أشياء موجزة

عبدالسلام فارع

نظافة العاصمة
برغم الظروف القاسية والمعقدة وبرغم عشرات الآلاف من أطنان النفايات والفضلات المختلفة الآتية من المنازل والأماكن والمؤسسات المتنوعة، إلا أني استطيع الجزم والتأكيد بأن مستوى النظافة في أمانة العاصمة بمديرياتها كافة يحتل المرتبة الأولى بين كل المدن الرئيسية والثانوية وقد لمست ذلك بأم عيني في أكثر من منطقة وبدرجة أساسية في مديرية شعوب ذات الكثافة  الديمغرافية فعلى سبيل المقال مستوى النظافة في حي الخرابة بالحصبة يشكل نموذجا في نظافته الملحوظة ضمن الكثير من الأحياء بما فيها تلك الأحياء التي تعرف بالأحياء الراقية، وحقيقة بأن ذلك المستوى  من النظافة الذي يفوق مستوى الإمكانات الفنية والبشرية يعد مشرفا إلى أبعد الحدود وهو بكل تأكيد لم يتحقق بمحض الصدفة أو بضربة حظ بل بمزيد من المتابعة والإشراف ومزيد من الجهودات الفعلية التي يبذلها المشتغلون في نظافة العاصمة ابتداء من محطة الكنس والجمع والنقل وصولاً إلى المكتب الخاص المعروف بالمقلب فتحية لكل القائمين على نظافة العاصمة وتحية لكل من يقدر بإجلال مجهوداتهم المستمرة.
وباء الكوليرا
تعتبر الكوليرا من أخطر الأمراض الوبائية المميتة، وقد كان انتشار المرض الذي تم اكتشافه قبل أكثر 120 عاماً بواسطة العالم الألماني روبرت كوخ يحصد الكثير من الأرواح البشرية في منتصف وأواخر القرن المنصرم حينما كانت الأمصال واللقاحات تشكل أهمية كبيرة في مكافحته ليتبين بعد ذلك بأن نسبة النجاح لا تتجاوز الـ20% وعموماً كي نعرف أكثر عن هذا الوباء فأني أوجز لك الآتي.
1- الكوليرا مرض وبائي معدٍ ينتقل من الشخص المريض إلى الشخص السليم عن طريق الطعام والشراب الملوث بواسطة الذباب.
2- ميكروب الكوليرا المعروف بضمات الهيضة يشبه إلى حد كبير الضمة أو الواو المقلوبة.
3- تظهر الأعراض على المريض وهي عبارة عن إسهال وقي شديدين بطرقة مفاجئة وقد تصل إلى مائة مرة في اليوم وهذا ما يسبب الجفاف ومن ثم الموت.
4- لون الإسهال يشبه ماء الرز وحالة الإصابة تكون أكثر خطراً عند الأطفال دون الخامسة من العمر والعجزة وكبار السن.
5- تعد النظافة الشخصية من أهم سبل  الوقاية والمكافحة للمرض إضافة إلى تناول الأطعمة والأشربة المأمونة وكذا التخلص من الفضلات الجافة والرطبة بطريقة سليمة .
6- بالنسبة للماصبين ينبغي أن تعطى لهم كميات كافية من محلول الأرواء “محلول الملح” لتعويض السوائل المفقودة أما الأصحاء فينبغي أن يتناولوا الليمون الحامض بصفة مستديمة لأن ميكروب الكوليرا لا يستطيع العيش في الأجواء القلوية.
من مساجدنا
كثيرة هي تلك الممارسات والسلوكيات غير الحضارية التي نشاهدها في معظم مساجدنا وهي بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الجميع تأتي في مقدمتها حالات الضوضاء المزعجة ليس من قبل الأطفال فحسب، بل ومن قبل الكبار في الكثير من الأحايين وزيارة واحدة لمسجد الخرابة تبين ذلك بجلاء حيث يعم المسجد خلال معظم الصلوات وقبلها وبعدها حالة من الهرج والمرج رغم التوجيهات الجادة من إمام المسجد الفاضل عبدالله صالح الفقي، أما وضع الحمامات وأحواض الغسيل للقدمين فهو وضع مرثٍ في أكثر من مسجد وهذا لا يعني بأن كل مساجدنا تفتقر للنظافة فهناك الكثير منها تشكل نموذجاً فريداً وسوف نأتي على ذكرها في كتابات قادمة أما أهم المشاهد والسلوكيات التي تزعج الكثيرين فتتمثل بحالات الرنين والنغمات المختلفة الآتية من أكثر من هاتف سيار، بقي أن أشير في ختام هذه الإطلالة إلى بعض المصلين يحدثون عشرات الحركات غير المبررة خلال الصلاة وهنا يكمن دور الخطباء وللحديث بقية إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا