■ أصواتها الشديدة الانفجار.. تمثل إزعاجاً كبيراً
■ تفعيل الإجراءات الرقابية والعقابية تجاه الموردين والبائعين بداية محاصرة المشكلة
■ “الطفل” المتضرر الأول منها.. وإحصاءات المستشفيات تدق ناقوس الخطر
تحقيق/ عبدالله كمال
يمثل تزامن ظاهرة الألعاب النارية ورواج هذه الألعاب والمفرقعات بشكل كبير والأقبال عليها، مع موسم كل عيد، خصوصا عيدي الفطر والاضحى، أبرز الظواهر السلبية التي تتسبب في إقلاق السكينة العامة وإفساد أجواء هذه المناسبات الدينية التي تتطلب الطمأنينة والسكينة والهدوء.
يلاحظ المتابع أن ظاهرة اﻷلعاب النارية نزداد رواجا، ويزداد اﻹقبال عليها، دون أدنى اعتبار لما تمثله من إقلاق للسكينة العامة وإفساد لأجواء وفرحة العيد وتعكير لصفو الناس.
يقول المواطن محمد العيدروس، اﻷلعاب النارية من الظواهر السلبية، والتي يجب مواجهتها من جميع أفراد المجتمع، ولاسيما في المناسبات الدينية التي لها خصوصية من حيث حاجة الناس للطمأنينة والهدوء، فهي مناسبات للعبادة والفرح وهذا يتطلب الهدوء والاطمئنان، ولا شك أن الجميع يعانون من أصوات اﻷلعاب النارية والمفرقعات، علاوة على ما قد تسبب به من حوادث وإصابات لا سمح الله.
ويضيف الرضي: أنا أستغرب من اﻵباء وأولياء اﻷمور الذين يعطون أطفالهم نقودا وهم يعلمون أنهم سيشترون بها اﻷلعاب النارية والمفرقعات، والتي تكون سببا في إزعاجهم هم في المقام اﻷول ثم جيرانهم غي الحارة والحي عموما.
مواد شديدة الانفجار
كثيرا ما يسمع أحدنا صوت انفجار شديد فيهرع مذعورا وهو يظنه انفجار قنبلة أو عبوة ناسفة، وحين يتبين مصدر هذا الانفجار يجده صوت ألعاب نارية أو مفرقعة كان طفل ما يلهو ويلعب وهو يشعل فتيلها، غير مدرك لما تتسبب به من ذعر وهلع لدى الكبار.
يقول ناصر المرهبي،شخصية اجتماعية: لم نكن نعرف من قبل ألعاب نارية ومفرقعات تنفجر بهذه القوة وتحدث هذا الصوت الشديد، وهو ما يسبب هلعا للناس، سيما في ظل اﻷوضاع التي تعيشها البلاد، وما تعانيه من اختلالات أمنية، وهو ذات اﻷمر الذي علاوة على ما يخلفه من ذعر وهلع، فإن له مخاطر كبيرة، وأظن أن مفرقعة تنفجر بهذه الشدة والقوة بلا شك تمثل خطورة على حياة الطفل أو أي شخص كبير أو صغير تنفجر عليه.
ﻻ بد من التوعية
ويضيف المرهبي: يجب علينا جميعا أن نقف في وجه هذه الظاهرة ونوعي الناس بمخاطرها وما تمثله من إزعاج وإقلاق للسكينة العامة واﻷمن وخاصة في هذه المناسبات الدينية ، ويجب على أوليا اﻷمور واﻵباء والأمهات التنبه لهذا اﻷمر ومراقبة أطفالهم حين يعطونهم النقود، فلا يعطونهم نقودا إلا وقد اشترطوا عليهم عدم شراء هذه المفرقعات، كما يجب على اﻷجهزة اﻷمنية الاضطلاع بدورها في مكافحة ترويج هذه المواد المتفجرة والاتجار بها، كما يجب على التجار مراقبة ضمائرهم في ما يتاجرون به من مواد، ويستشعرون مسؤوليتهم التي يمليها عليهم دينهم أولا ثم ضميرهم وإنسانيتهم ثانيا، في عدم المتاجرة بما يتسبب في مخاطر ويؤدي إلى إخلال باﻷمن وإقلاق للسكينة العامة.
المسؤولية جماعية
من جهته يرى الرائد ناجي القرشي، رجل أمن،أن تفاقم هذه الظاهرة ولا سيما في هذا التوقيت له خلفيته، من حيث ما تعانيه البلاد من سيولة أمنية، وكذا القصور في الرقابة،أضف إلى ذلك المرحلة التي مرت بها البلاد منذ انطلاق العدوان على بلادنا، والتي جعلت الجهود اﻷمنية تتركز في الدرجة اﻷولى على مكافحة اﻹرهاب والجريمة المنظمة وحفظ اﻷمن، ما تسبب في إغفال بعض القضايا اﻷقل خطورة.
وحول ما تسببه هذه الظاهرة من إقلاق للأمن والسكينة العامة، خصوصا في الاعياد يضيف القرشي: ما يتسبب به استخدام اﻷلعاب النارية من إزعاج وإقلاق للسكينة يعاني منه المجتمع عموما، فكما يعاني الكبار من أصوات انفجار هذه اﻷلعاب والمفرقعات، فإنها تمثل أيضا خطورة على مستخدميها وجلهم من فئة اﻷطفال، وذلك لما تخلفه هذه المفرقعات من إصابات فيهم.
ويختتم القرشي بإلقاء المسؤولية على الجميع، إذ يكون اﻵباء واﻷمهات وأولياء اﻷمور في المسئولية عن مواجهة هذه الظاهرة والحد منها، مثلهم مثل رجل اﻷمن والتاجر وغيرهم من فئات المجتمع وشرائحه، فرجل اﻷمن ولا سيما في هذه المرحلة مهما بذل من جهد فإنه يبقى جهدا محدودا، ما يعني أنه لا بد من تضافر الجهود لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها.
تجارة رائجة
حسين مبخوت، تاجر جملة.. يقول: في الحقيقة لا أظن أن أحدا يجهل ما تتسبب به اﻷلعاب النارية والمفرقعات من إزعاج ومخاطر، ولكنها في مثل هذه اﻷوضاع والتي تمثل موسما لبيعها والاتجار بها تصبح تجارة رائجة، سيما وأنها لا تواجه أي منع أو حظر أو ملاحقة، لذا فالنسبة لي كتاجر أعتبرها سلعة مثل بقية السلع وأسعى للحصول على اﻻبح من ورائها مثلي في ذلك كغيري من التجار، فما دامت هذه السلعة رائجة في السوق، ولا تلاقي أي منع أو حظر أو ملاحقة، فإن امتناعي عن الاتجار بها لن يكون له أي تأثير، فغيري الكثيرون يوفرونها ويتاجرون بها.
ويضيف مبخوت: مواجهة الاتجار بهذه المواد تتطلب حزما وتشديدا لمنع دخولها إلى البلاد وتوريدها من بلد المنشأ، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا في حال وجود دولة مستقرة ولا تعاني من أي قلاقل أو اختلالات أمنية، أما في مثل الوضع الذي تمر به بلادنا، وقد دخلت هذه المواد كبضاعة من المنافذ، فإنه يغدو الحديث عن منعها أو حظرها وملاحقة المتجرين بها مجرد عبث، ففي اﻷخير حتى مسألة الوعي لدى المجتمع لا يمكن الركون إليها في مواجهة هذه الظاهرة، وما دامت البضاعة موجودة والمستهلك مستعداً لشرائها فإنها ستصل إليه بأي طريقة، وسبق في سنوات سابقة أن كانت هناك حملات للتفتيش وضبط هذه المواد والمتجرين بها، إلا أنها لم تكن تحقق أي نجاح أو تشكل رقما في القضاء على الظاهرة، بل إن هذه المواد كانت تباع في السر وبأسعار أغلى.
من وجهة نظر دينية، ولما لهذه اﻷلعاب من مخاطر وما تسببه من إزعاج وإقلاق للسكينة العامة، يقول الشيخ مصلح العلواني، خطيب ومرشد ديني: هذه الظاهرة وهذه اﻷلعاب الخطيرة والمؤذية في آن لها آثارها التي تتمثل في خطورتها على مستخدميها وعلى غيرهم خاصة وأن استخدامها غالبا من قبل شريحة اﻷطفال، وبناء على ذلك فإنها تتسبب في أذى للإنسان سواء كان مستخدما لها أو متواجدا في محيط استخدامها، وهذا اﻷذى إما أن يكون جسديا مثل اﻹصابات التي تخلفها وخصوصا بين اﻷطفال أو نفسياً بسبب ما ينتج عن انفجارها من أذى وإزعاج وإقلاق.وبالتالي فلا بد من الوقوف في وجه هذه الظاهرة ومحاربتها، ولا بد من التنبه إلى أنها مما يجب على المسلم تجنبه ومواجهته، لما تمثله من أذى وإقلاق وإزعاج.
أذى كبير
وعن استخدامها وروجها في المناسبات الدينية والاجتماعية يضيف العلواني: في المناسبات الدينية ينبغي ترك كل ما يثير البغضاء والحقد والضغينة والخصام.. اﻷمر الذي يوجب الحرص على مراعاة خصوصية هذه المناسبات وما تتطلبه من هدوء وسكينة، والابتعاد عن ما يمكن أن يعكر على المسلمين أجواء الفرح نهارا، أو يقلق أمنهم وطمأنيتهم ليلا، وكذا كل ما من شأنه أن يلحق أذى أو يسبب إزعاجا للناس.