أبناء محافظة ذمار: نحن شعب تعمّدت أرضنا بالدم ورجالنا بالصبر
ذمار/ رشاد الجمالي
أكثر من ستمائة يوم مضت من العدوان على اليمن في ظل الحصار الجائر الظالم عل أبناء شعبنا اليمني في ظل الصمت الدولي والعربي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ دمر كل شيء في هذه الأرض الطيبة أحرق الأخضر واليابس، دمر البنية التحتية والمنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجامعات والمزارع والأسواق والطرقات والجسور والجوامع واستهدف الأعراس وصالات العزاء حتى الحيوانات لم تسلم منهم .
ها نحن اليوم نسطر أقوى ملامح الشجاعة في التصدي للعدوان بكل أشكاله وأفعاله بفضل الرجال الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن المعطى.
ولتسليط الضوء كان لنا لقاء مع عدد من المثقفين من أبناء محافظة ذمار.. فكانت الحصيلة التالية:
البداية كانت مع الأخ محمد الزبيري –أحد موظفي النفط بالمحافظة- الذي قال: مرت أكثر من ستمائة يوم على العدوان السعودي على اليمن تم خلاله قتل الأبرياء من الأطفال والنساء وشرد الأسر ودمر المساكن والمصانع والمزارع والبنى التحتية وكل شيء موجود على هذا الوطن الغالي، دمره ليؤكد للعالم أنه في حالة تخبط لا يعرف ماذا يريد.
وأضاف: اليوم تسطر فيه أحسن القصص التي تجسد ملاحم شعب تعمّدت تفاصيلها بالدم والدموع المالحة بالصبر على فقد الأحبة كما على ضنك العيش الذي تسببت به هذه الحرب البربرية من قبل العدوان السعودي الغاشم.. وتجلت فيها حكاية صمّود لا تشبهها حكاية صفحات التاريخ حكاية شعب صمد في مواجهة عدوان كانت -ولا زالت من أشرس حروب التاريخ استهدفت البشر والشجر والحجر واستهدفت الوطن والمواطن في أهم أسباب الحياة لكن الخاتمة ولا شك النصر.
وقال الزبيري: سيفتخر الأبناء وهم يسردون تفاصيل ما رويناه لهم وسيتداول الأجيال ليجعلوا من القصص عبرة للمعتدي وفخراً لشعب تصدى بشجاعة وبسالة لأعتى قوة تحالف معها العالم.
*أما الدكتور محمد الآنسي –رئيس هيئة مستشفى ذمار سابقا- فيقول: 600 يوم أمضيناها نتعرض للدمار والقتل من قبل العدوان السعودي الظالم وجعلنا فريسة حرب سهلة بلا أخلاق تكالبت علينا دول العالم اجمع دون أن يحرك منهم أحد، كفى إلى هنا دماراً وقتلاً وحصاراً ومجاعة على شعب، كل يوم ونحن نستمع لصوت القنابل الفراغية ونتعرف على أسماء وهويات الموت القادم نحونا من كل الجهات الأربع التي تحيطنا وكل وقت يرتفع صوت المتفجرات والصواريخ المحرمة دولياً وبسببها لازالت كل الأشياء تسقط وتموت ولا أحد يحرك ساكناً.
وأضاف: من يتابع تطورات الأحداث في اليمن لشاهد أن العدوان على اليمن ظالم وجاحد ما يريد إلا التدمير والخراب والقتل وما نلاحظه من انتصارات لجيشنا ولجاننا الشعبية ودخولهم إلى الأراضي السعودية إلا دليل على قوة وصبر وعزيمة شعبنا ولو كان معنا الأسلحة التي تمتلكها العدوة السعودية لاحتلينا السعودية بكاملها.. لقد خاضت السعودية عدواناً على اليمن بدعم أمريكي من اجل إعادة الوصاية الأمريكية السعودية وفشل العدو السعودي في تحقيق أي هدف من أهدافه ولم يسجل العدوان السعودي سوى قتل اليمنيين اغلبهم نساء وأطفال وتدمير كل المستشفيات وكل المساجد في اليمن في حين تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية على الأرض وحرروا المزيد من المدن من مرتزقة آل سعود.
