الحوار أمل الجميع بالانصاف والعدالة
استطلاع/ محمد سيف القراري – شوقي العباسي –
> يعول اليمنيون كثيراٍ على مؤتمر الحوار الوطني في إخراج اليمن من دوامة الأزمات وتداعياتها المؤسفة حيث يعدونه بمثابة البوابة التي سيلجون عبرها إلى الدولة الحديثة والجسر الذي سيعبرون من خلاله إلى اليمن الجديد والمستقبل الأفضل لذا يتوجب طرح كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن بشفافية تامة على طاولة الحوار ومناقشتها بمسؤولية وطنية وصعدة من القضايا الرئيسية الحاضرة بقوة في طاولة الحوار.
والثورة واهتماما منها وتفاعلاٍ مع قضايا الوطن ومؤتمر الحوار عملت على تسليط الضوء على قضية صعدة من خلال استطلاع آراء وأفكار عدد من المهتمين بها ولهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإضافة إلى استعراض آراء متعددة وذات توجهات قد لا تكون متطابقة وتصل احيانا إلى التناقض وحرصاٍ منا على الموضوعية قمنا بعرض كافة الرؤى فإلى تفاصيل.
جذور المشكلة
الأستاذ حسن زيد المستشار الثقافي لرئيس الوزراء أمين عام حزب الحق قدم عرضاٍ شاملاٍ لقضية صعدة مركزاٍ على جذور المشكلة الراهنة والتي قال إنها كانت جرحاٍ بسيطاٍ إلا أن السلطة “السابقة” هي التي وسعته.
وكما هو معروف أن صعدة كانت منذ زمن قلعة الزيدية ولا زالت لكن التمددات المذهبية الآتية من خارجها إضافة إلى تداعيات الحروب الستة جعلها مشكلة معقدة ومتداخلة وغير واضحة بجعل البحث عن حل لها أكثر تعقيداٍ.
وارجع حسن زيد المذهبية الجديدة ومحاولات التوسعات الإقليمية سواء كانت جغرافية أو مذهبية أو سياسية مع أنها كما ذكرت كانت منذ زمن معقل المذهب الزيدي تلك التمددات والتوسعات والتدخلات تركت نوعاٍ من التناقضات المذهبية والتي بالتالي ساعدت وسهلت عليه التدخلات والتوسعات .
كما بذلت منذ سبعينيات القرن الماضي محاولات لتغيير البنية المذهبية في صعدة ومن قبل تيارات “سلفية” تمثل ذلك بتأسيس مدرسة “دار الحديث” في دماج على يد المرحوم مقبل الوادعي..
وتابع حسن زيد أن أحد الأسباب أيضا للمشكلة يرجع إلى أن القيادات في السلطة المركزية “سابقاٍ” خصوصاٍ تلك التي افتقدت إلى المشروع الوطني والمشروعية وشعرت بالتهديد ورأت من قوى كثيرة ومنها المذهب الزيدي الذي دائماٍ يقف ضد الظلم وصعدة معقله خصماٍ لمشاريعهم يجب إسكاته.
وأشار زيد إلى أن القضية الآن لم تعد بمن يردد الشعار بل أصبح هناك صراع داخل صعدة لأن الحروب انتجت واقعاٍ هو سيطرة جماعة أنصار الله “الحوثيين” أمنياٍ وإدارياٍ تقريبا على المحافظة حتى أن القوات العسكرية والأمنية المتواجدة فيها رغم كبر عددهم أصبحوا كالضيوف وأي سلطة تقام كما هو واقع الحال لا بد أن توجد أو تؤلب ضدها خصوماٍ ومتضررين وهذا ما هو حاصل الآن في صعدة حيث أن سيطرة أنصار الله ولدت لها خصوم وصارت هناك أطراف متصارعة.
وتطرق إلى الجرح المذهبي الناتج لحرب دماج وتلك المواجهات التي تجاوز تأثيرها صعدة إلى بقية أجزاء اليمن واستفز مشاعر كثير من اليمنيين بل وتوقع أن يتسع التأثير لتلك القضية إن لم تعالج إلى خارج اليمن ويصبح الجرح قابلاٍ للانفجار في أي وقت .
واختتم زيد حديثه بتقديم تصور للحل لهذه القضية مختصر بضرورة أن تطرح القضية على طاولة الحوار بكل أبعادها وتعقيداتها مع بقية قضايا ومشاكل الوطن والحل لن يكون إلا بإيجاد دولة مدنية ضامنة للحريات يتساوي أمامها الجميع على أساس المواطنة بصرف النظر عن الجنس واللون والدين .. الخ والتي تضمن حق الاختيار للمواطنين سواء حزبيا أو مذهبيا أو جهوياٍ وأيضا إيجاد مؤسسة أمنية وعسكرية محايدة ويضمن ذلك نصوص دستورية تضمن الحياد.
