من ذاكرة المكتبة


مكتبة ليك Lake Libraryأول مكتبة متجولة في الجزيرة العربية تطوف شوارع عدن
في خمسينيات القرن الماضي,عرف البسطاء في أحياء عدن أول مكتبة متجولة في الجزيرة العربية إنها هو مكتبة ليك (Lake Library ) أو مكتبة مسواط كما س◌ْميت بعد الاستقلال.
جاء القرار بإنشاء مكتبة ليك في كريتر من قبل بلدية عدن, والتي افتتحت في العام 1951م. كانت المكتبة تحتوي على ثلاثة أقسام بثلاث لغات. هي الإنجليزية و العربية ومن ثم قسم صغير للكتب باللغة الأردية.
في بدايات إنشاء المكتبة, وصل عدد الكتب فيها إلى 18000 كتاب في قسم الإعارة, مع 500 كتاب في قسم المراجع والأبحاث, كما تم إضافة 2500 كتاب إضافي, وكان كل كتاب يحتوي على ثلاث نسخ. كان نظام الاستعارة في المكتبة يتم بطريقة تسجيل العضوية, حيث يتقدم العضو بطلب بطاقة عضوية التي عادة◌ٍ ما تصرف لمدة ستة أشهر وتجدد فيما بعد, حيث تحرر البطاقة من نسختين, نسخة لمقدم الطلب ونسخة تبقى في المكتبة. وكانت جميع الكتب الموجودة في المكتبة يوضع فيها بطاقة خاصة تحتوي على رقم التسلسل واسم الكتاب واسم المؤلف, وعند استعارة العضو لأي كتاب تؤخذ البطاقة وتوضع مع بطاقة العضو الخاصة بالمكتبة, وبعدها توضع البطاقتان في أدراج خاصة مسجل عليها التواريخ الخاصة بإعادة الكتاب, كما يوقع العضو على استلام خاص باستعارة الكتاب.
كان النظام في المكتبة هو إعارة كتبها بطريقة ثلاثة كتب لمدة أسبوع, وفي حالة طلب العضو تمديد مدة الاستعارة, يجب عليه الحضور إلى المكتبة مع الكتب الم◌ْستعارة سابقا◌ٍ ويطلب تمديد استعارتها, وحينها يخرج موظف المكتبة البطاقة الخاصة بالكتب من الدرج الخاص بتاريخ الإعادة الأول ويضعها بعد التسجيل في درج تاريخ الإعادة الجديد.
كانت المكتبة تحتوي على أقسام عدة ومنها, قسم القراءة ويحوي طاولات وكراسي للقراء ويمنع فيه الحديث بتاتا◌ٍ ويطبق عليه صمت رهيب. كما كان يوجد في المكتبة وحدة خاصة لتجليد الكتب بالخيط وتغلف الكتب بغلاف من اللون الب◌ْني القرطاسي, وقسم آخر للمراجع الخاصة باللغتين العربية والإنجليزية, ويمنع إعارتها أو إخراجها خارج المكتبة. وأيضا◌ٍ كان يوجد في المكتبة قسم للغة العربية وقسم آخر للغة الإنجليزية وقسم خاص بالأطفال. وكانت المكتبة تعمل على فترتين صباحية ومسائية, وتتكون من ستة أفراد يديرون المكتبة. وتعاقب على المكتبة ثلاثة مدراء منذ إنشائها في العام 1951م حتى إغلاقها.
وقد كان أبرز ما يميز هذه المكتبة عن مثيلاتها في الوطن العربي أنها كانت تقدم خدمة المكتبة المتجولة التي كانت تطوف أحياء وحارات عدن لإعارة الكتب للمهتمين والقراء من خلال باص متنقل يحتوي على كل أنواع الكتب وبجميع اللغات, وكانت هذه المكتبة المتنقلة مخصصة للمناطق التي لا يوجد بها مكتبات: كالشيخ عثمان, التواهي, خورمكسر, المعلا والمنصورة… وكان يتم زيارة هذه المناطق مرة كل أسبوع, وكان يوجد لها أماكن مخصصة للوقوف مع سائق وموظف.
ترجمة: بلال غلام حسين

قد يعجبك ايضا