وقال: إن ما نراه يوميا وعلى مدار 600 يوم من غارات على شعبنا أراد العدوان تمزيق شعبنا اليمني وتشريده ولكنه أبا وتحدا فكانت الغارات أن وحدت شعبنا اليمني ضد أعداء الوطن وأعداء الإسلام ولن يزيد اليمنيين إلا قوة وصبراً وصموداً وعزيمة.. وتحالفوا عسكريا وكان بعضهم لبعض ظهيرا، مراهنين على ضعف تكنولوجيا الخرسانة العسكرية اليمنية مقارنة بتكنولوجيا تحالفهم العدواني، عازمين على حسم المعركة عسكريا في أقل من أسبوعين، غير مدركين أننا أولو قوة وأولو بأس شديد، فقد سطر شعبنا اليمني العظيم بصموده التاريخي أعجوبة تاريخية، جعلت من “الكلاشنكوف” سلاحاً فتاكاً يعصف بمجنزرات العدو المتقدم تكنولوجيا واستخباراتياً.. ليؤكد للعالم مجدداً بأننا (أولو قوة وأولو بأس شديد)، نسفت كل تكهناتهم بحسم المعركة عسكريا في اقل من اسبوعين، فخابوا وخسروا وانقلبت موازين القوى لنغزوهم في عقر دارهم مستمدين النصر من الله وحده.. وعلى طول هذه الفترة من الحرب البربرية، الذي صاحبها حصار اقتصادي خانق، ويقينهم بفشلهم عسكريا واستحالة اركاع شعب يمتهن القتال، لجأت قوى الشر من خلال أدواتها إلى تضييق الخناق في الجانب الاقتصادي بمختلف الوسائل إلى حد سحب العملة المحلية ومنع تدفق الإيرادات المركزية، لظنهم بأن شعبنا سيركع طالبا منهم قوت يومه على حساب كرامته ومروءته.. لكن هيهات هيهات، فشعب اليمن العظيم بصموده لن يركع لقوى تآمرت على قوت يومه، وحاصرته في معيشته.
*فيما يقول الأخ احمد الشجني –أحد موظفي جامعة ذمار: 600 يوم من العدوان مر علينا بأصوات الصواريخ وبأنين الأطفال والنساء والشيوخ دمروا كل بيت وكل أسرة ولكن مهما عملوا الشعب اليمني لن يفر وسوف يأخذ حقه آجلا أم عاجلا.. ومن هنا أقول للعالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص إن ما شاهدتموه من شتى أنواع جرائم آل سعود دون أن تحركوا أية ساكن سيأتي اليوم وتكونوا مكان الشعب اليمني ولكننا لن نتركم لا لشيء وإنما لأن ديننا الإسلامي حرم علينا السكوت على مثل هذه الجرائم، أما أنتم تتفرجون علينا مثل باقي المسلسلات لا يحرك أية مشاعر نحونا حتى ولو بالكلمة أف لكم ولرؤسائكم المأجورين المنافقين وسنقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأضاف: هذا الشعب اليمني الذي خيب آمال النظام السعودي وقهر طائراته وصواريخه بصموده وعزيمة جيشه الذي عجز ذلك النظام الهش أن يحبط تقدمه وهو يخترق أرضه ومعسكراته بسلاحه الشخصي وبعزيمة لم ولن تكون إلا لليمني المقاتل فقط، فسلام عليكم يا أبطال اليمن وسلام على كل رملة من رمال اليمن خضبت بدماء أبنائها وسيبقى اليوم الذي نتذكر فيه صمودنا ودفاعنا على هذا الوطن رغم الحصار والقتل ولكننا انتصرنا بإرادة الله وصلابة الرجال الصادقين الصامدين سنحتفي فيه بصمودنا وبهزيمة نظام آل سلول إن شاء الله وسيسجل التاريخ في انصع صفحاته.
