أنظمة الخليج: البحث عن انتصارات وهمية ..؟!!

طه العامري

بعد الفشل الصهيوني الاستعماري الرجعي على سورية , وبعد أن تجرعت أنظمة الخليج مرارة الهزيمة في كل من سورية والعراق واليمن , ها هي أنظمة الارتهان تعود بمؤامرة جديدة _ قديمة وهدفها هذه المرة ” المقاومة ” العربية النبيلة ممثلة بحزب الله , باعتباره ” منظمة إرهابية ” تلبية لرغبات الصهاينة والأمريكان , ولحلفائهم من المرتهنين حكاما كانوا أو أنظمة أو جماعات أو أفراداً , فأحصنة طروادة في وطننا العربي كثيرة وجاهزة لمن يعتليها ومستعدة لحمله إلى حيث يريد ..؟!!
حزب الله , ليس مجرد اسم عابر في الذاكرة الجمعية العربية , وليس بمقدور أنظمة مثل أنظمة الخليج , أن تؤثر في حركة ونشاط ودور ووجود حزب الله ورسالته , ولو كان الأمر سهلا بهذه الصورة التي ترسمها أنظمة الخليج عن هذا الحزب لكان أسيادهم في ” تل آبيب ” و ” واشنطن ” أكثر شطارة منهم , بل لم تكن ” تل أبيب ” بحاجة لأنظمة الخليج لتساعدها لمحاصرة حزب الله الذي أذل الصهاينة عسكريا وأمنيا واستخباريا وأهانهم وأسقط عنهم كل الأساطير والمزاعم التي نسبوها لأنفسهم فكشفهم حزب الله وفضحهم وأظهرهم بأنهم أوهن من بيت العنكبوت وأن كان هذا قد حدث مع الصهاينة , فماذا في ” بيت آل سعود ” من مكامن القوة إن كان أسيادهم قد فقدوا كل قدراتهم أمام إرادة وعزيمة حزب بحجم ومكانة حزب الله الذي أسقط الصهاينة من عروشهم وكشف زيف قوتهم وجعلهم يلعنون بعضهم بعضا , ويشتمون بعضهم بعضا , بل ودفعهم إلى الاستنجاد والاستغاثة بأنظمة هشة كأنظمة الخليج التي هي أوهن بكثير من الصهاينة ..؟!!
إن فشل آل سعود وسقوط كل مخططاتهم القذرة وافتضاح كل مؤامراتهم على المنطقة , فعل دفع هذه الأسرة المستبدة إلى حالة من التخبط الجنوني والهستيريا المثيرة , التي لن تحقق لهم غاية ولن ترفع لهم راية , بل إن هذا التخبط السعودي سيقودهم إلى مزيد من الانهيار والخسائر الفادحة والمؤلمة , والتي بدت تباشيرها بقرار مجلس التعاون الخليجي ضد حزب الله وهو قرار , بدت ملامحه في قرار آل سعود إلغاء المساعدات المالية للجيش اللبناني ثم جاءت زيارة الوفد الصهيوني للرياض ليتبعه قرار ضد حزب الله , وهو القرار الذي لن يلغي حزب الله ولن يحد من حركته , وكذا لن يغير من بوصلة رسالته ومشروعه العربي المقاوم والمناهض للكيان الصهيوني , وحزب كحزب الله الذي قهر أسطورة الجيش الذي لن يقهر ولن تقهره ولن تثنيه قرارات أشباه الرجال والقادة من حكام الخليج الذين يعرفهم حزب الله جيدا ويعرف دورهم ويعرف قدرة أسيادهم ..
هزمتم يا أصحاب المعالي والسمو , وأنتم من أنفق أموالاً طائلة لإسقاط النظام في سورية وإسقاط المقاومة فانتصرت سورية والنظام والمقاومة وموتوا بغيظكم واليمن ينتصر ومشاريعكم تهزم والندم حليفكم دوما .. فتبا لكم وتبا لكل مواقفكم المرتهنة , وسيبقى حزب الله شامخا مقاوما حزبا عربيا يواجه العدو الصهيوني رغم أنوفكم ورغم عمالتكم وخيانتكم لله والرسول وللأمة ولشعوبها ..
خلاصة القول: إن قرار أنظمة الخليج بحق المقاومة يأتي في سياق المساعي الخليجية الرامية إلى تحقيق انتصار ولو وهمي بعد النكسات التي منيت به هذه الأنظمة في سورية والعراق واليمن , وبالتالي جاء القرار للحفاظ على ماء الوجه لحكام الخليج ولكن الله لا يريد إلا أن يقبح تلك الوجوه البشعة , فمنطق الحق والعدل والتاريخ جميعها تؤكد بقاء وديمومة حزب الله وزوال أنظمة الخليج محملة بكل عاهات الذل والعار والارتهان والعمالة والخيانة لله ولرسوله وللأمة العربية والإسلامية ..فتبا لهم من حكام فاقوا ابن العلقمي ذلا وخيانة..!!

قد يعجبك ايضا