لا تسألوا من أين انطلقت الصواريخ
أمة الملك الخاشب
قد يتساءل العالم مستغرباً! من أين انطلقت الصواريخ الباليستية اليمنية الثلاثة التي انطلقت في غضون 24 ساعة, وحققت أهدافا عظيمة, واليمن يتعرض لعدوان أكبر تحالف شهدته دولة عربية، بل وأكبر تحالف شهدته دولة في العالم ضدها تحالف وعدوان ليس له مثيل عبر التاريخ, واليمن يتعرض لقصف جوي وبري وبحري على مدى تسعة أشهر, وقد تم استهداف أغلب معسكراته وتم تدمير بنيته التحتية واليمن شهدت أكبر تجمع وحشد للخونة من أبنائها .
الذين تم شراء ذممهم ونفوسهم ليكونوا أدلة وعيوناً للتحالف, ورغم هذا انطلقت الصواريخ.
لا تسألوا من أين انطلقت الصواريخ الباليستية التي حققت نصرا عظيما في باب المندب وفي خميس مشيط وفي مطار جيزان, ولا تسألوا كيف انطلقت؟ أليس هؤلاء الذين أطلقوه هم من كنتم تسخرون منهم وتسمونهم ميليشيا؟ أليس هؤلاء الذين أطلقوا الصواريخ هم من كنتم تسمونهم المتخلفين, والمبردقين, والعصابات..؟
أليس من أطلق تلك الصواريخ هم من كنتم تسخرون منهم ومن الخيارات الاستراتيجية التي أعلنها قائدهم, والتي استأجرتم الأقلام الرخيصة لتسخروا منها ومن قائلها, وهم استمروا غير مبالين بكم في دعم تنفيذ الخيارات الاستراتيجية بكافة أشكال التحركات الشعبية؟
هل تريدون معرفة من أين انطلقت الصواريخ أنا سأخبركم:
انطلقت الصواريخ من وسط قلب كل أم ثكلى ومن قلب كل أب حزين انطلقت من حرارة دموع الأطفال وحرقتها على آبائهم وأمهاتهم وأقرانهم، انطلقت من فجعية أبناء الصيادين الفقراء الذين خلفهم هذا العدوان دون معيل بعد أن حرمهم من آبائهم الذين كانوا يوفرون لهم لقمة العيش ليسدوا بالكاد جوعهم.
أغلبهم محرومون, لا يستطيعون حتى دخول المدارس بسبب الفقر ومع هذا, لم يتركوهم وشأنهم بل قتلوا آباءهم بطريقة وحشية تدل على حالة اللا إنسانية والانحطاط التي وصلوا إليها, والتي لانجدها حتى بين الحيوانات الوحشية المفترسة ولا بين والطيور الكاسرة, فتلك الحيوانات والطيور لا تقاتل ولا تفترس إلا في حالة الدفاع عن النفس أو الجوع .
لا تسألوا بعد مضي تسعة أشهر عن الإجرام وعن جرائم تقشعر لها الأبدان, وبعد بدء المخاض والإعلان عن المرحلة الأولى للخيارات الاستراتيجية.
لا تسألوا بعد أن استنزفت أغنى ممالك النفط في العالم ميزانيتها وأعلنت عن حالة التقشف، سأقول لكم انطلقت تلك الصواريخ من أنات الجرحى ومعاناة ملايين المشردين الذين تركهم العدوان بلا مأوى وبلا سكن بعد أن دمر منازلهم التي كانت تؤويهم وتقيهم الحر والبرد.
انطلقت الصواريخ من صنعاء الأبية أو من عدن المحتلة أو من صعدة الجريحة سيدة المدن اليمنية أو من حجة المنسية .
انطلقت من جبل عطان الذي أصبح رمزا للشموخ والحرية, أم من جبل نقم الذي بصموده قرر أن ينتقم ولسان حاله يقول: لا تفرحوا بما فعلتم في صخوري العتية, فالشاطر الذي يضحك أخيراً.
فابحثوا وفتشوا أيها الأغبياء لعلكم تعرفون ولعلكم تدركون من أين انطلقت, وعندها فقط ستدركون, أنكم تواجهون خصما ذكيا جدا يمتلك خبراء عسكريين يجيدون فن الصبر الاستراتيجي ومقاتلين يمتلكون العقيدة والإيمان والثقة بالله ويجيدون فن التوكل على الله في كل أمورهم، فانتظروا المزيد ولعلكم لو كنتم تمتلكون القدرة على التفكير والفهم لأدركتم وفهمتم الرسالة التي وصلت لكم ومغزى الصواريخ قبل الإعلان عن بدء محاورات جنيف 2.