وقال: ذلك من وجهة نظري ويجمع عليه الكثير هو المخرج الوحيد والحل الناجع لقضية صعدة والجنوب وكل مشاكل اليمن في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
قضية عادلة
البرلماني عبدالكريم جدبان عضو مجلس النواب يقول: إن قضية صعدة مركزية على طاولة الحوار الوطني مثلها مثل القضية الجنوبية وحددت في النقاط الـ20 التي تقدمت بها اللجنة الفنية إلى رئيس الجمهورية بأن صعدة قضيتها قضية وطنية عادلة وأن على الدولة أن توليها الاهتمام البالغ كونها قضية مركزية تضرر منها أبناء صعدة فقد هدمت منازلهم ومزارعهم وأكثر من 28 ألف منشأة دمرت في صعدة حسب الاحصاءات الرسمية لصندوق إعمار صعدة مع اعتراف لجنة الحصر أنها لم تقم بمسح كل المناطق المدمرة هناك إضافة إلى آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين..
وأشار إلى أن لجنة الحصر أقرت مليارين ريال لكن ما الذي تعنيه هذه المبالغ مقابل هذا الكم الهائل من الدمار لافتاٍ إلى أن آمال كبيرة تعلق على الحوار الوطني بأن تنصف صعدة وأن يخرج بها إلى بر الأمان.
وأضاف جدبان : لن ندخل الحوار بصورة تشاؤمية ولكن سندخله وكلنا أمل في أن تحصل قضية صعدة على الإنصاف والحلول العادلة وصدورنا مفتوحة وأيدينا ممدودة إلى كل الفرقاء لكي نخرج اليمن إلى بر الأمان وإذا صدقت النوايا من الجميع يمكن أن يتحول اليمن إلى يمن آخر..
مواطنة متساوية
الأخ علي البخيتي عضو مؤتمر الحوار الوطني يقول: تكفينا النقاط العشرين إذا تم تطبيقها فهي تؤدي إلى حل قضية صعدة وهناك 35 مقعداٍ لأنصار الله “الحوثيين وحلفائهم” ونأمل أن يتم حل قضية صعدة بالإضافة إلى القضية الجنوبية.
البخيتي يضيف بأن قضية صعدة تعتبر سياسية واجتماعية وثقافية و نتمنى أن نصل إلى آراء مشتركة عندما نجتمع ببقية المكونات في اللجنة الفنية للحوار الوطني.
وأوضح علي البخيتي أن النقاط العشرين وبالتحديد ما يخص محافظة صعدة وقيام دولة مدنية عادلة تكفل مواطنة متساوية للجميع دون تمييز ومحاكمة المسئولين على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبوها ضد الإنسانية واعتماد شهداء حرب صعدة أسوة بشهداء الثورة السلمية ومعالجة الجرحى وتعويض المعاقين واعتماد المشاريع الخدمية التي تحتاجها المحافظة واستقلال القضاء والسلطة العسكرية وعدم تسخير إمكانية الدولة لأي طرف وحرية الإعلام والشفافية في أداء الحكومة بالإضافة إلى تقديم الجناة لمحاكمات عادلة والإفراج عن السجناء والمفقودين.
حروب ظالمة
الدكتور محمد المأخذي ناشط في الحركة الحوثية قال: إن قضية صعدة هي سياسية نتج عنها اضطهاد سياسي وفكري واجتماعي وحقوقي ولا بد من الاعتراف بالقضية كقضية وطنية عادلة ووجود دولة القانون والمؤسسات ودولة مدنية حديثة وضمان حرية الفكر والتعبير واستقلال القرار السياسي وعدم الانجرار وراء التوسعات الفكرية والتعليمية الخارجية ومشاركة جميع شرائح الشعب في مواقع صنع القرار بدون إقصاء أو تهميش أو عنصرية وإيقاف التحريض المذهبي والطائفي والفتاوى التكفيرية وإنصاف الناس وتعويضهم عما لحق بهم والاعتذار عن الحروب الظالمة وإيلاء قضية صعدة الاهتمام الجاد ومعالجة آثار الحروب الستة الظالمة والعبثية التي شنت على المحافظة وسرعة إعادة الإعمار وتعويض الشهداء والمعاقين والجرحى والمنازل والمزارع المدمرة وإطلاق كافة المعتقلين والكشف عن المفقودين وإعادة الموظفين إلى أعمالهم وصرف كافة مستحقاتهم ومرتباتهم.
