث سارت حسبما كان مخطط لها في مسار الاستعدادات والتهيئة للامتحانات رغم عدم توفر الإمكانيات المادية وشحتها امام هذا الحدث الهام.. مشددة على وضرورة استيعاب هذا الأمر وقبول التحدي لتذليل الصعوبات والمشكلات في حدود الإمكانيات المتاحة والتي تكاد ان تكون معدومة مما يلزم العمل بروح الفريق الواحد والتضحيات من اجل أبنائنا التلاميذ وان نقف بجانبهم لينتهوا من هذه المرحلة بسلام. وان لا نتخلى عن مهامنا الأخيرة في نهاية العام.. وناقشت اللجنة أهم المهام في امتحانات الشهادة العامة كتحديد رؤساء ونواب المراكز والملاحظين.. وكذلك اقرار القرطاسية والمطبوعات في حدود الإمكانيات والبقاء على ما هو ضروري وإلغاء بعض الكماليات وكذلك عمل احصائيات دقيقة بالمراكز والملاحظين لتلافي الصعوبات وحلها في البداية.. بالإضافة الى متابعة أرقام الجلوس واستيعاب جميع المتقدمين وحل المشكلات التي قد تظهر وتمنعهم من حضور الامتحان .كما تطرق الاجتماع الى مناقشة الوضع الأمني داخل المراكز الامتحانية وعلى ضرورة عمل خطة أمنية واختيار أفراد يتمتعوا بالوعي والكفاءة للعمل في حماية وامن المراكز الامتحانية وتم تحديد لجان مصغرة لمتابعة الأعمال وتحديد مهام لكل لجنة كما تمت مناقشة بعض المشكلات العامة والفردية والتي تم تسجيلها في محضر الاجتماع..
وأضاف: اما من ناحية دور الأسرة فعلى الأب أو الأم أو الأخ أو باقي الأسرة التعاون مع الطالب المتقدم من أبنائهم لامتحانات الشهادة العامة أو الأساسية بتوفير المكان والجو المناسبين لهم، واما دور المدرسة فأغلب المدارس عملت مراجعه للفصل الدراسي الأول والثاني لطلابهم …اما انا كمدير مدرسة عملت لطلاب مدرسة عمرو بن العاص ورشة عمل حول كيفية التفوق والنجاح في ظل الظروف الصعبة …. مؤكدا ان تفاعل الطلاب كان متميزاً للغاية في الورشة التي استمرت يومين تناول الطلاب خلال جلساتها كيفية الإجابة على أسئلة الامتحان مع مراعاة العامل النفسي..
النازحون
مدير مدرسة الرشيد الاستاذ حسين قائد عزان يؤكد على ضرورة توفير الأجواء المهيئة للطلاب هذا العام لخوض الامتحانات ونجاحها بمختلف الجوانب حيث كان للمدرسة دور كبير من خلال التوعية اليومية من إدارة المدرسة والمدرسين.. كذلك من خلال اجتماع موسع لأولياء أمور الطلاب لمدرسة الرشيد بخصوص امتحانات الشهادة العامة وكيفيه توفير المكان والوقت المناسبين لهم.. كذلك تم الاجتماع مع الطلاب النازحين وحثهم على حضور الامتحانات وأن مكتب التربية يراعي ظروف الطلاب النازحين من مختلف المجالات…
الكهرباء
أروى حسن ياسين- وكيلة بالمدرسة الماليزية بصنعاء شددت -من جانبها- على ضرورة اهتمام الحكومة بموضوع الكهرباء ليتمكن الطالب من السهر والمذاكرة خصوصا طلاب المناطق الساحلية حيث أن موجة الحر لا تساعدهم على التركيز..