تربويون يشيدون بتقديم الامتحانات على رمضان

أداء أفضل من الأعوام السابقة رغم العدوان والحصار:

الكبودي:  شهر رمضان يشهد اختلالاً في  الانضباط وتقديم الامتحانات منح الطلاب والمعلمين راحة البال

الشامي:  استعداد الطلاب والمعلمين لأداء الامتحانات كبير والعام الدراسي الحالي ناجح بكل المقاييس

السقاف:  إكمال المنهج الدراسي والوضع السياسي وشهر رمضان مبررات لتقديم امتحانات النقل

تحقيق / رجاء عاطف
نظراً لما تمر به بلادنا من وضع خاص بسبب العدوان الذي استهدف المنشأة التعليمية والتربوية، وحرصاً على مصلحة أبنائنا وبناتنا الطلاب، ولما يعانيه الطلاب في شهر رمضان من صعوبات في التعليم، أعلنت وزارة التربية والتعليم تقديم امتحانات النقل ابتداء من 30/ 5 / 2016م وامتحانات الشهادة العامة 30/ 7/ 2016م. استباقاً لشهر رمضان الكريم..
في هذا التحقيق سنتتبع مبررات هذا القرار وجدواه للطلاب والمعلمين، وهل تم إكمال المنهج للعام الدراسي 2016م.. ؟ من خلال آراء الطُلاب والمعلمين وأولياء الأمور.. مع التعريج على تقييم مختصر لسير العمل التعليمي خلال عام من بعض التربويين..:
الطلاب عبروا عن فرحتهم بقرار تقديم الامتحانات قبل الشهر الفضيل ليتسنى لهم الصوم وقضاء إجازة العيد بارتياح وهذا ما أكدته الطالبة يسرى جحاف أول ثانوي بمدرسة سكينة للبنات ، وقالت : نحن قربنا الانتهاء من دراسة المقرر لهذا الفصل مما يجعلنا في استعداد تام للمراجعة والمذاكرة وكان قرار تقديم الامتحانات نهاية هذا الشهر أمراً صائباً لما فيه مصلحتنا نحن الطلاب حيث والأوضاع لا تطمئن خاصة أن المفاوضات بشأن إيقاف الحرب لم تنجح وهذا يجعلنا في تخوف من أن تزداد سوءاً وقد لا نستطيع أن نتقدم للامتحانات نهائياً .
ويوافقها الرأي محمد جمال بالصف السادس بمدرسة الغاية بشأن تقديم الامتحانات وأضاف : ينتظر والدي أن ننتهي من أداء الامتحانات حتى نذهب إلى القرية لقضاء شهر رمضان وبقية الإجازة هناك خاصة أن الأوضاع بدأت تتوتر هذه الفترة .
الاستعداد والرضى
الطلاب بعد إعلان قرار الامتحانات بدأوا الاستعداد للمذاكرة والسعادة تغمرهم لأن شهر الله الفضيل سيأتي وهم متفرغون من الدراسة والمذاكرة وكما قال : أسامة المنصوري – ثاني ثانوي بمدرسة عمر بن عبد العزيز ، وأصدقاؤه قاموا بجمع مبلغ من أجل الدروس الخصوصية لمذاكرة المواد الصعبة وعبروا عن استيائهم في بداية الأمر من تأجيل الامتحانات لما بعد العيد سابقاً ولأنه في شهر رمضان ليس جواً مهيأً للمذاكرة أو الدراسة ولكن جاء قرار التقديم مما جعلنا في أتم الاستعداد بأن ننتقل من مرحلة إلى أخرى مهما كان الوضع صعب .
لم يختلف رأي أولياء الأمور عن بعضهم في تقديم الامتحانات لطلاب المرحلة الأساسية والثانوية والاستعداد لها وهنا يقول خالد حنظل – ولي أمر: إنه قرار موفق من قبل وزارة التربية والتعليم وذلك مراعاة لظروف الطلاب كون شهر رمضان المبارك على الأبواب ومع أداء فريضة الصيام يقل أداؤهم العلمي واستيعاب الدروس وكذلك بالنسبة الحالة النفسية للكادر التربوي تكون في أدنى مستوياتها، ويرى أن الاستعداد قبل رمضان أفضل بكثير من إجرائها خلال أيام شهر رمضان لأن الوطن يعاني من مشاكل كثيرة منها انقطاع الكهرباء نتيجة للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد خلال هذه الفترة ، وبالتالي يكون أمام امتحانات الشهادة الأساسية والثانوية بتاريخ 30/7 وقت مناسب لاستكمال المنهج الدراسي والاستعداد للامتحانات ..
