بقلم نائب: هــــــل نستطيع

عبدالباري دغيش –

عند كل الجهات إن في الشمال¡ أم في الجنوب.. في الشرق¡ أم في الغرب¡ أو في الوسط يبرز السؤال الصعب والحاسم: هل نحن جميعا على استعداد للتحرر من ثقافة العنف والكراهية¡ ثقافة الإلغاء والإقصاء للآخر المختلف¡ والاعتراف بالتنوع¿
هل لنا أن نعمل على إرساء ثقافة القبول بالآخر¡والعيش المشترك¡والتسامح¿ أم سيظل كل طرف منا يرى في نفسه علامات القداسة ومظاهر السمو وامتلاك ناصية الحقيقة المطلقة دون سواه¿..هذه الثقافة هي وحدها السبب الحاسم في كل الشرور والمعاناة التي وصلنا إليها.. لقد أسست وكانت تلك الثقافة¡ منذ زمن بعيد¡ القاعدة العامة لنشوء الاستحواذ والأنانية والاستبداد والطغيان والحروب¡ وما نجم عن ذلك وما زال يثقل كواهلنا من تخلف وجهل ومرض أطبق على كامل أوجه حياة أناسنا¡ فهل نستطيع اللحاق بركب العصر وإعلان دخولنا عتبات القرن الواحد والعشرين¿
أم ترانا سنظل نراوح تحت قيظ ثاراتنا وأحقادنا وعنادنا¡ ونعيش في أغلال ثقافة الأسلاف منذ داحس والغبراء والبسوس وسقيفة بني ساعده ومأساة كربلاء¡ إلى الحد الذي نذهب معه كل ممزق كما ذهبت أيادي سبأ¿ .. إننا أمام فرصة تاريخية نادرة¡ قلما يجود الزمن بمثلها¡ متى ما أحسنا استثمارها تتجسد اليوم في وصولنا إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل¡ والذي نستطيع عبره هندسة جسور العبور صوب المستقبل المشرق الآمن للوطن بكل أبنائه وبمختلف جهاته ومكوناته¡ فهل نكون عند مستوى التحديات الماثلة أمامنا¿ وهل نستطيع تحويل المحن التي نعيشها إلى منح وفرص سانحة¿ أم سنكتفي باجترار الماضي ومآسيه¡ ونستمر بإنتاج اللااستقرار ودورات العنف الشيطانية والأزمات¿ تلك أسئلة لقادمات الأيام
– عضو مجلس النواب – رئيس فريق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وقضايا ذات بعد وطني في مؤتمر الحوار.

قد يعجبك ايضا