عيدكم مبارك

عبدالسلام فارع

* فيما تحتفي الأمة العربية والإسلامية اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك يواصل ضيوف الرحمن من أنحاء المعمورة أداء مناسب الحج وسط أجواء مفعمة بالخشوع والإيمان والتضرع والابتهال إلى مالك الملك الذي هيأ لهم سبل الوصول إلى تلك الأراضي الطاهرة والمقدسة لأداء شعيرة الحج بعد أن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وبعد أن واصلوا مناسكهم من منى حيث كان مبيتهم لينطلقوا مع شروق الشمس إلى عرفات  ومن ثم التوجه إلى مزدلفة بعد الغروب ها هم ضيوف الرحمن وبعد أن توقفوا عند المشعر الحرام يعاودون السير إلى منى من جديد ليشكلوا أجمل لوحات الإبداع والتوحد التي لم تشهد لها المعمورة مثيلاً فجميعهم بملابسهم والسنتهم ومشاعرهم وابتهالاتهم الموحدة على قلب رجل واحد وكلهم سواسية من حيث الغاية الإيمانية ومن حيث المكانة والهدف فلا فرق بين أسود وأبيض أو غني وفقير ولا حاكم أو محكوم وهذه هي الحكمة الإلهية من فريضة الحج بتوحيدها للقلوب وتحطيمها لكل الفوارق والمزايا التي لا مكان لها في مثل هكذا تجمع إسلامي تتباهى به أمة الهادي بين الأمم اذ لم يبق لهم في اكمال هذه الشعيرة سوى الحلاقة والذبح ومن ثم رمي الجمرة الكبرى والصغرى والعودة إلى ديارهم سالمين غانمين بعد أن غفرت ذنوبهم إن شاء الله وبعد أن صاروا وكما ولدتهم أمهاتهم.
العيد عيد العافية
أما حال العيد في بلادي المدمرة والمنهكة فهو لم يعد كما كان يصفه السواد الأعظم بالقول العيد عيد العافية، رغم اعتقاد الكثيرين بأن العافية تحتاج إلى علف والمقصود بالعلف هنا هو الغذاء أو الطعام على أن يكون متكاملاً.
اليوم ايها الأعزاء لم تعد فرحة العيد ما الفناها في عقود مضت، فمعظم الأسر لم يعد بمقدورها تأمين الوجبات الأساسية وهي في الغالب وجبات متواضعة وغير مكلفة ولا تلبي الاحتياجات الأساسية للجسم أما شريحة الشباب والرياضيون ممن كنا ننصحهم في مثل هكذا مناسبات بعدم الافراط في تناول اللحوم وكعك العيد كي لا يتعرضوا للإصابة بالكولسترول وأمراض القلب فأني على يقين تام بأنهم لم يتناولوا اللحوم إلا إذا دعي احدهم لمناسبة وبدرجة أساسي أولئك الشباب والرياضيين الذين نزحوا عن ديارهم من صعدة وتعز إلى العاصمة صنعاء.
* وفي ذات الاتجاه قال أحدهم بعد أن كنا لا نجد أي صعوبة تذكر في توفير الأضاحي وملابس العيد أصبحنا نعاني من توفير الخبز والروتي وباقي المواد الضرورية.
* وعن العيد وفرحته حدث أحدهم صديقه فقال: الحمد لله استطعت اقناع أولادي بأن كبش العيد ليس مهما كملابس العيد التي وفرتها بصعوبة واحراج شديدين لكن من سيقنعهم بعدم الذهاب إلى الحدائق، وهنا رد عليه صديقه سعيد هم الاطفال والله ما علمهم دخن، مش داريين أن رواتبنا تزلج بعد اسبوع من استلامها.
وفي واحدة من وسائل النقل قال أحد الركاب لمن حوله كيف باتعملوا العيد السنة اذي فرد أحدهم بالقول أنا شخصيا شاشللي دجاجة واكتب عليها تيس فعضب عليه آخر قائلاً الحمد لله على كل حال كلما ضاقت لا بد ما تنفرج وبعدين ما دراك ربما يرجع دومان لأصحاب الفلوس ويتعاملوا مع الأضحية حسب السنة فرد أحدهم يعني نراعي للصدقة أو الهدية مومن عيد إذا يا خبرة.
* كنت اعتقد بأن الزملاء في صحيفة الثورة سيحصلوا على بعض مستحقاتهم المالية ومنها الانتاج الذي تعرض لغيبوبة وشلل في اكتوبر الماضي وكنت أظن بأن القائمين على المؤسسة سيقدرون احتياجاتهم العيدية ونحن معهم. بصراحة لم أعد ادري كيف يدبر الزملاء أمورهم .. وعيدكم مبارك.

قد يعجبك ايضا