المعلمون كذلك كانوا أول من طالب بتقديم الامتحانات نظراً للأوضاع والحرب وكذللك قدوم شهر رمضان حيث أكدت الاستاذة أمل خيران – معلمة لغة عربية بمدارس مشاعل الحرية : إنه لم يتبق من دراسة المنهج إلا القليل حيث يستعدون لعمل مراجعة للدروس والمنهج كامل الأيام القادمة وأضافت أن هذا الحماس وجدناه أيضا لدى الطلاب والاستعداد التام للامتحانات لم يسبق مثله من الأعوام الماضية ، متمنية أن ينتهي العام الدراسي على خير وسلام .
المعلم والطالب
وكما يرى محمد الكبودي – وكيل مدرسة أبن خلدون: أن الطالب عاد للمدرسة رغم الظروف التي تمر بها البلاد وأن تقديم الاختبارات جيد قبل قدوم شهر رمضان لم يدرس فيه لأكثر من خمس سنوات حيث لا يوجد انضباط للطالب ولا عند بعض المعلمين ، وقال: إن استجابة وزارة التربية والتعليم لمقترحات التربويين بتقديمها قبل الشهر الفضيل نظراً لظروف الجميع في هذه الأوضاع خاصة بالنسبة للطالبات والطلاب صغار السن لأن الدراسة في شهر رمضان تبدأ من الساعة الثامنة صباحا مما قد يتسبب لهم بالخوف من القصف ومناظر المسلحين وغيرهم ممن يحاولون زعزعة أمن وسكينة أبنائنا الطلاب والطالبات خاصة في الصباح لأن تواجد الناس والحركة في الشوارع تكون قليلة وكذلك تكون المحلات مغلقة وهنا يكون القلق .
وبدوره وصف فرح الطلاب والطالبات عند إعلان قرار تقديم الامتحانات وأنه حصل ارتياح وفرحة كانت واضحة في وجوههم ولأن بعض الآباء يريد قضاء الشهر الفضيل في قريته أو خارج البلد ولكنه ينتظر أبناءه الطلاب حتى ينتهوا من الاختبارات ولكن هذا الارتياح عم المعلم والطالب وولي الأمر.
وعن الاستعداد للامتحانات قال الكبودي: تقوم المدارس الآن البدء بإعداد المحصلة للترم الثاني وإدراجها في الكمبيوتر وتصحيح الأسماء واجتماع مع الهيئة الإدارية وتجهيز نماذج الأسئلة من مدرسي المواد بحيث تكون شاملة للمنهج وأيضاً من نموذجين لكل مادة بتكليف أعضاء الكنترول الذين لديهم خبرة في هذا العمل الذي يحتاج لأمانة ومراقبة الله فيه .
رؤى تقييمية
ومن جانبه يقول محمد الشامي – مدير المنطقة التعليمية بمديرية السبعين الثانية: إن استعدادهم لامتحانات النقل للمرحلتين الأساسية والثانوية يأتي في إطار خطة المنطقة والتي تتمثل في المتابعة الميدانية من خلال فريق التوجيه للزيارات التقييمية للمعلمين والمعلمات والمدارس بشكل عام للوقوف على ما تم انجازه في المقررات الدراسية لمختلف الفصول والتوجيه بعمل مراجعة شاملة لمن أكمل المقررات الدراسية ، وأشار إلى أن المنطقة التعليمية عقدت اجتماعات متعددة لمديري المدارس الحكومية والأهلية والمفتشين الماليين والإداريين لمناقشة موضوع الامتحانات الشهادة الأساسية والثانوية العامة للعام الدراسي الحالي .
وأشاد الشامي: باستعداد الطلاب والمعلمين لأداء الامتحانات كبير جداً والعام الدراسي الحالي ناجح بكل المقاييس رغم التدمير والقصف والإرهاب السعودي وتحالفه الظالم على اليمن وحصارهم حاولوا إفشال الدراسة لكنهم زادونا إصراراً على مواجهتهم بأقلامنا وحقائب طلابنا وترديدنا للنشيد الوطني في ساحات مدارسنا كل صباح طلاباً ومعلمين وإدارات مدرسية وتعليمية وتربوية تعزز صمودنا وانضباطنا في مواقع أعمالنا الذي لا يقل عن صمود رجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والكرامة دفاعاً عن هذا الوطن الغالي المعطاء الكريم يمن الإيمان والحكمة ..
