يذرفون دموع التماسيح على وثيقة ويفرحون بتدمير الوطن

حسن الوريث

أثارت عملية وصول عدد من اليهود اليمنيين إلى فلسطين المحتلة زوبعة كبيرة من قبل البعض الذين حاولوا استغلال هذه الحادثة وتوظيفها سياسياً ضد طرف معين، كما أن هؤلاء البعض جندوا أنفسهم بل وتفرغوا لكي يتباكوا على تهريب اليهود لوثيقة يهودية ويذرفون دموع التماسيح على هذه الوثيقة، بينما لم نجدهم ينطقون بكلمة واحدة للتدمير الكبير الذي طال آثار اليمن وتراثها من قبل العدوان السعودي الذي أمعن كثيراً في استهداف المواقع الأثرية والتاريخية اليمنية دون أن نجد منهم ولا حتى بيان إدانة لكل ذلك.
أعتقد أن هؤلاء الذين سمعناهم وتابعناهم يتباكون ويتفننون في إصدار النكات والتعليقات على ما قام به اليهود اليمنيون من تهريب لوثيقة واحدة لا ندري صحتها من كذبها ولم نعرف أو نتأكد كيف خرجت هذه الوثيقة هؤلاء يكذبون، لأن هذه الوثيقة لا تهمهم إطلاقاً أتدرون لماذا ؟ لأن كل ذلك التدمير الكبير لتراث اليمن وحضارته لم يهز لهم شعرة واحدة بل أنهم من يحرض ويحدد المواقع الأثرية والتاريخية لطيران العدوان السعودي ليقوم بقصفها بالصواريخ وتدميرها فقط لأنهم أعداء اليمن وأعداء التراث والتاريخ اليمني ولأننا نعرف أنه وفي كل وثائقهم وأدبياتهم لا يعترفون بهذا التاريخ ويعتبرون أن هذه المواقع والآثار باباً من أبواب الشرك والكفر وقد شاهدنا كيف دمروا آثار العراق وسوريا وأفغانستان ومصر واليمن وكيف أنهم هدموا كل ما له صلة بالتراث ومازال أولئك الذين ينتسبون زوراً وبهتاناً إلى الدين الإسلامي يفجرون المساجد والأضرحة والمقابر وكل ماله علاقة وصلة بالتاريخ .

بالطبع قد يقول من يقرأ كلامي هذا إنني مع تهريب الوثيقة اليهودية إلى اسرائيل لأني أتهم هؤلاء الذين يملؤن الدنيا ضجيجاً بأنهم بالغوا في انتقادهم لعملية التهريب تلك، وسأقول لهؤلاء ولغيرهم أنا لست مع تهريب هذه الوثيقة وأطالب بالتحقيق في الموضوع ومحاسبة كل من تسبب في ذلك التهريب لإحدى الوثائق التي تعتبر من تاريخ اليمن وتراثه وآثاره، كما أنني ضد من يدمر تاريخ اليمن وتراثه وآثاره التي تعتبر من أعظم ما تركه الإنسان في هذه الأرض على مر العصور ولست مع من يسكت على تدمير تراث اليمن وتاريخه ومواقعه الأثرية كما أنني أطالب كل المنظمات الدولية أن تحاسب نظام بني سعود الذي دمر المواقع الأثرية والتاريخية اليمنية كما نقول لهؤلاء الذين فرحوا بتدمير تراثنا وتاريخنا ولم يتحدثوا بكلمة واحدة أو ينطقوا بحرف واحد لإدانة العدوان السعودي وكانت اليونيسف أفضل منهم بما اصدرته من بيانات إدانة للنظام السعودي لأنهم صمتوا عن تدمير بلدهم وتاريخه وآثاره.
بالتأكيد أن هؤلاء البعض الذين رأيناهم يتسابقون في التباكي على وثيقة ويسكتون عن تدمير بلد بأكمله لا يستحقون شرف الانتماء لهذا البلد العظيم ولا يمكن إلا أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ واعتقد أن أولئك المواطنين اليمنيين من الطائفة اليهودية أفضل منهم لأننا رأيناهم مازالوا متمسكين بهويتهم ولم يتخلوا عن زيهم اليمني الشعبي ويفتخرون بأنهم مواطنون يمنيون فيما هؤلاء سرعان ما تخلوا عن الزي اليمني ولبسوا العقال وأزياء أخرى بدلاً عنه بل وحرضوا على قتل إخوانهم وتدمير اليمن وآثاره ولن يصدقهم أي إنسان أن هذا التباكي من اجل البلد ومصلحة اليمن، لأننا نعرف انه من اجل تصفية حسابات سياسية ودعماً لدول العدوان لذلك لن ينجحوا في مساعيهم وسيظل اليمن كبيراً رغم أنوفهم وستبقى آثار اليمن خالدة، فاليمن ولدت قبل تدوين التاريخ بتاريخ ونطقت أحرفها الأولى قبل أن تنطق الابجدية ولن يضيرها هؤلاء الذين لا تاريخ لهم ولا تراث مهما حاولوا أن يشتروا لهم اسما وتاريخاً فالمال وحده لا يكفي.

قد يعجبك ايضا