تشارك المغتربين العيد..
رغم الغربة تظل ذكريات العيد في الوطن في قلوبنا
نعيش أيام العيد مع الجاليات العربية في فرح وابتهاج لأن قواسم كثيرة تجمعنا
استطلاع/أسماء حيدر البزاز
لا عيد إلا في اليمن. . هكذا اتفقت مشاعرهم وآراؤهم ، أبناء اليمن السعيد المغتربون في مختلف دول العالم يحملون غصة في قلوبهم ، حزنا وألما على الأوضاع المرة التي يكابدها وطنهم ، وما أن جاء العيد حتى جدد في نفوسهم مشاعر الشوق والحنين لقضاء هذه الإجازة السعيدة في أرجاء وطنهم ، إلا أن العدوان السعودي والحصار والظروف الحياتية قد حكمت عليهم بتجرع مرارة الغربة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. . «الثورة» هاتفت عدداً من المغتربين اليمنيين في عدد من دول العالم ، فماذا قالوا عن الغربة والعيد.؟
احمد بركات اليمني المغترب في جمهورية الصين الشعبية يقول عن قضاء إجازته لعيد الفطر المبارك بعيدا عن الوطن : رغم غربتي هنا لعشرات السنين الآن أن ذلك لن ينسيني ارضي اليمن برها وبحرها وجوها ، لن ينسيني طيبة أهلها وعاداتها وتقاليدها التي مازلت ملتزماً بها في غربتي ، وما أن تمر المناسبات الدينية والفرائحية حتى يزداد الحنين إليها مستحضرا صنوفا من الذكريات الجميلة من الزمن الأصيل ، كيف كنا نقضيها ونعيش أجواءها الفرائحية ونستعد لها بلهفة وشوق وفق عادات اجتماعية تحفز على التكاتف والتراحم والتعاطف والتزاور للأهل والأقارب والأرحام .
وأضاف اليمني: كل عيد يمر وله ذكرى وبسمة ومعنى ، مع الأسرة والجيران والمجتمع ككل ، وكم هو عظيم أن ترى الكبير والصغير ، الغني والفقير وهم يزدانون بملابس العيد الجديدة ويتبادلون التهاني والتبريكات بفرح وسعادة ثم يتبادلون الزيارات ويوزعون العيدية للأطفال والنساء ، ثم يذهبون للحدائق والمنتزهات فالكل سعيد ومبتهج.
وتابع: لقد افتقدنا لكل تلك الذكريات ، ولكننا نحتفل بالعيد هنا بطريقتنا ، ومع أشقائنا العرب الذين يحاولون التغلب على معاناة الغربة بالفرح بالعيد وأحياء تقاليدهم وعاداتهم الشعبية في هذه المناسبة ونتبادل الزيارات فيما بيننا ونتبادل كعك وحلوى العيد ، لكن مع الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا من ظلم وحصار وحرب واقتتال ، يتضاعف الحزن في أنفسنا ونتمنى أن تكون الظروف سانحة للعودة إلى أرضنا لإعمارها وبنائها والاحتفاء على ترابها.
اختلاف كبير
من جهتها تقول أم غدير البركاني – مغتربة في الولايات المتحدة الأمريكية : ما من عام ولا يوم ولا مناسبة تمر الا وتحيي فينا اسم اليمن الذي سيظل ينبض في قلوبنا مهما اغتربنا وبعدنا ، العيد اليوم ذو لون حزين ، عيد يغيب فيه أحبتنا ، نفتقد فيه لا قاربنا وذوينا ووطننا ، كل شيء هنا مختلف بشكل كبير ، البيئة ، العادات ، التقاليد ، النظام ، المواعيد ،، ولهذا نبحث عن الأجواء العيدية داخل منازلنا نعيش لحظاتها بقدر الإمكان ، نفتح المحطات التلفزيونية اليمنية لسماع ترانيم العيد وأهازيجه ، نسارع في الاتصال إلى أهلنا ومعارفنا لتهنئتهم بالعيد والاطمئنان على وضعهم ووضع البلاد ، ونرسل عسب العيد عبر الحوالات المصرفية ، وندعو الله في كل حين أن يفرجها على شعبنا وان يعم السلام كافة ربوعه وإرجائه وان يؤاخي الله بين أبنائه. .
تقارب العادات:
وأما محمد جمعان مغترب في دولة الكويت يقول: هنا تتقارب العادات والتقاليد مع مجتمعنا اليمني ، بحكم أننا في دولة عربية وإسلامية تربطنا مورثات وعادات مشتركة في هذه الأيام العيدية ، الكل معيد ومبتهج ، لكن شعور الوحدة يظل مرافقاً لكل المغتربين اليمنيين ، وهنا نقوم بزيارة أهلنا المغتربين في دولة الكويت أخواتي وأسرهن ، وعبر التيلجرام نتواصل صوت وصورة. .
نقلة نوعية:
رئيس الجالية اليمنية في نيورك فتحي علاية يقول: كل ما يهمنا ويهم كل مغترب هو أن يعود الأمن والسلام والاستقرار إلى بلادنا وتنتهي هذه الحرب الشرسة فهذا هو عيدنا ، وعندها سيبادر كل مغترب يمني للبناء والإعمار والمساهمة في مختلف المشاريع التنموية والاقتصادية التي تسهم في ازدهار البلاد ، وتحقيق نقلة نوعية لليمن تغلق باب الدمار وتفتح باب النهوض والازدهار. ..
البحث عن مكان:
من جهته يقول رئيس المركز اليمني للجاليات الأخ عارف الرزاع : نحن على تواصل مع مختلف الجاليات اليمنية حول العالم سواء في الاتحاد الأوروبي أو بأمريكا وإفريقيا ودول الخليج العربي ، والذين جل همهم أن يحيا وطنهم سعيدا طيبا أن بعم الإخاء والازدهار ربوع البلاد ، ورغم غربتهم الأليمة إلا أن ما يمر به الوطن من عدوان وحصار زاد من كربتهم ، معتبرين العيد الحقيقي لهم حال تحقيق النصر والعودة السالمة للوطن الآمن المنتصر بإذن الله.
وأضاف الرزاع: العيد بعيون المغترب اليمني عبارة عن يوم مملوء بالغصة والحنين والاشتياق
يوم أن رأيته فيه.مبتسما فسترى في عينيه شوقا إلى وطنه شوقا إلى أهله ومحبيه ، يتبادل التهاني مع أصدقائه ومعارفه ثم يسارع في الذهاب إلى زاوية منفرده يتصل على أهله في اليمن لتسمعه صوته مملوء بالشحب والشجون ثم يعود أما أن ينام أو أن يذهب للبحث مع أصدقائه عن مكان ينسيه البعد والاغتراب.