مبررات التقديم
ومن جهته أكد محمد السقاف– وكيل قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم: أن اللجنة التحضيرية للاختبارات أقرت في اجتماعها برئاسة الأخ نائب وزير التربية والتعليم بدء امتحانات النقل للمرحلتين الأساسية والثانوية في تاريخ 23 شعبان 1437هجرية يصادف 30 مايو 2016م فيما تظل امتحانات الشهادة العامة (أساسي، ثانوي) في نفس موعدها المحدد في ال 30 من يوليو على أن تستمر دراستهم حتى 24 رمضان ، وكما شددت اللجنة على مكاتب التربية وكافة المدارس الالتزام بالمواعيد المحددة ما لم سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء كل من يخالفها ، مضيفاً أن اللجنة دعت إلى تضافر جهود الجميع وفي المقدمة السلطات المحلية ومكاتب التربية ومدراء المناطق والمراكز التعليمية لضمان إنجاح امتحانات النقل لما فيه مصلحة أبنائنا الطلاب.
وقال وكيل قطاع التعليم:  قد كانت مبررات التقديم لامتحانات النقل أن المنهج الدراسي قد قطع شوطاً كبيراً والوضع السياسي وما يصاحبه من تحشيد أمريكي وعدوان غاشم على بلادنا وأيضا دخول شهر رمضان المبارك وتأثر الطلبة في المناطق التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وفي ظل انقطاع الكهرباء ، وما يخلفه من معاناة للطلبة وأيضاً الطالبات وأولياء الأمور وجمعيات ونقابات وإدارات المدارس الأهلية والحكومية وتقديم مبررات اقتنعت بها لجنة الإعداد والتخطيط وكذلك أن أيام الدراسة ساعاتها قليلة في رمضان نصف جدول ولمدة “20” يوماً بواقع ثلاث ساعات وأداء المعلمين والطلبة يكون أقل بسبب الصيام وانقطاع الطالب عن المدرسة من 24 رمضان إلى 11 شوال يؤثر على تحصيلهم الدراسي وتأثر امتحانات الشهادة الأساسية والثانوية لأنها مباشرة بعد الانتهاء من اختبارات النقل والكثير من المدارس هي مراكز امتحانية وتحتاج للتهيئة والإعداد لإجراء الاختبارات فيها للشهادة الأساسية والثانوية ، وكذلك مناقشة التقارير المرفوعة من الإدارة العامة للتوجيه متضمن مؤشرات سير المنهج على مستوى المحافظات وكانت مؤيدة للتقدم.
بدء تنفيذ المرحلة الأولى
وتابع السقاف: نأمل أن يأتي عقد الامتحانات وبلدنا في وضع مستقر وآمن وازدهار وانتهاء الحصار البري والجوي والبحري ويتحسن الوضع الاقتصادي وبفضل الله أن هذا العام كانت الدراسة فيه أفضل من العام الماضي وكذا بوفاء وإصرار قيادة التربية والعاملين في القطاع التربوي من مدراء إدارات ومعلمين وإداريين وقد أسقطوا كل المؤامرات والدسائس وقد صمد طلابنا وطالباتنا في وجه العدوان واستمروا بالدراسة رغم القصف والاعتداء السافر وقد أفشلوا تعطيل الدراسة التي كان يهدف لها العدوان وكذا بات واضحا من خلال استهداف أكثر من ألف وستمائة مدرسة تدمرت تدميراً كلياً وجزئياً وقتل آلاف الأطفال ومنهم من هو في طريقه الى المدرسة .
وفي ختام حديثه أشار إلى الجهود المبذولة فقد شكلت العديد من اللجان وتوفير ميزانية أولية من وزارة المالية لتنفيذ المرحلة الأولى من الاختبارات وهي إعداد الأسئلة وفحص وثائق المتقدمين والتأكد من سلامة إجراءات التسجيل وتحديد المراكز الامتحانية وإعداد دورات تدريبية للعاملين بأنظمة وبرامج الاختبارات في كنترولات المحافظة وتجهيز أرقام الجلوس .

قد يعجبك ايضا