> ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وغياب الرقابة وانعدام فرص العمل .. أبرز سمات هذا العام
> ازدحام السيارات في الشوارع نهاراً يعكس حيوية رمضان عند اليمنيين
> بيع اللحوم تراجع بنسبة 30-60% عن رمضان الماضي
>تاجر أدوات كهربائية: سوق الطاقة الشمسية وأدوات الكهرباء منتعش في رمضان
> بائع خضار: الفواكه والخضار متوفرة وأسعارها أقل من العام الماضي، ولكن الإقبال على شرائها متدن
استطلاع/ جمال الظاهري
بهدوء عبرت العشر الأولى من شهر رمضان هذا العام حياة أبناء الأمة الإسلامية وأفئدتهم كالمعهود، غير عابئة بجديدهم أو بما هم عليه من استعداد لاستقبال شهر المنح والهدايا الربانية التي ينتظرها كل المسلمين ويحدوهم الأمل بالفوز بما تحمله أيامه ولياليه من الجوائز والهبات الربانية التي لا غنى لهم عنها.
وصفنا للأمر على انه عبور له ما يبرره، ولأن حضور شهر الخيرات لا يتبدل ولا يتغير ودائما يأتي بنفس حلته وبما يحمله كل عام، فإن تفسيرنا للاستهلال لا يرتبط بجديد الشهر ولكن بجديد الناس وبمستجدات أوضاعهم.
فاستقبالنا لشهر رمضان هذا العام ليس كما الفناه واعتدنا عليه في الأعوام الماضية من ناحية الاستعداد والابتهاج والحفاوة، حيث كان المألوف أن تسمع بكثرة عبارات التهاني بقدومه وتشاهد بعض مظاهره في العادات التي تسبقه بأيام وفي أولى لياليه وأيامه، فيما هذا العام كان من النادر أن تسمع أحاديث ونقاشات من قبيل التواصي والتذكير والحث على عدم التهاون والتفريط وتشاهد مبادرات وممارسات ارتبطت بقدوم شهر رمضان على كثرتها.
(الثورة) نزلت لتلمس حالة الناس في محاولة لفهم ومعرفة السبب والمزاج العام الذي جاء على غير ما ألفناه فاخترنا الشارع والسوق لأنه المكان الذي يستوعب كل فئات المجتمع اليمني وخرجت بالآتي:
كان الأمر لافتا والفارق بين حركة البيع والشراء منذ أول أيام رمضان وكذلك حركة الناس واهتماماتهم التي تحكم نشاطهم اليومي في مثل هذه المناسبة على غير العادة البرنامج اليومي للمواطن العادي يميل الى الاستكانة والهدوء حد الرضوخ الإجباري لواقعه حتى حالات الشكوى والتذمر من قلة الحيلة وارتفاع الأسعار نادراً ما تسمعها.
المشهد الأول
* حركة البيع والشراء وتوفر السلع وبالأخص الرمضانية هي الصورة الثانية التي كان لا بد أن نعرج عليها السلع متوفرة والمحلات فاتحة أبوابها والبسطات تزخر بأنواع متعددة من الخضار والفواكه ,الباعة الموسميون الذين اعادوا واعتدنا على رؤيتهم وقد احتلوا بعض الأرصفة وبجانب المحلات التجارية حاضرون أيضا بسلعهم الرمضانية بائع (السنبوسة) وبائعة اللحوح والعربات الصغير المتنقلة التي تبيع بعض أنواع الحلوى والمكسرات الرمضانية والقطائف حاضرون أيضا بسلعهم وسط الزحام وأعينهم تلاحق من يمر بهم, فيما اشاراتهم المرحبة والتي تستدعي المار بهم لا تتوقف في محاولة للظفر بزبون افتراضي .
سألنا بعضهم عن حالة البيع والشراء هذا العام قياسا على العام الماضي وعن مدى رضاهم على حركة البيع والشراء وأيضا بحثنا عن أجوبة لحالتهم غير المألوفة في مثل هذه الأيام وسبب تلك النظرات المنكسرة والوجوه المتجهمة فكانت اجاباتهم أقرب الى التطابق.
أسعار الفواكه والخضار
* الوصابي صاحب بسطة في خط المطار يقول: بالنسبة للفواكه والخضار متوفرة وأسعارها لم تتأثر كثيرا بارتفاع سعر صرف الدولار والعملات الأخرى التي حدثت في بداية رمضان بل إن أسعار بعض الخضار أقل من أسعارها في مثل هذه الأيام من العام الماضي، ولكن الإقبال على شرائها متدن وبصعوبة نبيعها.
