صنعاء / سبأ
رفعت اللجنة العسكرية والأمنية برقية عزاء ومواساة إلى المجلس السياسي الأعلى في ضحايا المجزرة غارات العدوان السعودي الأمريكي بطائرات الـF16 الأمريكية على القاعة الكبرى بصنعاء عصر السبت الماضي في عزاء آل الرويشان.
وقالت اللجنة العسكرية والأمنية في البيان الصادر عنها تلقت (سبأ) نسخة منها” إن هذه الجريمة التي سقط على اثرها مئات المواطنين المدنيين الأبرياء في مناسبة اجتماعية لا يمكن أن يستهدفها بمثل هذا الفعل إلا قوى الشر المتجسدة بداعش والقاعدة ومن أوجدها ويرعاها ويدعمها عالميا كواحدة من صور الجيل الرابع من الحروب القذرة التي تسعى أمريكا وإسرائيل إلى تغيير الخارطة الجغرافية والديموغرافية في الصراع العالمي الجديد عبرها”.
وأشارت اللجنة إلى نتائج ما وقفت عليه اللجنة خلال تدارسها للجريمة الشنعاء التي تعد من جرائم الحروب والإبادة الجماعية التي لا تسقط بالتقادم.
وأكدت على أن القوات المسلحة والأمن تعاهد الله والشعب وقيادته السياسية على الأخذ بالثأر على كافة المستويات وفي الجبهات الحقيقية للقتال بعيدا عن الاستهداف الجبان للمدنيين والتجمعات السكانية وكما كانت منذ بداية الرد على العدوان السعودي الأمريكي .
كما أكدت اللجنة العسكرية والأمنية على أن النصر حليف اليمن وشعبه العظيم وان القوات المسلحة والأمن ستظل صامدة وقادرة على تحقيق الفرق في معركة الشرف والكرامة والدفاع عن وحدة الوطن وشعبه ووحدة أراضيه.
نص البيان:
الإخوة/ رئيس ونائب وأعضاء المجلس السياسي الأعلى المحترمون
لقد وقفت اللجنة العسكرية والأمنية أمام المجزرة الإرهابية التي أقدم عليها طيران العدوان السعودي وحلفائه عصر يوم السبت الموافق 8من شهر أكتوبر الجاري على قاعة عزاء ضمت ما يقرب من ألف مواطن من مواطني الجمهورية اليمنية من مختلف فئاتهم والذين كانوا يقدمون واجب العزاء لأسرة آل الرويشان في وفاة والدهم في القاعة الكبرى بصنعاء..وقد شكلت اللجنة العسكرية والأمنية فريقاً مشتركاً من قبل الأجهزة الاستخباراتية والنيابية والأدلة الجنائية لتحريز المكان والاطلاع على كافة الحيثيات وقد توصلت إلى نتيجة واحدة هي قيام طيران العدو باستهداف القاعة الكبرى بعدة غارات مستخدما لقنابل أمريكية الصنع نتج عن ذلك عدد (113) شهيداً منهم (47) شهيداً مجهول الهوية وعدد (653) جريحاً.
ولذا فإننا نقدم العزاء لكم ولأهالي الضحايا والشعب اليمني جميعاً في شهداء الوطن الناتج عن هذه المجزرة ومثيلاتها وكل شهداء الوطن الأبرار وندعو الله الشفاء العاجل للجرحى جميعاً.
وقد خلصت وقفة اللجنة بما يلي:-
1. إن هذا الاستهداف قد أظهر للعالم بأسره مدى الإرهاب والتخبط والحقد التاريخي على وطننا الحبيب أرضا وإنسانا في سابقة إرهابية ولا أخلاقية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية والحروب.
2. كشفت هذه المجزرة القناع عن آل سعود وعن هوية ومصدر القاعدة وداعش، وأعداء الإنسانية وداعش الكبرى ونؤكد أن إقدامهم على مثل هذه المجزرة ما كان ليحدث لولا تغاضي وتشجيع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الخمس دائمة العضوية بشكل خاص.
3. نؤكد أن هذه المجزرة وكل جرائم عدوان آل سعود وحلفائهم الغادر على اليمن منذ 26 مارس 2015م تعد اعتداء إرهابياً وجريمة إبادة جماعية، نتيجة لما هو جار في جبهات الوغا التي يمرغ فيها أنف العدو في التراب وينكسر جنودهم أمام الجندي اليمني والذي لا يملك غير البندقية الآلية رغم امتلاك العدو لعدة وعتاد من احدث ما أنتجته آلة الموت الأمريكية ..إلا أن عدالة القضية اليمنية قد أعطت قوة وإرادة قتال للجندي اليمني وهو ما يفتقده العدو ومرتزقته وتحالفه، لذلك فإن استهداف قاعة العزاء قد تجاوز كل قواعد الحروب التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني بل وتجاوزت قانون حقوق الإنسان وقبل هذا قواعد الحروب التي اقرتها الشريعة الإسلامية السمحة التي أرساها رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام وكذا الشرائع السماوية .
4. إن ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم حرب وإبادة وإرهاب وتشريد وتجويع وحصار بري وبحري وجوي واستهداف متعمد ومتكرر للمدنيين في ربوع الوطن في ظل صمت وتواطؤ وتغطية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعتبر إيعازاً واضحاً وتشجيعاً ومشاركة لآل سعود وحلفائهم بالتمادي في جرائمهم البشعة ضد الإنسانية مما جعلهم يقدمون على ارتكاب هذه الجريمة والمجزرة السابقة في تاريخ الحروب وبدم بارد وقد اضر هذا كثيرا بمصداقية وكل جهود الأمم المتحدة وكل ادوارها ومنظماتها القانونية والقضائية والإنسانية ..اثر سماحها وسكوتها على موجات العنف المطلق التي تحاول امريكا عبر الجيل الرابع من الحروب أن تركع العالم وتعيد تشكيله لمصالحها ومصالح اسرائيل من خلالها.
