> رئيس المركز اليمني للجاليات الأستاذ عارف الرزاع لـ “الثورة”
> المجلس اليمني للجاليات يدين أي تدخل أو عدوان خارجي على اليمن
> الحصار غير قانوني بالمطلق لا أمميا ولا إنسانياً لأنه طال المدنيين وانتهك حقهم في السفر والعلاج والتعليم
> نسعى لإطلاق قناة متخصصة بقضايا 7 ملايين مغترب يمني في العالم ولدينا برامج ثقافية متنوعة
> ندعو المغتربين اليمنيين إلى العمل على ما يوحد الصف ويطوي صفحة الصراعات
حوار / محمد محمد إبراهيم
دعا رئيس المركز اليمني للجاليات الأستاذ عارف الرزاع الجاليات اليمنية في أنحاء العالم إلى وحدة الصف والتلاحم الوطني لمواصلة دورها التنموي في بناء الوطن والمعروف عنها عبر مراحل التاريخ الصعبة والمتعاقبة.. مشيدا بأدوار عقلاء الجاليات اليمنية التي عكست مواقف التقت جميعها في إدانة الصراعات والحروب الداخلية، والرفض المطلق لأي تدخل أو عدوان خارجي على السيادة اليمنية..
وأوضح الرزّاع في حوار صحفي لـ”الثورة” أن الجاليات اليمنية في أنحاء العالم لعبت دوراً إنسانيا محوريا سواءً في تَبنِّي واحتضان العالقين اليمنيين في مطارات العالم بكل أطيافهم، وتخفيف معاناتهم، أو في تسليط الضوء على حرب اليمن المنسية ونتائجها الكارثية جراء النزاعات الداخلية والعدوان الخارجي، والتعتيم الإعلامي الدولي الذي رافق العدوان والحصار.. ما جعل العالم يتحرك باتجاه الحل السياسي والسلمي ورفض استمرار الحرب.. متطرقاً إلى مجمل قضايا الجاليات اليمنية ودورها التنموي وآفاق مستقبل التلاحم اليمني في الداخل والخارج، لإعادة ما دمرته الحرب والعدوان.. وقضايا أخرى… إلى التفاصيل:
* بداية.. يشهد اليمن حصارا مُطْبِقاً أثر بشكل كبير على البلد اقتصاديا ومعيشياً وأضر بحياة اليمنيين.. فكيف ينظر المركز اليمني للجاليات اليمنية إلى هذا الحصار..؟!
– قبل الحديث عن الحصار الذي أضر بحياة اليمنيين ومعايشهم في الداخل والخارج المركز اليمني للجاليات يدين بكل لغات العالم المجازر التي طالت المدنيين جراء القصف الهمجي للمنشآت المدنية السكنية والتجارية والصناعية والأسواق وتجمعات الناس في الأعراس والعزاء والذي كان آخرها جريمة الصالة الكبرى وما جرى في المخا والحديدة وحجة وصعدة وغيرها..
أما بالنسبة لرؤية مركز الجاليات تجاه الحصار فنحن نرى أن الحصار لا مبرر له ولا مرجع قانوني لأنه يطال المدنيين خصوصاً شريحة المرضى والطلاب وذوي فرص العمل في الخارج.. ما انعكس سلبا على حياة الناس ومئات المرضى في الداخل، وتجرع المهانة كل من علق في مطارات العالم من اليمنيين.. لأن السفر من وإلى اليمن، محظور بسبب الحصار وبسبب تدمير البنية التحتية للمطارات اليمنية.. ناهيك عن مضاعفة أعداد العالقين في الخارج من المرضى والطلاب…
المركز والعالقون
* على ذكر قضية العالقين.. شهدت الفترة الماضية معاناة تجرعها العالقون في كل مطارات العالم، ماذا عمل مركز الجاليات تجاه هذه المعضلة..؟!
– مركز الجاليات لم ولن يألو جهداً في مساعدة ومساندة أبنائنا فلذات أكبادنا في بلدان الاغتراب.. الذين أصبحوا بين نارين بين نار الغربة ونار الأوضاع والأخطار التي تحيق بالوطن.. خصوصاً أولئك العالقين خارج حدود الوطن والمنتشرين في مطارات العالم .. وقد عملنا في الفترات الماضية ما في وسعنا من أجل ذلك إدراكاً منا أن التداعيات للعدوان السافر على بلادنا في 26 مارس 2015م قد طالت اليمنيين في الخارج بل صبت جام غضبها على أبنائنا في الخارج والداخل… ومن ضمنها هؤلاء العالقين ونحن في المركز اليمني للجاليات ننادي بالوقف الفوري للعدوان الخارجي وأن على صناع القرار أن يثبتوا للمواطن اليمني الذي تجرع المعاناة في الداخل والخارج..
* ما جوهر مساهمة المركز فيما يتصل بتخفيف معاناة العالقين.. ؟!
– المركز عمد إلى التواصل مع سفاراتنا في دول العالم ومع الجاليات أيضاً.. والآن مستعدون لدعم العالقين بكل ما أوتينا من قوة ,, في هذه القضية الإنسانية .. لكن للأسف لاتزال المماحكات السياسية تحول دون إيصال المساعدات لهم جميعا, لا يمكن حل هذه المعضلة إذا لم يكن بتوافق سياسي من صناع القرار الحرب على وقف الحرب التي من ضمنها معاناة العالقين..
