لن يكون هناك نجاح سياسي ما لم تحل المشكلة الاقتصادية

حاوره محمد راجح


حاوره / محمد راجح –

حاوره / محمد راجح
mohammedrajih@yahoo.com

الوحدة تمت بين أناس كان لهم الحرية في التصرف الاقتصادي وآخرين كانوا مقيدين ممنوعين من أي ممارسة اقتصادية خاصة لا بيت ولا بقالة ولا أي مشروع اقتصادي هذا هو الخلل الأساسي والمشكلة التي يتم معالجتها بحسب الخبير الاقتصادي مندعي ديان رئيس مؤسسة المهاجر للدراسات .
ويضيف مندعي في لقاء خاص لـ الثورة ” ان سياسة الأعوام السابقة أفرزت اقتصادا فاسدا ورخوا وعشوائيا ولن يكون هناك نجاح سياسي ما لم تحل المشكلة الاقتصادية الغائبة تماما عن مؤتمر الحوار الوطني .
ويشخص ديان الأداء الاقتصادي خلال سنوات الوحدة وكيف تم خلط المبادئ الاشتراكية بالرأسمالية وكانت نتيجتها سيطرة الدولة على الاقتصاد بشكل تام.
ويتطرق إلى الأوضاع في المحافظات الجنوبية وكيف يمكن التعامل معها من خلال إعادة الحقوق التي نهبت لان النهب وعدم توزيع الثروة بعدالة السبب الرئيسي في الصراع .
رؤية هامة وحديث صريح وتحليل دقيق وعميق وبكل شفافية لاقتصاد الوحدة وكافة القضايا المرتبطة بها في الحوار التالي :

■ تشهد البلد ظروفا اقتصادية صعبة ونشاطا سياسيا كبيرا برأيك ما الذي يجب عمله خلال الفترة القادمة في هذا الخصوص ¿
-كان لدى الناس أمل كبير في مؤتمر الحوار أن يتضمن وجود رؤية اقتصادية لأنه طوال العقدين الماضيين لم تكن هناك أية رؤية واضحة للاقتصاد .
لم يطبق النظام السابق أي نظام اقتصادي ولا حتى النظام الرأسمالي كما يظن البعض لأن النظام الرأسمالي هو عبارة عن اقتصاد سوق ليس له أسس وقوانين ومبادئ تعتمد كل ما كان موجود هو اقتصاد هش عجيب قائم على الهيمنة والاستقواء بالسلطة والجاه والقوة وبالتالي كل ذلك أدى الى تكوين فئات اقتصادية مختلطة اختلطت السياسة بالتجارة بالاقتصاد
بالتالي رأينا اقتصادا رخوا عشوائيا هذه هي التسمية الحقيقية للاقتصاد في بلادنا
مع الأسف الاقتصاد غائب تماما خلال الفترة الراهنة وحتى مؤتمر الحوار لا يبدو انه يمتلك رؤية للاقتصاد خلال الفترة القادمة وكل جهة وضعت رؤيتها لكن هناك تباينات مثلا هناك من يعتبر قضية المياه انها ذات أولوية بينما آخرون لا يعتبرونها من الأولوية وهناك من يرى الفساد القضية الأولى من حيث ترتيب الأولويات بينما جهة أخرى تضعها في المرتبة العاشرة.
الحقيقة أن الاهتمام أكثر بالسياسة والسلطة ولا يوجد اهتمام بالاقتصاد وهذه هي مشكلتنا الحقيقيةأما بالنسبة للقطاع الخاص فهو بعيد عن الحوار ولم يتم أشراكه هناك فقط خمسة تجار يشاركون في مؤتمر الحوار وهذا مؤشر على عدم الاهتمام بالقضية الاقتصادية .
هناك خبراء أجانب يجرون دراسات حول الوضع الاقتصادي لكنهم لا يفهمون طبيعة الواقع اليمني وقد سبق وتعاملنا مع خبراء أجانب في بعض القضايا مثل ضريبة المبيعات وبناء المؤسسات وفي تمويل المشاريع الصغيرة يأتون ويطرحون آراء لكنهم لا يتحملون أي مسئولية إذا نجحت قال انا الذي صلحت لك وإذا فشلت قال أنت لم تطبق ما قلت لك.
منافسة قاتلة
■ ما الذي يمكن عمله لبناء نموذج اقتصادي جديد وفقا للأوضاع السياسية الراهنة في البلد¿
– أولا لا يمكن عمل نموذج اقتصادي جديد بسهولة مع وجود منافسة قاتلة من مختلف الدولة المحيطة بنا في الخليج والمنطقة العربية وهناك أربع دول تحديدا تشكل معنا تنافسا شديدا في الجانب الاقتصادي تتمثل في السعودية والإمارات وعمان وجيبوتي ولا يمكن ان تسمح بنمو الاقتصاد وتطوره .
■ كيف تنافس ومن أي ناحية ¿
-يجب أن نتكلم بصراحة والاقتصاد والتجارة كما يقولون حرب المؤمنين والتنافس موجود والسوق مفتوحة مثلا لا أحد من هؤلاء يريد أن ينشط ميناء عدن لأنه سيأخذ عليهم حركة الملاحة أنا أتحدث عن وضعية السوق وليس عن أي جوانب أخرى هناك بعض الصناعات الموجودة في دولة مجاوره لايريدونها ان تقام في اليمن لأن لديهم مصانع عاملة ونحن نشكل سوقا رئيسيا لهذه المنتجات .
الحلول ليست صعبة لكن السياسة تدمر الاقتصاد والمشكلة انه إذا ظلت هذه القيادات الاقتصادية والتي معظمها فاسدة وإذا ظل القطاع الخاص مشتتا وأنانيا كل واحد يفكر بمصلحته ستظل الصعوبة قائمة في ان نحقق أي شيء لكن الاقتصاد لا يقل أهمية عن السياسة ويجب ان يلقى الاهتمام الكافي وبالذات في ظل وجود هذه المنافسة.
هناك مشكلة في الاستثمار وفي بعض الجهات الاقتصادية الرئيس عندما زار الكويت في ديسمبر الماضي قدموا له قائمة بالمشاكل التي يعانيها المستثمرون الكويتيون في اليمن في السعودية أيضا قدموا له قائمة أخرى خلال العامين الماضيين معظم الأراضي الموجودة لل

قد يعجبك ايضا