فيما يقول الأخ عبدالجبار علي عامر –موظف في جامعة ذمار: لقد فشل العدوان السعودي الغاشم في تحقيق أهدافه على اليمن على مدى 600 يوم دون أن يحقق أية انتصارات في الأرض رغم سلاحنا الخفيف تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية على الأرض وحرروا المزيد من المدن يدل دلالة على إيماننا بالله والصبر والقوة والعزيمة بفضل الرجال المخلصين.. نعم يتمادى هذا العدو السعودي الحاقد في قتل الشعب اليمني وإبادته بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.. ست مائه يوم يمر علينا والعدو السعودي يدمر الشعب اليمني ويدمر بنيته التحتية ومستشفياته ومصانعه وحدائقه وكل شيء.. لا لشيء إلا لأنه أبى استكبار آل سعود الظالم الذين ارتكبوا في لحظه بصر مجازر تلو المجازر دون وجه حق.
وأضاف: التاريخ سيسجل فضائح ومجازر العدوان السعودي وسيتذكر أجيالنا بما لحق بنا ولكنهم سوف يأخذون من حقنا، أما الموت فهو واحد سوى بالصواريخ أو بالرصاصات أو بأي شيء سوف تموتون أيها الأوغاد ونتحاسب بين يدي عز وجل وهو القادر على دحركم بإذن الله الواحد.. وها هو ذا 600 يوم ينقضي على هذا العدوان وعلى المجازر الدموية لم يزد اليمنيين إلا قوة وإرادة وشموخاً وصبراً وصموداً وعزيمة وإصراراً شعب أذهل العالم وكسر تفاؤل المعتدين وظنونهم وكشف مدى ضعفهم وهشاشتهم وتخبطهم.
*الأخ محمد جعفر –مواطن- يقول: ست مائة يوم لن تمحو من ذاكرة اليمنيين شاهد من خلالها على الخيانة العربية على غدر الجوار على مأساة شعب اعتدي على أرضه وسمائه على كل ذرة من رماله.. شن فيه العدو السعودي الظالم مباغتة وغدرا عدوانه على وطني الحبيب اليمن مستخدما ترسانته المالية والعسكرية منتهكا بها سيادة اليمن واستقلاله السياسي دون أي مبرر ومنتهكا بعدوانه البربري المواثيق الدولية المنظمة للعلاقات الدولية وحقوق الإنسان مستخدما كل أنواع الأسلحة منها المحرمة دوليا بوحشية لم يسبق لها مثيلاً حتى إسرائيل في حربها مع الفلسطينيين، الآلاف الأطنان من الصواريخ من العبوات الناسفة من القنابل العنقودية الانشطارية تقذف به دول التحالف على أبناء الشعب اليمني استهدفت كل شيء حتى الشجر والحجر لتخلف الآلاف من الشهداء والجرحى والآلاف من المشردين والآلاف من البيوت المهدمة، أطفال يقتلون تحت أنقاض بيوتهم أمهات ثكلى قلوب مكلومة بنى تحتية مخربة عدوان مقصود ومخطط له لإبادة الشعب اليمني لا لشيء إلا لأنه أبى أن يكون تحت وصاية النظام السعودي الفاشل ورفض أن يحكم من قبل العملاء فسفكت دماء أبنائه وانتهكت حرمات دور عبادته ومدارسه وجامعاته بصورة بشعة خالية من أي قيم أو أخلاق .
وأضاف: على مرأى ومسمع من العالم الذي تجاهل أنات الشعب اليمني ودماءه المسفوكة وآثر الصمت وكأن أبناء اليمن ليسوا من البشر، فأين المتشدقون بحقوق الإنسان اليوم واليمنيون يبادون.. إن ما يقوم به العدوان اليوم على بلادنا هو حالة من الإحباط والتخبط التي تعيشها القيادة السعودية الفاشلة منذ فترة طويلة وعجزها وقصورها عن إدراك وفهم هذه القيادة للتطورات التي تمر بها المنطقة، فالأمر الذي يدفعها إلى التعامل بنزق وصبيانية مع أخطر القضايا الإقليمية دون عناء التفكير بتداعياتها الخطيرة والمدمرة ليس على اليمن فحسب بل على السعودية نفسها إتكالا منها على حماية وعون أمريكا وسيأتي اليوم الذي نرى فيها نظام آل سلول يتدمر ويتبخر وينهار فيه الاقتصاد السعودي وسيحصل لهم مجاعات ويأتون إلى اليمن مغتربين يعملون مثل ما كان اليمني يعمل وسيلعنون اليوم الذي ولدت فيه أمهاتهم وهذا اليوم قريب بإذن الله تعالى القادر على كل شيء.