* كيف تأثرت الجاليات اليمنية في دول العالم .. أو بمسار العدوان الخارجي ؟
– رغم تأثر الجاليات اليمنية بمسار الانقسام الداخلي في الفترة الأخيرة بشكل كبير حيث ظهرت التعصبات الحزبية والمناطقية، إلا أن صوت العقل في نهاية المطاف كان فيصلا في أوساط الجاليات اليمنية، لتعكس هذه الجاليات في أحلك الظروف مواقف ناصعة تلتقي جميعها في رفض الصراعات والحروب الداخلية وترفض أي تدخل خارجي في الشأن اليمني.. بل لعبت هذه الجاليات دورا إنسانيا محوريا في تسليط الضوء على حرب اليمن المنسية ونتائج الحروب والنزاعات الداخلية والعدوان الخارجي، وانعكاساتها الكارثية التي عاشها اليمن وتجرعها اليمنيون ما جعل العالم يتحرك باتجاه الحل السياسي والسلمي ورفض استمرار الحرب التي أخذت في الفترة الأخيرة منحنى خطير جداً.. يستهدف المدنيين بشكل فج وكارثي من قبل طيران العدوان وبعد أن تفاقمت كوارث الحصار الذي نتج عنه عشرات الآلاف من العالقين اليمنيين في مطارات العالم..
* ماذا عن تواصل المركز اليمني للجاليات بوزارة الخارجية ثم مع البعثات الدبلوماسية في الخارج بخصوص بالعالقين..؟!
– هناك تواصل مستمر وبرامج عمل مشتركة ربطت بين البعثات الدبلوماسية وقيادات الجاليات في الخارج وتم تعزيز التواصل مع اشتداد ذروة الحصار حيث استمر العالقون لأشهر بعد إيقاف العدوان للرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي والمطارات اليمنية الأخرى.. وأشيد هنا بسعادة السفير أحمد سعيد عمر رئيس دائرة القنصليات والجاليات في وزارة الخارجية والسفير يحيى الإرياني على ما لعباه من دور إنساني في التواصل مع كل الأطراف في متابعة وخلق حلول لهذه القضايا التي منها العالقون كمأساة إنسانية يتحمل العدوان ودول التحالف مسئولية معاناتهم..
* وضع العالقين الآن شهد انفراجاً ملحوظا بالعودة عبر مطار عدن وسيئون كما يروج إعلام التحالف.. فهل هذا كافٍ برأيكم.. ؟!!
– ما يقال في الإعلام غير ما هو على الأرض وهذا أمر يؤسف له.. فالانفراج الذي حدث لمشكلة العالقين بالعودة عبر مطاري عدن وسيئون يعني معاناة أكثر أيضاً كما يعني زيادة مكابدات المغتربين فهذا لا يكفي فالظروف الأمنية الداخلية عصيبة ومتردية وليس بمقدور العالقين الذين يريدون صنعاء خصوصا من المرضى والطلاب العودة إلى سيئون أو عدن ثم السفر براً.. فهذا ليس ممكنا لذا نطالب الأمم المتحدة بالضغط على دول التحالف العربي برفع الحصار ووقف الهجمات الجوية المدمرة على مطار صنعاء وبقية المطارات.. فإغلاق المطارات في كل أعراف الحروب اعتداء سافر على حق المدنيين وحركتهم وأسفارهم المكفول وفق لوائح وقوانين الأمم المتحدة والدساتير الدولية والأعراف الإنسانية..
خارطة عمل المركز
* المركز اليمني للجاليات يلعب دوراً عمليا مدنياً.. فحدثنا عن خارطة عمل المركز.. ؟!
– أولا المركز أنشئ في عام 2000م ويعنى بالجاليات في دول الاغتراب، أو الجاليات العربية والأجنبية في بلادنا.. وقد تلقى المركز رسائل من دول عربية وأجنبية لاقتباس نظامه… ونحن قادمون على أنشطة تعزز في الجاليات الارتباط بقضايا الوطن.. حيث نسعى لإنشاء قناة متخصصة للمغتربين اليمنيين الذين يصل عددهم أكثر من (7) ملايين مغترب.. ولهم دور اقتصادي كبير في التنمية اليمنية عبر مراحل التاريخ المختلفة بل وفي أحلك الظروف.. فتحويلاتهم وإسهامهم مهم في التنمية بل المليارات، كما لعبوا دوراً في التخفيف من ضغط العمالة والتعليم والخدمات.. فالجاليات اليمنية رافد أساسي في التنمية عبر المحطات التاريخية المختلفة.. كما أن لدينا برامج ثقافية متنوعة من شأنها توعية المغترب ومناقشة قضاياه وتسليط الضوء على الإنتاج الإبداعي للمغترب اليمني في الخارج..
* ماذا بالنسبة لتواصل المركز مع الجاليات الشقيقة والصديقة في اليمن..؟!
– المركز اليمني للجاليات على تواصل وتنسيق دائم لأوضاع الجاليات العربية والأجنبية في اليمن، وللحقيقة حكومتنا أولت الجاليات اليمنية العربية والأجنبية جل اهتمامها.. نحن أعفينا الجاليات السودانية من كل الغرامات في بلادنا والتقينا في الفترة الماضية بوزير الداخلية ورئيس مجلس النواب وقدما التعاون والمساعدات كاملة للجاليات في بلادنا…
* برأيكم هل تحظى الجاليات اليمنية في الخارج بنفس هذا الاهتمام والتعاون..؟!
– بكل تأكيد لا.. لكن هناك حكومات عربية وأجنبية تولي الجاليات اليمنية اهتماماً متبادلاً فمثلاً في السويد أعلنت الحكومة بمنح أي يمني في السويد حق الإقامة والعمل والصحة ريثما تنتهي أزمة اليمن، خصوصا أولئك العالقين الذي حرمهم الحصار من العودة.. وعليه ندعو بقية الحكومات العربية والأجنبية إلى معاملة الجاليات اليمنية بنفس القدر من التعاون والاهتمام الذي تتعاون فيه حكومتنا اليمنية بجالياتهم.