فتاة تختطف ابنة شقيقها وترهنها لدى بائع مجوهرات

الأسرة/ عادل بشر

كان المشهد مؤثراً لدرجة لا توصف عندما تمكنت الأم من استعادة طفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات بعد أن اختطفتها شقيقة زوجها ورهنتها لدى احد محلات المجوهرات بمبلغ خمسين ألف ريال، ثم غادرت وكأن شيئاً لم يكن.
تعود تفاصيل القضية إلى بضع سنوات عندما رفض عبدالله قبول خطبة احد أقربائهم لشقيقته الوحيدة والبالغة من العمر حينها 17 عاماً بحجة أنها لازالت صغيرة السن، وبعد مضي ثلاث سنوات عاد الشاب لطلب يد الفتاة من جديد ولكنه قوبل أيضا برفض تام من قبل شقيقها الذي يعتبر بمثابة ولي أمرها كون والدهما متوفيا منذ فترة ولا يوجد سوى والدتهما التي لا تستطيع عمل شيء يعارض قرارات الابن.
كان الجميع يعلم بقصة الحب بين الشاب والفتاة، وحتى شقيقها كان يعلم بذلك ويعتبر هذا احد الأسباب التي جعلته يصر على رفض الشاب وهو ما كشف عنه في تأكيده للشخص الوسيط الذي أرسله الشاب لخطبة الفتاة ورد عليه شقيقها بالقول انه لن يزوجها لأي شخص من أبناء المنطقة وفي حال أرادت الزواج فسيبحث لها عن عريس من خارج المنطقة.
لم تستطع الفتاة تحمل هذا الإصرار على الرفض من أخيها معتبرة انه بذلك يريد أن يبقيها ” خادمة عند زوجته”، بحسب تعبيرها في محضر التحقيق، فقررت الانتقام منه ومن زوجته التي تتهمها بتحريض شقيقها ضدها ومنع زواجها.
في احد الأيام استيقظت الفتاة باكراً ووجدت ابنة أخيها البالغة من العمر ثلاث سنوات تلعب في فناء المنزل لوحدها بينما والداها يغطان في نوم عميق، فاستغلت الفرصة وأخذت الطفلة معها خارج المنزل وانطلقت إلى احد الشوار البعيدة في إطراف المدينة وكل تفكيرها في كيفية “حرق قلب” شقيقها وزوجته ولو كان ذلك على حساب الطفلة البرئية، فعزمت تركها أمام بوابة احد المستشفيات ثم غيرت رأيها وفكرت في تسليمها لإحدى المتسولات اللاتي اعتدن استخدام الأطفال في استعطاف الناس ولكن قلبها لم يطاوعها في ذلك وفي  الأخير استقرت على فكرة أن تضع الطفلة في مكان يضمن لها الرعاية والاهتمام بدلا عن أسرتها، فكان ان اختارت احد محلات بيع وشراء المصوغات الذهبية وطلبت من البائع استبدال قطعة ذهبية عبارة عن ” سلسل يتدلى في عنقها” بقطعة اكبر وأغلى بفارق سعر بلغ خمسين ألف ريال.
في تلك الإثناء طلبت الفتاة من الصائغ أن تبقى الطفلة التي زعمت أنها ابنتها عنده في المحل حتى تذهب هي إلى المنزل وتحضر المبلغ المالي المتبقي.
وافق البائع على هذا المقترح على أساس أن الطفلة الصغيرة ستلعب مع ابنه الذي اعتاد أخذه معه إلى المحل ويبلغ من العمر 7 سنوات حتى تعود “والدتها”.
مضى نصف اليوم دون أن يلمح البائع طيف المرأة، وبدأت الطفلة بالبكاء والصراخ فما كان منه سوى إيصالها إلى المنزل كي تهتم بها زوجته حتى تتضح حكايتها، واستمرت الطفلة المجهولة في منزل بائع المجوهرات حتى اليوم التالي ليقوم بعد ذلك بأخذها وإبلاغ الشرطة بتفاصيل الحكاية.
لم تمض سوى سويعات قليلة بعد تعميم أوصاف الطفلة على مراكز الشرطة حتى تم العثور على أسرتها بناء على بلاغ كان قد تقدم به والدها مساء اليوم الذي اختفت فيه، وبعد ان استمع ضابط الأمن إلى قصة تواجد الطفلة لدى بائع المجوهرات ساورته الشكوك حول المرأة التي وراء ذلك خصوصا وانه قد قام بالتحقيق مع جميع أفراد المنزل ومن بينهم شقيقة والد الطفلة وعرف بما تكنه لشقيقها من حقد وكره فقام بطلب حضورها إلى القسم وعرضها على البائع الذي تعرف عليها فوراً، لتنهار الفتاة بشكل مفاجئ وتعترف بكامل تفاصيل جريمتها.

قد يعجبك ايضا