زياد السالمي
صدى يحكي وألسنة صيام
من الآهات ينكلم الكلام
رنا أملاً فغاب به التجلي
وظل يخط أدمعه الهيام
أحبك هل ترى حبا سيدلي
بجذوته نعيم أو منام
أحبك لا مكان لكي أغني
سواك .. كفى .. أنى الغرام
تراءت دهشتي عني جواباً
ووجهني إلى المسرى الحمام
رأيت من الجنوب البرق نحوي
فصحت الله ما هذي السهام
وما فتئت عيوني عن مداه
تتابعه وأثقلني السقام
ولدت فكان نورك لي حياة
أسير له كما سار العظام
أجبني أي غمد سوف يؤوي
ونصلي مثل خيلي مستهام
بنصرك منذ عهدك عشت حرا
يمانيا بك الدنيا مقام
ويكفيني اصطفاؤك لي وعوداً
فأمضي في سبيلك والسلام
وهبناك الدم الغالي وطوبى
لها روح يزاورها الحمام
رسول الله ارفق بي وقل لي
ترى يرضيك ما فعل الطغام
وحرمة بيتك المعمور جاءوا
غزاة ليس يمنعهم ذمام
أجبني أن قلبي فيك صب
أعدل في محبتك الخصام
رسول الله هل ذنبي بأني
أحبك كي يحاربني اللئام
رعينا العهد والينا علياً
وعترته وهم شرف يرام
يمانيون ثرنا لابن بدر
دماؤك فيه أنسبها السنام
كما نادى مناد أن قوماً
من الأعراب قد جمعوا وحاموا
علينا حين ثرنا .. أي عذر
حسينيون يا طه الملام
رددنا : كيف يخشاهم رجال
يظل أقل ما فعلوا اقتحام
يمانيون لا نخشى سلاحاً
حديثاً جاء يحمله النعام
وكيف ونحن في صف بن بدر
ونعم فتى الرجال لهم زمام
وحسب وقائع الماضي شهيدا
على الباغي إذا ظلموا الكرام
يمانيون ندفع كل غاز
بأفعال يشيب لها الفطام
يمانيون يا طه سحاب
على الدنيا .. وبرق إن يضاموا
ولكنا أمامك يا حبيبي
ضعاف جل وصفك والمقام .