– ويضيف قائلا: الأمر واضح وطبيعي حالة الناس صعبة والأعمال متوقفة, وحتى الموظفين الذين معهم مرتبات حالتهم سيئة, مثلا أنا أعرف الكثير من زبائني منذ سنوات كانت قدراتهم الشرائية جيدة, وكانوا يأتون اليّ ويشترون نوعين وثلاثة وأربعة من الفاكهة, وأيضا الخضار مرة ومرتان وثلاث مرات خلال الأسبوع وبعضهم يوميا أثناء عودتهم من أعمالهم, هؤلاء ما عدنا نراهم الا نادرا مرة أو مرتين في الشهر ويطلبون أقل من نصف ما كانوا يشترونه في السابق ,باختصار حركة البيع والشراء ضعيفة منذ اليوم الأول لشهر رمضان ومن قبل رمضان.
الطاقة الشمسية
* انتقلنا لتسجيل انطباع آخر في نفس السوق ولكن مع بائع وسلعة مختلفة.
العتمي صاحب محل كهرباء واتصالات أدخل مؤخرا سلعة جديدة في نشاطه كان رأيه وحديثه مغايراً لحديث صاحب الخضار قال: الحمد لله حالة البيع والشراء جيدة وأحسن من العام الماضي بنسبة 50 إلى 70 % زيادة البيع للسلع التي نقدمها.
وأضاف مفسراً لحديثه السابق عن حالة البيع والشراء قائلاً:
بالنسبة لنشاطنا وحالة الطلب المرتفعة لسلعنا له ما يبرره، وهذا الأمر بالنسبة لنا يعتبر جيداً وأحسن من العام الماضي خاصة بعد ان بدأنا نبيع أدوات الطاقة الشمسية التي لا غنى عنها في ليالي رمضان خاصة بعد أن فقد الناس الأمل في عودة الكهرباء، الأمر الذي زاد من وتيرة البيع والشراء مع قدوم شهر رمضان بالرغم من أن أسعارها قد ارتفعت مؤخراً متأثرة بارتفاع أسعار الصرف للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.
اللحوم
تركنا بائع الأدوات الكهربائية وتوجهنا الى محل آخر لطالما كان دخول الشهر الكريم سببا في زيادة إقبال الناس على شراء السلعة التي يبيعها وفي نفس المنطقة، سوق اللحوم، سألنا عددا من الباعة فكانت إجاباتهم أقرب الى الإجماع على أن حركة البيع ضعيفة وأقل بنسبة 30 الى 60 % عن العام الماضي وكان تفسيرهم شبه مطابقا لتفسير أصحاب الفواكه والخضار .. حيث أرجعوا سبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن الى ارتفاع الأسعار والتي منها ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تكاليف النقل وأسعار أعلاف ((المواشي)) الأبقار والأغنام وتدني سعر الصرف للعملة اليمنية أمام العملات الأخرى إضافة إلى صعوبة الاستيراد للحيوانات الأفريقية، بسبب العدوان والحصار.
مشهد آخر
ذباحة صغار الحيوانات وإناثها يواصل حضوره أمام محلات وأسواق بيع اللحوم، وغياب الرقابة وجهات الضبط تواصل (التطنيش) والغياب التام، وارتفاع وتيرة ذباحة إناث الأبقار والأغنام وكذلك صغار الحيوانات صار أمراً مألوفا وطبيعيا ومن النادر أن تسمع من أحد عبارة استنكار أو نصيحة، سواءً لمختص في جهات الضبط أو لجزار يعي خطورة الأمر على مستقبل الثروة الحيوانية اليمنية، أو مشتر يتحدث عن الأمر على أنه مخالف للتشريعات والقوانين التي تجرم ذباحة هذه الأنواع من الحيوانات وتعاقب مرتكبيها!
ازدحام الشوارع..
مشهد نختم به وهو زيادة حضور السيارات وحركتها الكثيفة من كل الأنواع التي تزدحم بها الشوارع ذهاباً وإيابا كان ولا زال أحد أهم وأبرز ما يلاحظه من ينزل إلى شوارع وأسواق الأمانة، أعدادها الكثيرة وتنقلاتها أمر لم نألفه خلال السنوات السابقة، كما أن هذه الزيادة العددية في استخدامها في ظل ارتفاع أسعار الوقود واختفائها بين الفينة والأخرى لابد وأنه لافت ويضع العديد من علامات الاستفهام عن السبب خاصة في ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة التي تجعل المواطن قبل المهتم يسأل عن أصحابها وعن مصادر دخلهم ومبرر تكاثرها في شوارع الأمانة.