على اليمنــيين تــــرك المــاضي والنــظر إلى المــستقبل والـديمقراطــية تعتـمد على وسـائل إعلامــية قوية

لقاء/محمد دماج –
الخبيرة والمستشارة الدولية لدى اتحاد الصحفيين الدانماركيين والاتحاد الدولي للصحافة ايفاجاكبسون تعمل مؤخرا في اليمن وتونس في مجال تأهيل وتدريب الصحفيين في البلدين وبناء قدراتهم في مجالات متعددة وخصوصاٍ فنون التفاوض وحل النزاعات من أجل الحصول على حقوقهم بطرق سهلة.
حول جملة من القضايا تحدثت المستشارة الدولية الأسبوع الماضي في صنعاء لـ(دنيا الإعلام) حول دور وسائل الإعلام في ثورات الربيع العربي وكيفية الحفاظ على ما حققت هذه الثورات ودور الصحفيين وأهمية تأهيلهم.. بالإضافة إلى قضايا أخرى نتابع ذلك في سياق السطور التالية:
> بداية.. حدثينا عن تجربتك العملية والصحفية في اليمن وتونس¿
- ألاحظ تحولا كبيرا مؤخرا بعد الثورتين في اليمن وتونس وهذا التحول في اتجاه الديمقراطية وهناك وسائل إعلام تعمل من أجل إطلاع الناس على الحقائق والتخفيف من الفساد والعمل من أجل أن يكون المجتمع أكثر شفافية فالديمقراطية تعتمد على وسائل اعلام قوية والصحافة القوية تعتمد على صحفيين أقوياء ولكي يكون لديك صحفيون أقوياء يجب أن يكون لديك مؤسسات صحفية قوية تؤهل الصحفيين وتبني قدراتهم ومهاراتهم للتحول من مؤسسات صحفية تمتلكها الحكومة إلى مؤسسات مستقلة.
النظر إلى المستقبل
> من خلال متابعتك كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تدعم مؤتمر الحوار¿
- أنا أتحدث من وجهة نظر شخصية لا عن المجتمع الدانمركي ولا اليمن.. وبصفتي صحفية أقول إذا قام الإعلام بعدم نبش الماضي.. والسؤال لماذا لم يحدث كذا وكذا قبل وأثناء الثورة¿.. بل يفترض الانتقال إلى مرحلة أخرى.. والإجابة على السؤال ماهي الخطوة التي ينبغي علينا القيام بها لبناء مجتمع كلنا نحلم بتحقيقه¿ ثم ما هي الخطوات اللاحقة¿ وننطلق بالعمل في هذا الاتجاه ليس صحفيين فحسب وإنما سياسيين ومثقفين والمواطنين كلهم.. وقضية مؤتمر الحوار الوطني من المهم أن يشمل كل شرائح المجتمع ولا يقتصر على نخبة بعينها لأنه عندما يتضمن كل مجموعات المجتمع يصبح قادرا على مداواة آلام الماضي لأنه عندما حصلت أشياء ربما سيئة أدت إلى حروب نجمت عنها آلام متعددة فهناك من قتل ومن جرح ومن خسر أبو أو أخوه والأطفال والنساء ولذلك لابد من ترك الماضي والنظر إلى المستقبل والكيفية التي نريد أن نكون عليها.
التحول إلى قضايا سياسية
> هل لك ملاحظة في ما يخص التجربة اليمنية التونسية في ما يخص الربيع العربي¿
- الأوضاع تقترب من بعضها هناك أشياء متشابهة في اليمن وتونس مع فارق التطور بين اليمن وتونس هناك قضايا تكون محددة مثل خدمة الكهرباء وقطاع النفط وأشياء أخرى هي خدمات ولكن للأسف تتطور قصتها حتى تتحول إلى قضايا سياسية ومن ثم إلى قضايا دينية ضف إلى ذلك لو حصلت قضايا فساد وقضايا أخرى توصل أموراٍ إلى مستوى يصعب التعامل معها ويصعب تقيمها.. ولكن مع مرور الوقت وعدم التسرع سنجد أنفسنا قادرين على ايجاد حلول لهذه المشاكل.. وتقريباٍ الأوضاع في اليمن مشجعة وواضح أنها سوف تسير إلى الأمام مهما حصلت من صعوبات.
الإعلام بالحقيقة
> يقال إن الصحفيين دائماٍ مستعجلون في طرح الأحداث.. ما رأيك¿
- نعم يفترض أن يعملوا في مستوى متوازن.. ولكن هناك ظروف في ظل أنظمة سياسية معينة يحصل شعور بالضغط يكون هناك أحزاب ولديها وسائل إعلام و لكنها لا تجد فرصة لانتقاد الحكومات ولم تجد الفرصة للأخبار عن الحقيقة وتوثيق الأحداث كما يحصل في البلد.. والعكس عندما يكون هناك حرية في التعبير ستكون فرص التحولات الجذرية قوية وسيرافقها نقد لاذع وحول كل شيء حتى بوجود قوى وطنية خيرة تعمل مع بعضها مثل في اليمن مؤتمر الحوار الوطني سنجد وسائل الإعلام والصحفيين غير صبورين وهم دائماٍ مستعجلون يريدون الانتقال من الخطوة الأولى إلى الخطوة مئة في فترة وجيزة.. بينما يفترض أن يسود التوازن في هذه المراحل.. أن يكون النقد موضوعياٍ من أجل الإعلام بالحقيقة.
التفاوض
> لماذا تركزون على التدريب على التفاوض¿
- من أجل إعطاء الصحفيين المزيد من المهارات أي ما نسميه أدوات في حقيبة واحدة ليتحول الصحفي من الدفاع أثناء التفاوض وحل النزاعات إلى التفاوض بطريقة احترافية.. فأحد الصحفيين قال: الآن عرفت أن رئيس التحرير ليس عدوي وإنما صديقي ويمكن التفاوض معه والحصول منه على أشياء طالما والهدف للجميع هو بناء البلد.
ترجمة/ أكرم علي الهندي
تصوير/ توفيق العبسي