5. لقد فقد الشعب ثقته في دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتأكد له أكذوبة احترام قوانين وقرارات هذه المنظمة نتيجة الخلل الواضح والانحراف والتقاعس في مسارها وخاصة في ظل القطب الأحادي للنظام العالمي.
6. نحمل الإعلام بكل أشكاله ومستوياته مسؤولية تجهيل المجتمع الدولي وتزييف وقلب الحقائق عما يجري من مجازر وإبادة في حق الشعب اليمني التواق للسلم والسلام مع المجتمع الدولي وخطورة ذلك وما سينتج عنه من ثقافة الأحقاد وروح الانتقام المجتمعية، والتي قد تتجاوز حدودها وبما يهدد بالفعل الأمن والسلم الدوليين في المنطقة.
7. إننا نحمل الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة الدول الإسلامية، والمجتمع الدولي مسئولية وقوفهم إلى جانب أسرة آل سعود رعاة الإرهاب ومموليه الداعمين الفعليين للفكر التكفيري الوهابي المتطرف نحملهم المسؤولية عن مثل هذه الجرائم والمجازر وما تتولد عنه من نتائج كارثية وسينعكس أثرها على المنطقة واستقرارها والمصالح الاستراتيجية فيها.
8. نشيد بالمواقف والجهود الوطنية لمجلسكم الموقر ومواقف قيادات الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان عموماً وعلى وجه الخصوص المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفائهم، ونثمن لكم حسن القيادة المتمثلة في قيادة الوطن في ظروف استثنائية صعبة ونحن على أمل في قدرتكم على تحدي الصعاب لتحقيق النصر بالتزامن مع جهودكم السياسية الوطنية والنجاح في تحقيق التلاحم الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية.
9. نؤكد لكم أن القوات المسلحة والأمن عازمون وقاطعون على أنفسهم عهداً أمام الله ثم أمام الشعب وأهل وأسر ضحايا هذه المجزرة وكل ضحايا مثل هذه الأنواع من جرائم الحرب والإرهاب وكذا أمامكم عازمون وبكل قوة وإصرار على أخذ الثأر من آل سعود وحلفائه الأشرار وسنوجعهم كما أوجعونا وفي عقر دارهم مستمدين قوتنا من الله وحده معتمدين على إمكانياتنا المتيسرة وتوحيد جهودنا المشتركة وتكاتف أبناء الجيش والأمن واللجان والشعب اليمني العظيم، مؤكدين لكم أن هذه الجرائم والمجازر الإرهابية لم تزدنا إلا قوة وتماسكاً وسيرى العدو ما لم يتوقعه، ونعدكم ونعد شعبنا العظيم أن نلقن العدوان ضربات تتلو الضربات كلها ستوجعه وتشل حركته وقدرته وسنثأر بما تعنيه كلمة الثأر في أماكن ثأر الشرفاء والنبلاء لكل شهداء الوطن لكل طفل وكل امرأة وكل شيخ مسن وكل مدني وكل جندي وكل ضابط وكل قائد والبادئ أظلم فلقد صبرنا الكثير والكثير وأيقنا أن لا تصالح ولا حوار ينفع مع هذا العدوان المتغطرس إلا أن يصله الوجع ويجبره على الرضوخ للسلم حتى وإن خذلنا العالم ومنظماته الدولية الهشة.
10. نحذر من المؤامرة التي يسعى إليها العدوان بتواطؤ الأمم المتحدة وبمساعدة الخونة والعملاء والتي تهدف إلى تقسيم اليمن والسعي لتحقيق الانفصال والذي يستحيل تحقيقه إنما سيؤدي إلى حرب مناطقية ومذهبية في الجنوب وتمتد إلى الشمال كما يخطط لها العدوان، وسنفشل هذا المشروع بإذن الله ومعنا الشرفاء من أبناء الجنوب والشمال والشرق والغرب وسيخسرون.. وإن غداً لناظره لقريب.
11. الجدير ذكره أننا لن نتسامح مع الخونة والعملاء الذين يقاتلون في صفوف العدوان أو يساندونه أو يؤيدونه ولم يستفيدوا من قرار العفو العام الذي أعلنه المجلس السياسي وسنضرب بيد من حديد كل من سيظل على موقفه ضد وطنه وشعبه ويكفي ما أصاب الوطن ومصالحه من أضرار وكذا مصالح شعب اليمن العظيم ونحن عازمون ومضطرون لوضح حد لهؤلاء الخونة والعملاء لما فيه سلامة أرض الوطن وأمن وسكينة شعبه واستقراره ووحدته والحفاظ على ثوابت الأمة الوطنية والدينية.
12. نتمنى أن نوفق واثقين من الله سبحانه وتعالى ثم في خطواتنا وبدعمكم المعهود.
المجد والخلود للشهداء، الشفاء العاجل للجرحى.
ولا نامت أعين القتلة والجبناء.
وتقبلوا خالص التحية،،،
اللجنة العسكرية والأمنية
اللواء الركن/ محمد بن عبدالله القوسي
رئيس اللجنة .