اللــوبي السعـــودي
عـــبدالله عـلي صبري
على غرار اللوبي الصهيوني تسعى السعودية للعب دور مماثل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقبل أيام تسرب خبر مفاده أن الرياض هي الممول الأبرز لحملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ولم يعد سراً أن السعودية ومعظم الدول العربية تخشى وصول دونالد ترامب المرشح الجمهوري المثير للجدل إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
ورغم أن العلاقات الأمريكية السعودية تعيش حالة توتر غير مسبوقة، إلا أن خشية الرياض من مآلات أسوأ حال فوز ترامب، يجعل آل سعود أكثر تهالكا في التودد للبيت الأبيض، والانصياع للابتزاز الذي تمارسه إدارة أوباما منذ تحول السياسة الأمريكية، وعدم اكتراثها بسخونة ملفات المنطقة، وتصاعد الأزمات في الدول المجاورة لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
ومما يفاقم مأزق الرياض أن التلويح الأمريكي بالتخلي عن السعودية جاء في الوقت الذي يتصارع فيه وليا العهد محمد بن نايف ومحمد بن سلمان على عرش المملكة، مع تفاقم الحالة الصحية للملك (الزهايمر).
ومع زيارة بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية ، يجتهد اللوبي السعودي في تقديم ولي ولي العهد باعتباره الرجل الذي يمكن أن تعتمد عليه في المملكة والمنطقة، بدلا من ولي العهد الأقرب لتولي العرش ما لم تحدث متغيرات مفاجئة داخل البيت السعودي.
ولأن الأمريكيين أعرف من غيرهم بخفايا ما يدور في أروقة القصر الملكي السعودي، فقد عملوا ولا زالوا على استنزاف المال السعودي من خلال تشجيع ودعم رؤية 2030 الاقتصادية التي شبهها البعض بإصلاحات جورباتشوف (البيروستريكا) التي سرعت في انهيار الاتحاد السوفياتي، وإسدال الستار على حقبة الحرب الباردة!
ويتجاهل اللوبي السعودي أن رهن علاقة الدولة ومصالحها برغبات ومطامع حكامها، يعمق الهوة بين السلطة والشعب ويخلق مناخاً للانتفاضات والثورات، التي لن تكون السعودية بمنأى عنها كما توقع معهد واشنطن في دراسة تحليلية قارنت بين وضع جمال مبارك في مصر قبل الإطاحة بوالده في 2011 ، وبين وضع المملكة اليوم في ظل اتساع نفوذ وصلاحيات نجل سلمان!
الملفت أن آل سعود ينحون إلى مزيد من التقرب لتل أبيب طمعاً في مزيد من الدعم والرضى الأمريكي، متناسين أن التقارب السعودي مع الكيان الصهيوني، ورسائل الغرام السياسي المتبادل بينهما، يجعل السعودية وحكامها على الضد من الشعور الجمعي العربي والإسلامي المقاوم لإسرائيل وللتطبيع معها.
وبالإضافة إلى خذلان القضية الفلسطينية، فإن لعنة العدوان على اليمن هي الأخرى لن تمر دون ثمن، ومفاعيلها الارتدادية داخل المملكة تنبئ بأن القادم أسوأ بالنسبة لآل سعود، خاصة وأن مخططات تقسيم وتفكيك دول المنطقة تستهدف الدول العربية كثيفة السكان، والسعودية واحدة من هذه الدول بلا شك!.