(سبلة ) العدوان
عبدالفتاح البنوس
اعتدنا في مثل هذا اليوم من كل عام وعقب انقضاء إجازة العيد وبدء الدوام الرسمي في مختلف الوزارات والمصالح والمؤسسات العامة والخاصة أن نتحدث عن (سبلة) العيد ، وهو مصطلح يطلق على الأيام التي تلي إجازة العيد والتي يبدأ الدوام فيها والتي في الغالب ما تشهد تدني نسبة الحضور في أوساط الموظفين وتكون هذه النسبة كبيرة في عيد الأضحى ويتأثر الكثير من الموظفين بأجواء العيد وزيارة الأهل والأقارب ولذلك يمدد البعض منهم الإجازة التي باتت تعرف باسم (سبلة) العيد.
ولكننا في هذا العيد لن نتحدث عن (سبلة) العيد لأسباب عدة منها ، طول فترة الإجازة العيدية ،وتفضيل الكثير من الموظفين زيارة أسرهم والسفر إلى أهلهم في الأرياف والمدن للعيد الكبير وهو عيد الأضحى وخصوصا في ظل أزمة المرتبات والظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها السواد الأعظم من موظفي الدولة مدنيين وعسكريين على حد سواء ، بالإضافة إلى أن وتيرة العمل تراجعت في كثير من الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية وخصوصا تلك التي تعرضت منشآتها للقصف والتدمير وباتت عملية الانضباط الوظيفي شبه مقتصرة على الدواوين العامة للوزارات والمؤسسات والمصالح الإيرادية والمنشآت الحيوية مع انضباطية نسبية في بقية المؤسسات والمصالح والدوائر الأخرى ، وذلك نتيجة تأخر صرف المرتبات وعدم قدرة الكثير من الموظفين على تدبير احتياجاتهم الضرورية، الأمر الذي دفع بالعديد منهم لطرق أبواب القطاع الخاص بحثا عن العمل ، أو الاتجاه نحو الأعمال الحرة لتغطية مصروفاتهم وأولادهم الضرورية جدا وخصوصا من يقطنون داخل المدن الرئيسية ولديهم إلتزامات ضرورية من إيجارات ومواد غذائية واستهلاكية أساسية لا يمكن العيش بدونها.
حيث أجد وبعد كل ما سبق بأن ( السبلة ) التي يجب الكتابة عنها والتطرق إليها في هذا اليوم هي (سبلة ) العدوان التي عمل وما يزال أبطال الجيش واللجان الشعبية المغاوير على قطعها والخلاص منها وتطهير البلاد من رجسها والتي تتمثل في قطيع الخونة والعملاء والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وسلمان ومحمد بن سلمان ، وتجردوا من كل القيم الدينية والوطنية وتحالفوا مع العدو الباغي والغازي المحتل في حربهم وعدوانهم على أرضهم وعرضهم وانتهاكهم لسيادة وطنهم وتدميرهم لكل ما هو جميل في وطنهم ، ويصرون على تمكين الجماعات الإرهابية والعصابات والمليشيات الإجرامية من رقاب أبناء شعبهم بمشاركتهم إلى صفهم تحت عناوين وشعارات ومطالب زائفة ،تارة باسم الشرعية الزائفة ، وتارة باسم محاربة الانقلابيين، وتارة باسم مواجهة الحوثيين وعفاش، وتارة باسم محاربة المجوس، وتارة باسم محاربة التوسع والنفوذ والتواجد والمد الإيراني، وتارة باسم تأمين باب المندب من الخطر الحوثي الإيراني المجوسي ، وتارة باسم حماية الأمن القومي السعودي، وعندما يكون سلمان ونجله تحت تأثير الحشيش الفاخر يتحدثون عن أن تحالفهم العدواني جاء بهدف حماية دول الخليج التي ترى في تحرر القرار اليمني من التبعية والوصاية السعودية والخليجية بمثابة تهديد لممالكهم الهشة، في الوقت الذي ندرك جميعا بأن السعودي والإماراتي والبحريني والقطري ومن إلى صفهم عبارة عن أحذية ومماسح للصهاينة والأمريكان ، وكل ما يقومون به هو من أجل مصالحهم الاستعمارية التوسعية الاستغلالية وأن دولهم هي الخاسر الأكبر من وراء هذه الحرب وهذا العدوان والحصار الجائر.
بالمختصر المفيد، أبطالنا الأشاوش يواصلون عملية بتر واستئصال ( سبلة )العدوان الأخطبوطية ، حتى في إجازة العيد وما قبلها وما بعدها، وستتواصل العملية بنفس طويل جدا حتى يتحقق لها الهدف ويكتب لها النجاح ، مهما كانت التضحيات ، ومهما بلغت الخسائر ، فلا تراجع ، ولا تخاذل، ولا إرتداد، ولا نكوص عن العهود التي قطعها الأبطال على أنفسهم ، ولا إستهانة وتنكر لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين ، فالخط والمسار الذي سلكوه غير قابل للوأد والإجهاض والتراجع قبل أن يتحقق الانتصار الكبير ويتم قطع كل ( سبل) العدوان الظاهرة والخفية.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.