السفر من وإلى اليمن

عبد الوهاب شمهان

يعمل دعاة غزو اليمن وتدميره على تجفيف مصادر الرزق والحياة لليمنيين ومن بين تلك المصادر السياحة والسفر وقد تسبب ذلك في إشاعة الخوف الدائم من قصف الطيران السعودي الأمريكي الذي لايكاد يغيب عن سماء اليمن الا وتظهر أخرى ليلا ونهاراً. حتى أصبح من الصعوبة السفر بدون مشقة .
السفر الحاجة الإنسانية لكل انسان كان مترفاً أوعليلاً ولكل صحيح أو معاق ولكل من تنبض في قلبه نبضات الحياة ويسري في عروقه الدم ، السفر الذي كفلته الاتفاقيات الدولية ونظمته القوانين واللوائح وأشرفت عليه مؤسسات دولية هو حق من حقوق الإنسان بدون جدل وفي كل الظروف وخاصة في وقت الحرب المدمرة والباغية والتي تتخذ من إبادة الحياة نصراً مؤزراً وتحسب نصرها بعدد ما أفنت من المدنيين أطفال ونساء وشيوخ وعجزة ومسنين وما دمرت من وسائل الحياة من مدن وقرى وأحياء ومزارع ووديان وما أحرقت من وسائل مواصلات بما تحمل من بشر ومواد وما أهلكت من حرث ونسل، ويحكي أن وزيرالسياحة اليمني للحكومة المستقيلة أعلن العهد على نفسه أن يحول الجزر اليمنية إلى مزارات عالمية مبتدءا بأرخبيل سقطري الأرخبيل البيئي الواجب المحافظة عليه ، ويظهر أن من باب المحافظة عليه لأهميته صار مقراً وموقعاً عسكرياً تجمع فيه قوات التحالف وطيران الدولة العظمى التي لاتبقي للحياة موضع مخيط ولا تعير الإنسانية أدني رعاية واهتمام وحتى إن وجد هذا الاهتمام هناك من يدفع أثمانه نقداً وهم العرب المسلمون حماة الجزيرة العربية وحماة فلسطين المحتلة وأرض بيت المقدس اصحاب السمو الأمراء والملوك الشرفاء حماة التاج العربي وحماة المقدسات الإسلامية.
يدفعون الثمن لتدمير الحياة وتدمير الثقافة والتاريخ والحضارات القديمة في موطن أصل العروبة حقداً وكراهية وطغيان ، هم اليوم أصحاب القوة التي تجبر كل مسافر على المرور على بيشة لإخظاع المسافر لكل امتهان وإذلال يبلغ حد تمزيق الحقائب بالخناجر وينثر كل مافيها على أرض المطار وتمزيق أي أكياس تحمل في أيدي المسافر أو في حقائبه وسكبها على قاع المطار كما تحدث بعض المسافرين، ليقول له بعد ذلك تبغي تلفها لفها ولكن المسافر ينظر إليه نظرة استهجان وهو يردد حسبنا الله ونعم الوكيل ، هذا هو العربي المسلم حامي العروبة والإسلام ، يبرزون قوتهم على ضعاف الناس العزل المرضى والمسافر المرهق بحجزهم لساعات وصفهم في حلقة تفتيش ، تدنس بالحياة وبالتعامل وبالكرامة وبالقوة وبالأمم المتحدة وبشعوب العالم وبالولايات المتحدة الامريكية والشعب الأمريكي وببريطانيا وشعبها وبدول أوروبا وشعوبها، بصمت العالم الذي يرى توارث الأحقاد ويشاهد سفك الدماء، إنها الغوغائية والعبثية العالمية عبثية مجلس الامن وسقوط جامعة الدول العربية في وحل العبودية وموت كرامة العرب وتعاونهم الباغي على أمة العرب وأصل العرب اليمن، مصر أم الدنيا لم تبخل ببحريتها ولابطيرانها ولا بأبنائها لحصار السفر من اليمن وإليها لم تبخل بسفك الدماء اليمنية ، فإذا كان هذا موقف مصر العروبة مصر عبدالناصر ، وموقف الأردن بلاد النشامى والنجدة ، أمسى كل موقف جميل وراء ظهورهم وأصبحت مواقفهم تذكر في ميادين المعركة ضد الأمة اليمانية وزد على ذلك مواقف الرعونة وممارسة الامتهان والإذلال ضد المسافر اليماني في مطاراتهم مواقف كلها تعكس نفوس خزنت في جوفها الحقد والكراهية والابتزاز ، والسؤال لماذا كل هذا التصرف والسلوك المشين الذي لايعكس سلوك الشعوب العربية وإنما الحكام، فالمسافر اليماني لم يخرج من كوريا الشمالية بلد النهوض النووي المواجة للعالم بجلد وقوة إنما من بلد يعد من أفقر عشر دول في هذا العالم يقع تحت القصف الجوي والبحري والبري مسافر يبحث عن الهواء النقي بعد آلاف الأطنان من المواد السامة والمواد المتفجرة التي لاتخلو من مواد محرمة دولياً، يبحث عن دواء منعه عنه الحصار الجائر والظالم، يبحث عن شجرة خضراء وبيئية نظيفة، هكذا تحولت السلطات العربية بقيادة الأخ الشقيق والشقيقة الكبرى التي ابرزت جل استكبارها على المسافر والذي وصل هذا الاستكبار إلى مطار سنغافورة البلد المتميز في شرق آسيا لأن تحالفه مع اسرائيل ودول النفط تحتم عليه إيذاء المسافر اليماني بكل عنجهية وإن كان ضيفاً عليه إنه الطغيان العالمي الذي تفرضه الإدارة الأمريكية في العالم على كل من يحمل اسم اليمن لكن الشعوب الخانعة لم تعد تجرؤ على رفع الصوت فهي تعتقد أن أرزاقها بأيديهم وليس لديها الوقت لتهدرهه هذا وانتقاد ذاك.
هذا مايعانيه المسافر من اليمن أو إلى اليمن بتوجيهات مجلس الأمن وزعيم إمبراطورية العالم أوباما رائد الإدارة الأمريكية والمتكفل بإبادة اليمنيين ، هذا وجه أمريكا وطغيانها ووجوه العرب العدوانية المدهونة بدماء اليمنيين هؤلاء الذين لم تشفع لديهم عروبة أو إسلام أو مجورة أو علاقة أو صداقة هؤلاء من يقع تصرفهم تحت مسميات عديدة نترفع عن ذكرها لأن من يسفك الدماء أنهاراً ويمزق الأطفال والنساء أشلاء ويدفن الناس في منازلهم أحياء ويتلذذ بالدم والقتل ويتفاخر به كأنه يشاهد أو يشارك في سباق الخيل ويستأجر من أجل توسيع نطاق للقتل والتدمير لا يمكن أن يكون إنساناً.

قد يعجبك ايضا