نص البيان الصادر عن ملتقى علماء ودعاة أهل السنة في اليمن

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين أما بعد..
عملا بقول الله سبحانه وتعالى ” الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ”
وقال تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ 159″
ونظراً لخطورة المرحلة التي تمر بها بلادنا الحبيبة من حصار خانق وعدوان ظالم استهدف البشر والحجر ودمر كل المقدرات وسعى جاهداً لإشعال نار الفتنة بين اليمنيين وتأجيج الطائفية والمناطقية بين المسلمين وتعميق الخلافات وعمل على تفكيك الأخوة الإيمانية مستغلاً في ذلك الدعاوى الطائفية والمناطقية وغيرها من أمور الجاهلية وإستشعاراً للمسؤولية الملقاة على عواتق علماء الشرع لذا انعقد هذا الملتقى لتوضيح ما التبس من الحق وتبيينه والدعوة إليه.
لذلك كله فإننا وفي ختام هذا الملتقى لعلماء ودعاة أهل السنة المنعقد بمدينة الحديدة 14 جمادي الآخرة 1437هـ نتوجه إلى أبناء يمننا الحبيب وأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بهذا البيان والذي ينص على التالي:
أولا: الحفاظ على أخوة أبناء شعبنا اليمني المسلم ووحدته الإيمانية والوطنية واعتصامه بحبل الله ندعو كافة العلماء والخطباء والدعاة والمثقفين والإعلاميين إلى الابتعاد عن الخطاب التحريضي الطائفي والمناطقي واجتناب نشر ثقافة الكراهية والعنف ، والدعوة إلى نشر ثقافة المحبة والتآخي والتصالح والتسامح ووقف الاقتتال الداخلي واحترام الرأي والقبول بالآخر وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
ثانياً: ندعو علماء الأمة الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية وأباة الضيم وأحرار العالم إلى فك الحصار الخانق المضروب برا وبحرا وجوا منذ عام على شعب مسلم قوامه أكثر من خمسة وعشرين مليون إنسان كما ندعوهم إلى إدانة العدوان الخارجي على يمن الإيمان والحكمة وتجريمه ومواجهته بكل السبل المشروعة التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والعمل على إيقافه مع التأكيد بأن لا شرعية دينية أو أخلاقية أو سياسية للعدوان.
ثالثاً: ندعو كافة أبناء اليمن إلى التحلي بالإيمان والحكمة في حل قضاياهم واختلافاتهم وبما يحفظ أخوتهم ووحدتهم.
رابعاً: رفض كافة التدخلات الخارجية من أي طرف كان وتحت أي مسمى، ورفض كل ما يمس سيادة الوطن واستقلاله أو يتعارض مع الشريعة الإسلامية تحريم وتجريم كل تعاون مع الخارج فيما يضر بمصالح الوطن والمواطن، وتحريم الارتزاق على حساب الدين والوطن.
خامساً: ندعو الجهات الرسمية إلى وضع تشريعات تحرم التحريض بكافة أشكاله المقيتة وتعاقب عليه.
سادساً: ندعو الجهات الرسمية إلى وضع مقررات دراسية تغرس القيم والأخلاق وتنشر ثقافة القبول بالآخر وإصلاح ذات البين وتعزز الولاء لله ولرسوله وللوطن انطلاقاً من القرآن الكريم والسنة النبوية، وتقوم بتدريسها في المدارس والجامعات وكافة المعاهد المهنية والعلمية وغيرها، وكذا المساجد والمراكز العلمية والجامعات الخاصة والمدارس الأهلية.
سابعاً: ندعو العلماء والدعاة والخطباء والمرشدين إلى القيام بواجبهم في الدعوة إلى جمع الكلمة والتعاون وحماية الثغور من أي عدوان خارجي على اليمن وتحصين الجبهة الداحلية وتوثيق عرى المحبة الأخوة بين اليمنيين جميعاً، وتبيين وجوب نبذ العنف وتحريم الاقتتال الداخلي والتحريض المذهبي والطائفي والسياسي وتحذر من الانجرار وراء مخططات أعداء أمتنا الاسلامية جميعا, ومباركة أي دعوات حوار وتصالح بين المسلمين.
ثامنا: ندعو علماء المسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم الشرعية أمام الله عز وجل وأمام شعوبهم في كشف كل ما يتعرض له شعبنا اليمني من حصار جائر وعدوان غاشم وظالم يتحالف مع المشروع الصهيوني في الاعتداء على يمن الإيمان والحكمة .
تاسعا : إدانة عمليات السحل والتمثيل بالجثث واستهداف المساجد والأسواق والمدارس والمنازل والأعراس والتجمعات العامة بالعمليات الانتحارية الآثمة, وجميع أنواع الاستهداف .
وقد أقر الملتقى في ختام أعماله تشكيل لجنة للعمل بما جاء في البيان ومتابعة تنفيذ مخرجاته.
والله ولي الهداية والتوفيق
صادر عن / ملتقى علماء ودعاة أهل السنة في اليمن الحديدة 14 جمادي الآخرة 1437هـ.

قد يعجبك ايضا